يعاني سكان الفلوجة حصارا خانقا وسط استمرار المعارك منذ ثلاثة اسابيع بين القوات العراقية وتنظيم الدولة الإسلامية الذي يحتجز المدنيين رهائن خلال دفاعه عن معقله، ما يرغم عشرات ألاف من السكان على الفرار من منازلهم.
وقد تمكنت القوات الامنية من السيطرة على مواقع مهمة في الاحياء الجنوبية من الفلوجة خلال اول اسبوعين من المعارك، وتقاتل حاليا للسيطرة على منطقة جبيل، في جنوب المدينة، وفقا لمصادر امنية.
واكد ضابط برتبة عقيد في شرطة الانبار ان "قوات مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية وشرطة الانبار تواصل عملية تحرير منطقة جبيل وسط مقاومة عنيفة لتنظيم داعش".
وتقاتل القوات الامنية بمساندة قوات التحالف بقيادة واشنطن التي تستهدف طائراتها معاقل المسلحين في موازاة القصف المدفعي في حين تدور معارك شوارع في المدينة باسلحة خفيفة.
والفلوجة التي تبعد مسافة 50 كلم الى الغرب من بغداد، ليست كبيرة لكنها ثاني اكبر المدن التي مازالت تحت سيطرة الجهاديين، بعد الموصل في شمال العراق.
يذكر ان القوات الاميركية خاضت معركة شرسة ضد الجهاديين في الفلوجة عام 2004، منيت خلالها بخسائر وصفت بانها الاسوأ منذ حرب فيتنام.
ولم يلتزم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بنصيحة واشنطن تركيز الجهود على استعادة الموصل (370 كلم شمال بغداد)، واعلن انطلاق عملية استعادة الفلوجة فجر 23 الشهر الماضي.
ويسير تقدم القوات العراقية بشكل بطيء نظرا للرمز الذي تمثله الفلوجة بالنسبة للجهاديين، لكنها تواصل فرض حصار مشدد لن يترك للمتطرفين من خيار سوى القتال حتى الموت.
كما يؤدى استخدام المدنيين دروعا بشرية من قبل الجهاديين الى عرقلة تقدم القوات نحو اهدافها.
ـ "لا ممر آمنا" - تمكن مالايقل عن 43 الف شخصا من النزوح الى خارج المدينة منذ انطلاق العمليات قبل ثلاثة اسابيع، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.
لكن غالبيتهم فرت من مناطق تقع على اطراف الفلوجة، فيما لايزال سكان مركز الفلوجة يواجهون مصاعب كبيرة للهرب.
ومحاولات الهرب شديدة الخطورة نظزا للعبوات الناسفة على الطرق وقيام المسلحين باطلاق النار وقتل عشرات المدنيين خلال الايام الماضية.
وقرر الجيش العراقي الاسبوع الماضي فتح ممر لمساعدة المدنيين على الخروج.
ساعد هذا الامر الالاف على الفرار لكن مازالت هناك صعوبة للوصول اليه انطلاقا من بعض احياء المدينة اضافة الى المخاطر الناجمة عن ذلك.
والثلاثاء، قتل شخص واصيب اخرون بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة على بعد امتار من نهاية الممر حيث كانت قوات حكومية تستقبل المدنيين الفارين، وفقا لتقرير للمجلس اللاجئين النروجي.
وافاد التقرير "لكن واضحين تماما، لا يوجد ممر امن للخروج من الفلوجة للتحدث عنه".
وتقوم القوات الموالية للحكومة بالتدقيق في هويات الرجال النازحين. ويؤكد كثيرون في المخيم حصول تجاوزات وتعذيب من قبل عناصر الميليشيات، لكنهم يرفضون الكشف عن اسمائهم كاملة بسبب الخوف.
وقال رجال في مخيم للنازحين قرب عامرية الفلوجة، جنوب غرب المدينة، انهم تعرضوا للتعذيب على يد قوات الحشد الشعبي التي تقاتل الى جانب القوات الامنية.
وبدت على اثار جروح على معصم احد الرجال النازحين من منطقة تقع غرب الفلوجة، وقال "هذا جراء وضع القيود في يدي لاربعة ايام دون طعام او شراب".
من جانبه، وعد مكتب العبادي باجراء تحقيق حول وقوع انتهاكات بحق المدنيين الفارين من الفلوجة.
يشار الى ان الحشد الشعبي مكون من فصائل شيعية تدعمها ايران، كما يشارك البعض من عشائر الانبار في المعارك ايضا.
واجمع كثير من النازحين على اعتبار ان ما تفعله فصائل الحشد الشعبي ينم عن الانتقام لمجزرة سبايكر التي قضى فيها نحو 1700 من الجنود وطلاب الكلية العسكرية في 12 حزيران/يونيو عام 2014 عندما سيطر الجهاديون على تكريت.