استقبل الرئيس الاميركي باراك أوباما أمس الجمعة (17 يونيو/ حزيران 2016) في البيت الابيض ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الامير محمد بن سلمان.

وتوجه الامير محمد بن سلمان، الذي أصبح القوة المحركة للإصلاح الاقتصادي ولسياسة خارجية سعودية أكثر ديناميكية، والوفد المرافق له إلى الجناح الغربي في البيت الابيض للاجتماع بالرئيس الأميركي.

وتستغرق زيارة المسئول السعودي لواشنطن أسبوعا، والتقى خلالها إلى الآن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) ووزراء الخارجية والدفاع والخزانة وكبار قادة الكونغرس. وأشار البيت الأبيض إلى أن اللقاء بين أوباما والأمير محمد عقد في المكتب البيضوي، الامر الذي يعتبر نادراً لغير رؤساء الدول. وتأتي هذه الزيارة في أجواء من التوتر بين البلدين الحليفين، وخصوصا بسبب الخلاف بشأن كيفية التعامل مع إيران، وعلى وقع النزاعين في سورية واليمن، والتقرير الذي يتناول علاقات السعودية بهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

في مؤتمر صحافي بعد اجتماع ولي ولي العهد السعودي والرئيس الأميركي، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن الاجتماع كان إيجابياً، وإن الرئيس الأميركي اطلع على رؤية السعودية للسنوات المقبلة من خلال رؤية 2030.

واعتبر الجبير الفرق بين موقف السعودية والولايات المتحدة بالشأن السوري ليس كبيراً، موضحاً أن البلدين يدعمان الحل السياسي، والمعارضة السورية المعتدلة، ولا يريان لبشار الأسد أي دور في سورية المستقبل، ويحاولان الحفاظ على مؤسسات الدولة. وقال الجبير إن السعودية طالبت واشنطن بنشر تقرير هجمات سبتمبر/ أيلول، وأكد أنه لا دور لبلاده بتلك الهجمات، مشيراً إلى أن المملكة هدف رئيسي لهجمات تنظيم «القاعدة» و»داعش». وشدد أن السعودية تحارب الإرهاب بجميع الوسائل والطرق.

إلى ذلك، قال متحدث باسم الأمم المتحدة أمس إن ولي ولي العهد السعودي طلب عقد اجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ويأتي هذا بعد أن أثارت المنظمة الدولية حفيظة الرياض بإدراج التحالف الذي تقوده السعودية على القائمة السوداء.

وقال مصدر دبلوماسي لوكالة «رويترز» إن من المتوقع أن يصل الأمير محمد إلى نيويورك يوم الثلثاء المقبل، لعقد لقاءات مع عدد من رؤساء الشركات بعد زيارة للساحل الغربي الأميركي.

وقال المتحدث ستيفان دوجاريك: «وصل طلب رسمي إلى مكتب الأمين العام لعقد اجتماع مع ولي ولي العهد، وعندما نتمكن من تأكيد شيء سنفعل».

وأضاف دوجاريك أن الأمم المتحدة لم ترد حتى الآن على خطاب أرسله في الثامن من يونيو الجاري السفير السعودي لدى المنظمة عبدالله المعلمي نيابة عن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن. ويطلب الخطاب من الأمم المتحدة تفاصيل عن مصادر المعلومات التي وردت في تقريرها الخاص بانتهاكات حقوق الأطفال في الصراعات المسلحة.

وقال دوجاريك هذا الأسبوع إن الأمم المتحدة لن تكشف عن هذه المصادر.

وأثار رفع اسم التحالف العربي من القائمة السوداء ردود فعل غاضبة من جماعات حقوقية، اتهمت بان كي مون بالرضوخ لضغوط دول قوية. وقالت المنظمات الحقوقية إن بان كي مون، وهو في العام الأخير من فترته الثانية بالمنصب، خاطر بالإضرار بإرثه كرئيس للمنظمة الدولية.