قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا في قصف نفذته فصائل من المعارضة المسلحة على حي بمدينة حلب السورية يخضع لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية فجر اليوم السبت (18 يونيو/ حزيران 2016) بينما سيطرت المعارضة على أراض في الجنوب.
وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن ما يربو على 40 شخصاً أصيبوا أيضاً في الهجوم على حي الشيخ مقصود المجاور لطريق الكاستيلو وهو الطريق الوحيد للدخول والخروج من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة الواقعة بشمال سورية.
وأدى تصعيد الغارات الجوية والهجمات بالمدفعية في الأسابيع الأخيرة حول الطريق إلى تعذر عبوره الأمر الذي وضع مئات الآلاف في حلب تحت الحصار الفعلي.
وقتل مئات الأشخاص في حلب منذ انهيار محادثات السلام في أبريل/ نيسان في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس السوري بشار الأسد إلى استعادة السيطرة على المدينة المقسمة بين المعارضة المسلحة والحكومة.
وقال معارضون مسلحون في السابق إن هجماتهم على حي الشيخ مقصود تأتي ردا على محاولات "وحدات حماية الشعب الكردية" قطع طريق الكاستيلو.
وتسيطر وحدات "حماية الشعب الكردية" تقريبا على كل حدود سورية الشمالية مع تركيا كما أن الوحدات حليفة وثيقة للولايات المتحدة في حملتها على تنظيم "داعش" في سورية. ولا يثق كثيرون من فصائل المعارضة المسلحة بغرب سورية في "وحدات حماية الشعب الكردية" لأنهم يقولون إنها تتعاون مع دمشق بدلاً من قتالها وهو اتهام تنفيه الوحدات.
وقال المرصد إن حي الشيخ مقصود يتعرض للقصف الكثيف منذ منتصف فبراير/ شباط مما أدى إلى مقتل ما يزيد على 132 مدنيا وإصابة أكثر من 900 آخرين.
ولم يكن لهدنة مدتها 48 ساعة أعلنتها روسيا في حلب يوم الخميس أي أثر يذكر على القتال واستمرت الضربات الجوية وأعمال القصف منذ ذلك الحين. وقال المرصد اليوم إن ثلاثة أشخاص بينهم طفلان لاقوا حتفهم وإن أكثر من تسعة أشخاص أصيبوا في قصف بالبراميل المتفجرة من طائرات هليكوبتر في المدينة.
وقال الدفاع المدني السوري الذي يعمل في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة على حسابه بموقع "تويتر" إن أحد مبانيه في حريتان بريف حلب الشمالي أصيب بضربة جوية اليوم. ولم ترد أنباء عن إصابات.
وذكر المرصد أيضا اليوم أن فصائل المعارضة المسلحة سيطرت على ثلاث قرى بريف حلب الجنوبي هي زيتان وخلصة وبرنة مما أدى إلى خسائر كبيرة في صفوف قوات الحكومة والقوات الموالية لها.
والقرى قريبة من طريق سريع رئيسي داخل مناطق المعارضة يربط حلب بالعاصمة دمشق إلى الجنوب. وتقع في منطقة انتزعت السيطرة عليها قوات الحكومة في نهاية العام الماضي في هجوم كبير بمساعدة مسلحين مدعومين من إيران وضربات جوية روسية. لكن المرصد قال إن معركة هذا الأسبوع على هذه القرى افتقرت إلى الدعم الجوي الروسي.
وأضاف المرصد أن 86 عضوا على الأقل من قوات الحكومة السورية وحلفائها بما في ذلك مقاتلون من جماعة حزب الله وآخرون مدعومون من إيران قتلوا في معارك بجنوب حلب خلال الأيام الأربعة الماضية. ولم يتسن تأكيد الأرقام من مصادر مستقلة.
وتحارب فصائل المعارضة إلى جوار "جبهة النصرة" (جناح تنظيم "القاعدة" في سوريا) وهي مثل تنظيم "داعش" لا يشملها اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن في فبراير/ شباط ولا تشارك في محادثات السلام بجنيف.