يطل هلال شهر رمضان المبارك علينا بخيراته باعثاً في نفوسنا البهجة التي غيبتها هموم الحياة ومشاغلها، ذاك البعيد اقترب والقاطع وصل... شهر تحفه الخيرات والبركات يجمعنا أينما كنا على الحب والألفة بعد طول غياب أو انقطاع في كل ليلة، ويجمع أطباقنا على مائدة واحدة نأكل من «قيمات» جارنا السابع، و «هريس» جدتنا و «كباب» أم فلان المشهور في قريتنا، ونتسابق على «خنفروش» أقاربنا.
في أزقة قرانا عباءة سوداء تلوح من بعيد تنساب عليها أشعة الشمس التي أوشكت على المغيب، وحين تقترب منا تتضح الرؤية لدينا، أنها جارة قديمة في طريقها لمنازل الجيران قاصدة إيصال طبقها الرمضاني اليومي، وإلى جانبنا تمر طفلة صغيرة تحمل بين يديها طبقاً يكبرها، ويكبر طفولتها تفوح منه رائحة الهيل والزعفران ممزوجة بالحب... نسألها إلى أين فتجيب «بودي خنفروش أمي حق جيرانا».
عادة أوشكت على المغيب كلما أقبل شهر الله... لماذا في زمن أصبحنا نتسابق فيه من أجل تصوير أطباقنا ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟ في حين كنا نعد أطباق الجيران قبل أطباقنا، ونتزاحم عند بيوتهم قبل غروب شمس كل يوم رمضاني.
هذا التساؤل دفعنا للقاء بالحاجة أم حسين في منزلها الكائن بقرية السنابس... استقبلتنا بحفاوة الزمن الجميل. دخلنا مطبخها الذي تفوح منه رائحة أطباق الشهر الكريم وعلى وجه الخصوص «الهريسة» التي اشتهرت بطبخها وتوزيعها يومياً في شهر رمضان المبارك بين أواسط القرية منذ أكثر من 30 عاماً. جلست أرضاً وسحبت «جدرها» الكبير وراحت «تضربه» بيديها بكل حب. جلسنا بالقرب منها وسألناها عن ذكريات الزمن الجميل في شهر رمضان المبارك، وعن عادة «التوزيع» فيه التي امتاز بها أهل البحرين رغم بساطة العيش، فقالت وحسرة الشوق لذلك الزمن تسبقها «قبل ما كانوا يبخلون على بعض في توزيع هاللقمة وهم على قد حالهم. كانوا يوزعون على الجيران كلهم مو نفس الحين بيت أو بيتين اللي يوزعون بس... يقولون يستحون يدخلون بيوت الأوادم أو يتفشلون يوزعون، وفي ناس إذا وديتين ليهم اللقمة يقولون ليش في وجهش ما يحتاج تجيبين لأنه ما ناكله وأصلاً من أحد يجيب لينا حاجة نرميها... والله متحسرة على ذيك الأيام».
تنكر الزمان وغابت ملامح هذه الذكريات تماماً. إذاً لماذا بقيت أم حسين على عادتها هذه؟ سألناها فأجابت مبتسمة «يكفي إحساسي بالفرحة وأني أسويها وأوزعها يومياً... أحس بفرحة أيام أول لما كان يدخل عليي طبق بيت فلان أو علان وأني على السفرة. كنت أستانس إذا أحد جاب لي شي. ويوم ثاني أدبرها وأودي ليهم المكتوب الحمد لله... ما بخلنا على أحد، ولا كنا نقول فلان ما يجيب لينا ما بنودي ليه مثل هالزمن. الحمد لله خيرات الله واجد».
غلب حديثنا الدخان المتصاعد من «جدر» الهريس. سألناها عن الوقت الذي تستغرقه في طبخها، فأشارت بقولها وهي تبتسم «أركب جدر الهريس من 9 الصبح وإذا تأخرت 11، وأشيله الساعة 4 العصر عشان أضربها، وما تصير 5 العصر إلا أني بديت أوزعها على جيراني وأهلي... أحاسب قبل لا يدخل وقت الصلاة في التوزيع».
سألناها، ألم تفكري بالتوقف عن طبخ الهريس وتوزيعه في شهر رمضان واستبداله بطبق آخر مع ارتفاع سعر اللحم؟، فقالت بنبرة حادة غلب عليها الكرم والسخاء: «لا... حتى لو ارتفع أكثر بعد هذي كلها خيرات ونعمة من الله ما في شي يوقفنا الحمد لله».
وأردفت مكملة «قبل كنت مشهورة بقيماتي والحين بالهريسة... من 30 سنة أو أكثر وأني سنوياً في شهر رمضان بطوله يومياً أسوي قدر الهريس وأوزعه... وأسوي نخج حق مجلس القرآن أو أي شي غير، مو بعد هالعمر أوقف وما أسويها... لا، ما يهمني سعره».
بينما نحن نتحدث معها قامت بفرز أواني التوزيع، وراحت تسكب الهريس ومعها حفيدها يدهن كل طبق بـ «دهن البقر» الأصلي ممزوجاً هو الآخر برائحة الوفاء للتراث البحريني... تركن كل صحن بجانب وتقول لحفيدها: «هذا حق بيت فلان وهذا حق فلان».
