العدد 5033 - الجمعة 17 يونيو 2016م الموافق 12 رمضان 1437هـ

بريطانيا تعلق حملات الاستفتاء بعد اغتيال النائبة

بريطانيون يقفون قرب أكاليل من الزهور وضعت أمام البرلمان تكريماً للنائبة جو كوكس   - EPA
بريطانيون يقفون قرب أكاليل من الزهور وضعت أمام البرلمان تكريماً للنائبة جو كوكس - EPA

بيرستال (المملكة المتحدة) - أ ف ب 

17 يونيو 2016

دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الجمعة (17 يونيو/ حزيران 2016) إلى «التسامح» والاتحاد، وذلك لدى زيارته قرية بريستال (شمال انجلترا)، حيث قتلت النائبة جو كوكس أمس الأول (الخميس)، كما دعا البرلمان إلى عقد جلسة استثنائية بعد غد (الإثنين).

ووضع كاميرون وزعيم المعارضة العمالية جيرمي كوربن ورودا في المكان الذي اغتيلت فيه كوكس، لتضاف إلى مجموعة الأكاليل الكبيرة هناك.

وقبل أقل من أسبوع على إجراء الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، والذي أدى إلى انقسام البلاد وأثار نقاشاً محتدماً بين المعسكرين المؤيد والمعارض لخروج البلاد من الاتحاد، دعا كاميرون إلى لحظة تفكير، وقال: «اينما نرى حقدا او انقسامات او عدم تسامح علينا ازالتها من حياتنا السياسية وحياتنا العامة ومجتمعاتنا».

واضاف «اليوم اصيبت بلادنا بالصدمة. إن هذه لحظة نقف فيها ونفكر في بعض الامور المهمة جداً لبلادنا». وربط بعض المعلقين مقتل النائبة بالاستفتاء الذي اثار التوترات؛ بسبب تناوله قضايا تتعلق بالهوية والقومية والهجرة.

واغتيلت جو كوكس (41 عاما) وهي أم لطفلتين، في وضح النهار، في خضم الحملة على الاستفتاء في قرية بريستال بشمال انجلترا.

وأوقف المعسكران حملتهما على الاستفتاء 3 ايام تشمل يوم السبت احتراماً للنائبة، قبل أقل من أسبوع على الاستفتاء الذي سيجرى يوم الخميس 23 يونيو الجاري.

وجه مغطى بالدماء

اغتيلت كوكس، العاملة الانسانية السابقة والمؤيدة لحملة البقاء في الاتحاد الاوروبي والمعروفة بدفاعها عن اللاجئين السوريين، أمس الأول أمام مكتبة تلتقي فيها عادة أهالي دائرتها.

وقال شاهد العيان هشام بن عبدالله (56 عاما) لوكالة «فرانس برس» انه سمع طلقين ناريين وشاهد امرأة نحيلة على الأرض. وأضاف هشام الذي عمل مع كوكس قبل انتخابها للبرلمان لأول مرة العام الماضي «لقد كان وجهها مغطى بالدماء».

واعتقل رجل في الثانية والخمسين من العمر، قالت وسائل الاعلام انه يدعى توماس مير، وهو من أهالي المنطقة. ووصفه الجيران بالانعزالي، وكانت ثمة مؤشرات الى تعاطفه مع اليمين المتطرف، كما كان يعاني من مشاكل نفسية.

وقال ستيفن ليز الذي كان صديقاً لشقيق مير: إنه «كان يفرك يديه بمنظف قوي وبفرشاة للأظافر حتى تصبح حمراء جداً».

وروى أحد شهود العيان ويدعى كلارك روثويل صاحب مقهى لوكالة «برس اسوسييشن» إن المسلح صرخ «اجعلي بريطانيا أولاً» عدة مرات خلال الهجوم. و»بريطانيا أولا» هو اسم مجموعة من اليمين المتطرف معادية للهجرة، لكنها نفت أي ضلوع لها في الهجوم.

وصرحت النائبة العمالية ايفيت كوبر لإذاعة «البي بي سي»: «لا نعرف بعد ملابسات هذه القضية، إلا أن هناك تزايداً في حدة النقاش العام».

وفي برلين دعت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل أمس الاحزاب السياسية البريطانية، إلى التخفيف من النقاش في الأسبوع الاخير. وقالت: «إن المبالغات ولغة التطرف لا تساعد على ترسيخ جو من الاحترام».

وفي لاهاي، أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارت روت، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، أمس أن «التسامح وحرية التعبير هما من الاهمية بمكان للسماح للسياسيين بالقيام بعملهم». وقال روت في مؤتمره الصحافي الاسبوعي: «نتمتع بحرية التعبير عن آرائنا، وما دمنا لا نؤجج العنف ضد الافراد او المجموعات، نستطيع ان نقول كل ما نشاء».

مراسلات خبيثة

تعتبر كوكس اول عضو في البرلمان البريطاني يتم اغتياله منذ مقتل النائب ايان غو على يد مسلحي الجيش الجمهوري الايرلندي في تفجير سيارة مفخخة في 1990. وقالت الشرطة ان كوكس اشتكت في وقت سابق من هذا العام من تلقيها «مراسلات خبيثة».

وفي مارس/ آذار الماضي اعتقلت الشرطة رجلا واصدرت بحقه تحذيرا رسميا، وافرجت عنه لاحقا. الا انه ليس الرجل نفسه الذي اعتقل أمس الأول. وقالت صحيفة «تايمز» ان الشرطة فكرت في زيادة الاجراءات الامنية لها، في حين طرح معلقون فكرة توفير حماية إضافية لجميع النواب. وذكرت منظمة «ساذرن بوفرتي لو سنتر» الاميركية المدافعة عن الحقوق المدنية إن مير الذي أقام في المنطقة لعقود، «من الانصار المتفانين» لـ «التحالف الوطني» الذي كان لعشرات السنين أكبر منظمة للنازيين الجدد في الولايات المتحدة.

وأضافت المنظمة أن مير أنفق اكثر من 620 دولارا على شراء مطبوعات من المنظمة التي تدعو إلى بناء امة مؤلفة من البيض حصراً، وإلى القضاء على الشعب اليهودي.

واضافت أن مير اشترى كتيب تعليمات بشأن صنع بندقية، لافتة الى ان شهود عيان قالوا لوسائل الاعلام البريطانية ان المهاجم استخدم بندقية تبدو «من طراز قديم» او «مصنعة يدويا».

العدد 5033 - الجمعة 17 يونيو 2016م الموافق 12 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً