أشخاصٌ يرسمون ابتسامة بحجم آلامهم وبحجم القسوة اللاإنسانية، ولا قليل من ضمير، حين ينظر إليهم نظرة رحيمة، نعم أتحدث عن مرضى السكلر الذين لا تتردد بعض الفئات عن التهجم عليهم رغم قسوة ما يعانونه، فهم مظلومون بلا ذنب.

ما يقاسيه اليوم هؤلاء المرضى هو سلسلة معاناة ليست بجديدة عليهم، فكل مسئول يجلس في منصبه في وزارة الصحة يُطعم مرضى السكلر علقم ما لديه، هناك تخبط ليس بالقليل بحقهم، إذا كانت هناك مشاكل من فئة تريد وزارة الصحة حلها، لا يتم بهذا الأسلوب التعسفي بأن تتم مصادرة حق العلاج لجميع المرضى، فهذا يزيد المشكلة تعقيداً ويضيف مشكلةً أكبر، ففيها أرواح لا تتحمل، وربما تُزهق حينها، من المسئول عنها؟ بالطبع أنتم يا مَنْ بوزارة الصحة... من المفترض أن تكون هناك خطة محكمة وحل أية مشكلة دون تعريض جميع المرضى للمعاناة التي لا وصف لها.

ليس من المعقول دولة بحجم البحرين خيرها سابق في بناء مدارس ومستشفيات تعجز عن توفير مسكّن ضروري ليس فقط لمرضى السكلر، بل للكثير من الحالات المرضية والحالات الطارئة بسعر زهيد كهذا المسكّن، ولاسيما مع تكرار تصريحات الوزارة بنفيها عن وجود نقص في الأدوية. إذاً السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا يتم توفير المسكّن بكميات كافية في المراكز الصحية ومجمع السلمانية، ومركز أمراض الدم الوراثية، إذا كانت التصريحات ذات صدقية ولا نقص تعانيه الوزارة في الأدوية؟

لماذا مرضى السكلر التابعون إلى مركزي البديع وعالي وغيرهما في كل أسبوع يتوافر لديهم المسكّن لمدّة يومين فقط، وينفد بعدها ويبقى المرضى يصارعون الألم لمدة أربعة أيام بسبب عدم توافره أيضاً بشكل دائم في قسم الطوارئ... أين مسئولو وزارة الصحة من كل هذا؟ لقد أكملنا الشهر ونحن نعاني ولا من مجيب؟

إننا على ثقة بأن سمو رئيس الوزراء الموقر لا يرضيه هذا الحال الذي يعيشه مرضى قد تبنَّى ملفهم الإنساني ووجّه توصياته السامية بعدم الاستهزاء والتلاعب بأرواحهم، لكن للأسف مازالت وزارة الصحة تتخبط بحقنا وبشكل مستمر، ولا من مجيبٍ لتوصيات سمو رئيس الوزراء السامية، نعاني من مدة ليست قليلة وأنت الأب الذي احتضن هذه الفئة وهم بانتظار تدخلك لحلّ هذا الأمر، فقد طال بنا العذاب يا سيدي.

ونحن في شهر الرحمة والإحساس بالغير، فأين من يشعر بحالنا؟ أين من يملكون تاج الصحة يا وزارة الصحة كي يشعروا بمن هم محرومون من صحتهم، لا يهنأون بنوم ولا صيام ولا راحة ولا علاج يسكّن أوجاعهم، ليكملوا يومهم بسلام حالهم كحالكم.

 رباب الأسود

(مريضة سكلر)