قاطعناها... حدثينا أكثر عن الأجواء الرمضانية التي تربيتم عليها، فراحت تتحدث «قبل يا بتي شهر الله شهر الخير في كل شي... الأهل والجيران يتزاورون... قبل كان الجار يحاسب للقمة جاره قبل نفسه مو مثل هالزمن».
وبالسؤال عن عادة التوزيع في زمن الطيبين، قالت: «كنا نوزع عصيدة بتمر أو دبس مو بالشكر مثل الحين وقيمات وبلاليط وأكثر شي النشا ومنفورة وممروسة، وخبيصة عيش، والمحلبية والهريس مرة وحدة في الأسبوع أو الشهر مو كل يوم، لأن ما كان الطحين متوفر مثل الحين وجاهز ولا الخميرة حق القيمات، كنت أشوف زوجة أبويي تسوي قدر كبير من القيمات وتعجنه بلبن وبيضتين وبعد ما تقليه توزعه على الجيران والأهل قبل الأذان».
وأردفت مكملة «بعد قبل يا بتي ما كنا نسوي صالونة لحم كل يوم، نتفطر بقيمات أو عصيد ونتسحر باللي يكتبه الله... كنا نقعد على السفرة ونقول هذا الطبق من بيت فلان وهذا من بيت علان الحمد لله رب العالمين».
ختمت أم حسين حديثها معنا بقولها «أتحسر على أيام أول... شهر الله كان غير والناس غير... الحمد لله رب العالمين».
العدد 5032 - الخميس 16 يونيو 2016م الموافق 11 رمضان 1437هـ
الله يعطيش العافية ام حسين ويديم هالعادات الجميلة
baraka allah fik wa kathara min amthalek
يعطيش الله العافية ام حسين ويعودش على الشهر الكريم
الله يحفظش يا الغالية يام حسين ربينا علا طيبتش وكرمش اللهم احفظها فهي والدتنا الثانية
وين بيت الكرم أم حسين ؟شفيت على الهريس ههههههه
لو ادلي بيتهم رحت أخذت رزقي
الله يديها عليك هالنعمة ويطعمك الله من موائد الجنة
الله يعطيش الف عافيه أم حسين ،، هريستش كل يوم توصلنا،، الله لا يقطعها من عاده وينعم عليكم ويزيدكم من خيره ،، ويخليش لينا يارب
الله يعطيها الصحة والعافيه يارب .. ايام جميلة فعلاً وقاعدة تندثر اكثر واكثر الحين محد يبي يوزع ويودي اللي يستحي والجيران ماياكلون وما الى ذلك ....... ايام قبل كانت الوالده تخليني اودي البيوت بس الحين انقطعت هالعاده
أم الحسين
الله يعطيك الصحة والعافية
الله يطول في عمرچ ويحفظچ من كل شر،، ذكرتيني بالوالده الله يرحمها
الاول اكثر اللي يتوزع ينقط في الزباله وهالشي حرام وأكثر الناس ما قاموا يقبلون يأخذون من الحيران لان اسراف وين يوزعونه بتقول على الأجانب حتى الأجانب من كثرته يقطونه وبعدين عيال احين ما يرضون يوزعون
شكراً
الرجاء الذهاب لفريق المخارقة والحطب والحمام في المنامة.، فلا زلن كبيرات السن ( وأصغرهن عمرها ٨٠ سنة ) يطبخن ويوزعن العريس الأصلي مجاناً ويومياً . .
لازم أهل المنامة يغارون
مو طبيعي وضعكم.
ما تقدرون تشوفون كلام عدل عن أهل القرى بدون ذكر المنامه.
انا من السنابس و افتخر انه قريتنا متماسكة بأهلها الطيبين و للحين كلها بحرينيين و ما اجرنا بيوتنا على الهنود و البنقالية.
☺
اخ على ديك الايام كانا نسوي نفس ام احمد اتذكر كنت ادهن الهريس وامي تقول ليي هدا حق بيت فلان وعدا حق بيت فلان ايام فعلا جميله وكان الترابط الاجتماعي افضل من الحين
الله يعطيش العافية و كل سنة توزعين
صباح الخير
عساش على القوه وان شاء يستمرون الاولاد بالمسيرة
الله بعودش ويزيد الخير والبركة عليش ويكرمش من حيث لا تحتسبيين والله دخلت قلبي
الزمن تغير يم حسين
الحين في بيت واحد والهريس يتوزع على الاصدقاء وربع المصالح والا في البيت يشمون الريحه !!!
الله يعودش وتسلم ايدش
ويعطيش الصحة والعافيه ويتقبل منش الصيام والقيام
الله يسلمك ويوفقك ويحفظك.
هذي نسوان لول فيهم الأصل والهمه والنشاط مو بنات هالوقت كلة ..
سطوم
يعطيك العافيه أم حسين
الله يكثر من امثالش
الله يعطيش العافيه يا ام حسين