احتج 51 مسئولاً في وزارة الخارجية الأميركية، في مذكرة داخلية حملت توقيعهم على سياسة الولايات المتحدة بشأن سورية، وطالبوا بشن هجمات عسكرية ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، ودعوا إلى تغيير نظام الحكم، بوصف ذلك الوسيلة الوحيدة للقضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)».
واطلعت شبكة «سي إن إن» الاخبارية الأميركية على المذكرة المصنفة سرية، والتي أوردتها لأول مرة صحيفة «وول ستريت جورنال».
وذكرت الشبكة أن المسئولين الذين وقعوا على المذكرة كانوا من المعنيين بالسياسة الخاصة بسورية على مدار سنوات عديدة مضت، سواء في واشنطن أو في الخارج. وليس من بين الموقعين على المذكرة شخصيات دبلوماسية رفيعة المستوى، ولكنهم يعكسون وجهة نظر منتشرة على نطاق واسع في وزارة الخارجية، مفادها أن عملاً عسكرياً أكثر قوة في سورية ضروري؛ لإرغام الأسد على التفاوض بشأن حل دبلوماسي.
واشارت الشبكة إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري نفسه يؤيد نهجاً عسكرياً أميركياً أكثر قوة في سورية. ومن جهته، قال وزير الخارجية الأميركي إن المذكرة الداخلية بشأن سورية «إعلان مهم» سيبحثه حين يعود إلى واشنطن. وقال كيري لوكالة «رويترز» خلال زيارة لكوبنهاغن «إنه إعلان مهم وأنا أحترم العملية جداً جداً. ستتاح لي... فرصة للاجتماع مع الناس حين أعود». من جانبها، نددت روسيا أمس الجمعة (17 يونيو/ حزيران 2016) بالدعوة من اجل شن ضربات عسكرية ضد النظام السوري، مشددة على ان مثل هذه الدعوة تتعارض مع قرارات مجلس الامن الدولي بشأن سورية. وأعلن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف «هناك قرارات صادرة عن مجلس الامن الدولي لابد من احترامها»، بحسب ما نقلت عنه وكالة «انترفاكس».
وشدد بوغدانوف على ان هذه المبادرة «لا تتلاءم مع القرارات، علينا خوض مفاوضات والسعي نحو حل سياسي».
من جهته، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن أي محاولة لإسقاط النظام السوري «لن تساعد على مكافحة الارهاب وستغرق المنطقة في فوضى شاملة»، حسبما نقلت عنه وكالة «تاس» الروسية.
من جهتها، اعربت وزارة الدفاع الروسية عن «قلقها» إزاء دعوة الدبلوماسيين الأميركيين. وصرح المتحدث باسم الوزارة ايغور كوناشنكوف في بيان «لو كان هناك ذرة حقيقة واحدة في هذه المعلومات على الأقل، فإن هذا الأمر لا يمكن سوى أن يثير قلق أي شخص عاقل».
في سياق آخر، أعرب وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر أمس عن أسفه لقصف شنته روسيا واستهدف مقاتلين تقدم الولايات المتحدة لهم دعما من أجل محاربة تنظيم «داعش» في جنوب سورية، لكنه اعتبر ان الامر قد يكون حصل عن طريق الخطأ.
وقال كارتر لوسائل الاعلام «هذا مثال لهجوم شنه (الروس) ضد قوات تحارب تنظيم الدولة الاسلامية» بدلاً من مهاجمة المتشددين. واشار إلى أن هجوما كهذا يتعارض مع النية المعلنة لموسكو لمحاربة التنظيم.
لكنه لمح الى ان الطائرات الروسية قد تكون اخطأت في التعرف على الهدف. وقال انه في هذه الحالة «فإن ذلك يدل بشكل واضح على نوعية المعلومات التي يستندون اليها من اجل توجيه ضرباتهم».
على صعيد آخر، نفى مسئول أميركي أمس ما صدر عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً إن الولايات المتحدة لم تقترح ضم أفراد من المعارضة السورية في حكومة الأسد. وقال المسئول الذي طلب عدم ذكر اسمه «لا يوجد مثل هذا المقترح»، مضيفاً أن موقف الولايات المتحدة من رحيل الأسد لم يتغير.
وفي إطار منفصل، قتل 9 مدنيين أمس في قصف جوي استهدف الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب في شمال سورية غداة اعلان موسكو عن هدنة لمدة 48 فيها، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن: «قتل تسعة مدنيين، بينهم خمسة في حي القاطرجي وثلاثة في حي طريق الباب وواحد في طريق الكاستيلو، في قصف جوي لقوات النظام بالبراميل المتفجرة» على الجزء الشرقي من مدينة حلب.
واتى هذا القصف المتبادل غداة اعلان موسكو عن هدنة جديدة في مدينة حلب لمدة 48 ساعة اعتبارا من الخميس «بهدف خفض مستوى العنف المسلح وتهدئة الوضع».
في المقابل، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية ينس لايركه أمس إن قافلة مساعدات تحمل أغذية وأدوية وإمدادات طوارئ أخرى لنحو 37500 شخص وصلت إلى منطقة الوعر المحاصرة بمدينة حمص في سورية.
وأضاف «قافلة الوعر اكتملت الليلة (قبل) الماضية وعاد الفريق سالما إلى قاعدته... من المقرر إرسال قافلة ثانية لإمداد بقية من هم في الوعر، الذين يقدر عددهم بنحو 75 ألف شخص في الأيام القليلة المقبلة».
العدد 5033 - الجمعة 17 يونيو 2016م الموافق 12 رمضان 1437هـ