بعد 3 ساعات ونصف الساعة من الإبداع والتميّز، وهمسات الأمل التفاؤل الممزوجة بالألم والمعاناة، أسدلت جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر الستار عن النسخة السابعة من مهرجانها السنوي «همسة أمل»، الذي أقامته مساء أمس الأول الخميس (16 يونيو/ حزيران 2016) في الصالة الثقافية، برعاية وزير شئون مجلس الوزراء، محمد المطوع.

المهرجان الذي ضم 11 فقرة، شهد حضوراً كبيراً من المسئولين والمرضى وأهاليهم، الذين ملأوا الصالة الثقافية بأهازيج الفرح والتصفيق، وخصوصاً خلال فقرة تكريم عدد من الشخصيات والأطباء، إلى جانب راعي الحفل الوزير محمد المطوع، وهو ما حفّزه لإلقاء كلمة ارتجالية، عبّر فيها عن إعجابه وانبهاره بمستوى المهرجان.

المطوع، وبعد تصفيق وتصفير ملفت، وقف أمام منصة المهرجان، معدّاً الموقف بـ «الصعب»، لينطلق من المثل القائل: «المرء بأصغريه، قلبه ولسانه»، ليؤكد أن قلبه «مع المرضى ومع جمعيتهم، ومع كل من يساهم في هذا الحفل، وقلبي مع من أقيم هذا الحفل من أجله، لأنهم الملهِمون والملهَمون».

وأكد المطوع في الكلمة التي لم تتجاوز 4 دقائق، أن جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر «لها جهود كبيرة، ولاشك في أن العمل منذ بدايته وحتى نهايته مليء بالإبداع والإلهام، فلا أستطيع إلا أن أقول إن هذا الجهد فيه صفة من صفات الله، فالله وصف نفسه بأنه بديع السماوات والأرض، فالإبداع يأتي أولاً، والخلق يأتي ثانياً».

وقال: «إن الإبداع عمل فكري خالص، والجسد حينما يعتل فهو يعتل طيناً وتراباً، ولكن الإبداع والفكر والعقل هو الذي يحيا مع الإنسان، ولا يموت بموت الإنسان».

واستشهد ببيت شعر كتبه الشاعر نزار قباني للأديب المصري طه حسين، عندما قال: «ارمِ نظارتيكَ ما أنتَ أعمى... إنما نحن جوقةُ العميانِ»، ليخاطب مرضى السكلر بقوله: «أنتم مبدعون مع ما تعانون، وهناك ملايين البشر أصحاء البدن، ولكنهم هامشيون لا يبدعون».

هذا، وشهد المهرجان تكريم عدد من الشخصيات الاجتماعية والطبية، من بينها وزير الصحة السابق صادق الشهابي، إذ قُدمت له صورته مرسوم على لوحة كبيرة وقع عليها المكرمون، وتسلمها بالإنابة عنه ابنه محمد الشهابي، إلى جانب وزيرة الصحة فائقة الصالح، ومحافظ الشمالية علي العصفور. كما منحت الجمعية جائزة «ماما أسماء» للمربية كبرى أيوب، فيما كانت جائزة ربيع الإنسانية من نصيب محمد العصفور، لدعمه ومساندته لمرضى السكلر من خلال حملة أطلقها حملت عنوان «أنا كمان أنا أتحدى السكلر»، التي قال إنه استلهم فكرتها من الحائزة على جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزي، وأطلق هذه الحملة.

وعُرض في المهرجان فيديو كليب بعنوان «مساحة فرح»، وأنشودة أخرى عنوانها «مساحة صبر»، فيما عُرض فيلم «الكابوس الجميل»، ومسرحية «حكاية ما قبل النوبة».

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للمهرجان، محمد الصفار، إن الاجتماع السنوي في مهرجان همسة أمس «يوثّق تجربة حاضرة للجميع، نخشى أن ننسى تدوينها في كتاب التاريخ. كلماتنا ورسمنا وإبداعاتنا ولقاؤنا يملأ صفحة هذا اليوم من العمر».

وأضاف في كلمته بالمهرجان «نزهو بتواجد لب وأطراف مجتمع السكلر، كلهم اجتمعوا ليقتربوا في حضور ودود ويقرّبوا وجهات نظر ومشاعر عميقة ودافئة».

وذكر أن «في كل مهرجان نطمح لتوفير بيئة يلتقي فيها كل من هو معنيّ بمرض السكلر، وأن نكون منبراً لتعزيز روح الشراكة والتحاور ودعم المقاصد الخيّرة لرفع معاناة المرضى وتعزيز جهد الطاقم الطبي، وفتح مسار قصير يربط المريض بالمسئول».

وأفاد بأن «في المهرجان وكعادته السنوية لابد أن يحتفي بأصحاب الإنجاز والعطاء والدعم. كما أنه يُقدّم إبداعات مختلفة لكل من يُحِب أن يكون يداً مساندة لقضية مرض السكلر، فتعددت الفقرات، تكريم وفيديو كليب وأناشيد وفيلم وعرض مسرحي، والتفّت العروض على الخشبة حول قيم العطاء والتسامح والتواصل الحسن. ونأمل في مهرجاننا القادم أن نقدِّم جهداً مميّزاً آخر وإبداعات من مجتمع السكلر النشط فكرياً وروحياً».