يقول تعالى في كتابه الكريم «يا أيُّها الَّذينَ آمَنوا كُتبَ عَليْكمُ الصِّيامُ كَمَا كُتبَ على الَّذينَ مِنْ قَبْلكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقون» (البقرة: 183) ويقول جل وعلا «وَأنْ تَصوموا خَيرٌ لَّكُمْ إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمون» (البقرة: 184).
لا شك أن الصيام يلعب دوراً هامًّا في علاج أو تخفيف الكثير من الأمراض ولا يبتعد بنا الأمر كثيراً عن أمراض الروماتيزم، فقد أثبتت عدة دراسات أن الصيام مفيد في حالات كثيرة من أمراض الروماتيزم فهو يُحدُّ من هذه الآلام التي من أهمها الروماتيزم المفصلي الذي يسبب آلاماً في أسفل الظهر والفخذ والركبة أو ما يعرف بآلام المفاصل.
يشكل الصوم في شهر رمضان فرصة ذهبية لتنقية الجسم من الشوائب التي تلحق به، شرط اتّباع نظام صحي وسليم في تناول وجبتي الإفطار والسحور، ولا يخرج مرضى الروماتيزم عن هذه القاعدة إذ يسهم الصيام في منع ترسيب المواد الضارة في محيط المفاصل؛ لأن تراكم هذه المواد هو السبب الرئيسي لهذه الآلام، كما أن الصيام يؤدي إلى زيادة تركيز مادة الأندورفين في الدم والتي تعرف بدورها الفعال في تخفيف الألم مما يحسن من حالة المريض ويؤدي إلى انخفاض ألم المفاصل. هذا بالإضافة إلى أن أداء العبادات والشعائر الدينية في رمضان تمثل تمارين رياضية حركية، وتحافظ على ليونة المفاصل وتقلل من التيبس الناتج عن قلة الحركة ونشاط المريض، وفرصة لتخفيف الوزن أو ضبطه لتقليل الضغط على مفاصل الجسم. كما ينبغي الحذر من الأوضاع أو الحركات التي تضع المزيد من الضغوط على المفاصل أو البقاء في وضع واحد لمدة طويلة كوقوف ربات البيوت لساعات طويلة في المطبخ أو النوم لساعات طويلة وعدم الحركة، مع ضرورة المشي يوميا أو أداء بعض التمارين الخفيفة من 30 دقيقة إلى ساعة كاملة قبل الإفطار مباشرة، ففي الحركة بركة في شهر الخير والبركة مع ضرورة تجنب الإجهاد النفسي والضغط العصبي. فلا شك أن صيام رمضان يحمل الكثير من الجوانب الإيجابية والراحة الصحية لمن أحسن الاستفادة منه. ومبارك عليكم الشهر الفضيل.
إقرأ أيضا لـ "إيمان مطر"العدد 5032 - الخميس 16 يونيو 2016م الموافق 11 رمضان 1437هـ
شكرا لك على هذا المقال المفيد جدا. رمضان كريم