الدراز - محمد العلوي
في الدراز، اختارت جمعية التوعية الإسلامية موطنها، قبل أن تتعرض لإغلاقين، أحدثهما ما فاجأ مسئوليها، أمس الأول الثلثاء (14 يونيو/ حزيران 2016).
إغلاق أعاد الجمعية للأضواء، وأدخلها في حالة من الإرباك، هاجسها الرئيسي مصير الجمعية القانوني ومصير أكثر من 30 موظفاً يعملون لديها. ونتيجة لقرار يقضي بحل الجمعية صادر عن وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان، باشرت النيابة العامة تحقيقاتها بناءً على القرار.
وقبل الإغلاق الثاني بـ 32 عاماً، تعرضت الجمعية للإغلاق الأول، فاحتجبت لمدة 17 سنة حتى أعادتها إلى الحياة انفراجة العام 2001. وبدءاً من 1972 (تاريخ تأسيس الجمعية) حتى اليوم، كانت الجمعية التي يصفها القريبون بمظلة التيار الإسلامي الشيعي، تمر بمنعطفات، نمت معها الجمعية فأصبحت تملك مقرها الذي تشير المصادر لكلفته المقاربة لمليوني دينار، وباتت على إثر ذلك تقدم نشاطها المستمر محتضنة من خلاله الآلاف من المتعلمين والشباب والناشئة.
السبعينات... موعد الولادة
بعد إرهاصات ومخاضات، وبجهود طيف واسع من شخصيات دينية واجتماعية، تأسست جمعية التوعية الإسلامية العام 1972، لتمثل بذلك أول وأكبر الجمعيات الإسلامية، وتصدرت قائمة المؤسسين رموز مجتمعية، شملت الشيخ عيسى قاسم، وآخرون شاركوا في انتخابات المجلس النأسيسي في العام 1973.
يوضح ذلك أهمية الحديث عن «التوعية»، التي توسع نشاطها من الاحتفالات الدينية والثقافية والفكرية، إلى إنشاء المبنى الرئيسي في العام 1975، ومن ثم تأسيس مدرستين للبنات، ومعهد للدراسات العليا للرجال.
الفترة من نهاية السبعينات حتى مطلع الثمانينات، ظلت في ذاكرة شريحة واسعة ممن شكل مقر الجمعية لهم مدرسة ضمت أكثر من 1500 طالب وطالبة ممن قدموا للدراسة المنتظمة الصباحية والمسائية من مختلف المناطق، حتى نيل شهادة الثانوية. بموازاة ذلك، مارست الجمعية نشاطاً ثقافياً، استقطبت من خلاله شخصيات رسمية وأسماء بارزة فقهياً وفكرياً، واستمر هذا النشاط حتى مطلع فبراير/ شباط 1984، التاريخ الذي مثل نقطة النهاية للحقبة الأولى لجمعية التوعية بعد اعتقالات آنذاك شملت عدداً من قياديي الجمعية.
التأسيس الثاني... بعيداً عن السياسة
بعد التصويت على ميثاق العمل الوطني في فبراير 2001، أعادت الحكومة الترخيص لجمعية التوعية الإسلامية، وفي مارس/ آذار 2001، كان وزير العمل والشئون الاجتماعية السابق عبدالنبي الشعلة، ضيفاً على الدراز، استقبله آنذاك عبدالواحد الشهابي (أول رئيس للجمعية في حقبتها الثانية)، وافتتحت الجمعية، ولتضع هذه اللحظة نقطة النهاية للإهمال الذي عاشه المقر واندثار مكتبتها وممتلكاتها بعد غلقها لمدة 17 عاماً. بعد ذلك، دعمت الجهات الرسمية إعادة بناء المقر الحديث الذي يقع عند مدخل الدراز.
توالت التطورات، إذ تمت دعوة الأعضاء السابقين للجمعية لتشكيل مجلس الإدارة بحضور 42 شخصاً بينهم شخصيات بارزة، ممن احتضنهم جامع الإمام الصادق في الدراز وتمت الانتخابات فأصبح عبدالواحد الشهابي أول رئيس لجمعية التوعية، فيما ضمت قائمة المؤسسين، 38 اسماً، بينها أسماء لشخصيات بارزة، تصدرها رجلا الدين الشيخ عيسى قاسم والسيد عبدالله الغريفي.
في فترتها الثانية، نأت «التوعية» بنفسها عن الشأن السياسي، حتى شمل ذلك أحداث فبراير/ شباط 2011، ولتظل الجمعية - بحسب المقربين منها - «محصورة في الشأن الديني والثقافي والاجتماعي».
في 2009، أتمت جمعية التوعية الإسلامية، الإجراءات الرسمية الخاصة بإعادة بناء مقرها وافتتاحه. تضافرت الجهود الرسمية مع جهود الجمعية، فأزيح الستار عن مبنى مكون من 5 طوابق، تضم مرافقها عدداً من المكاتب بالإضافة إلى مسرح وقاعة للفعاليات ومكتبة تحوي أكثر من 3000 كتاب.
وطوال فترة عملها الممتدة على مدى 15 عاماً، لم تشهد العلاقة بين جمعية التوعية والجانب الرسمي، توتراً، عدا ما شهده فبراير 2006، حينها كانت الجمعية تواجه بلدية المحافظة الوسطى فيما عرف وقتها بلافتات عاشوراء. وقبل عام، تحديداً مطلع 2015، منعت وزارة التنمية الاجتماعية خدمة الجمعية التي كانت تصدر شهادات المطابقة الشرعية للأطعمة الحلال.
العدد 5031 - الأربعاء 15 يونيو 2016م الموافق 10 رمضان 1437هـ