أكد دبلوماسيون بحرينيون كبار ومسئولون بارزون في منظمة الأمم المتحدة أن إعلان المجلس الأعلى للمرأة برئاسة قرينة ملك مملكة البحرين صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة عن بدء الأعمال التحضيرية لإطلاق "جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة لتمكين المرأة" على الصعيد العالمي، يعكس المستوى المتقدم الذي وصلت البرامج والسياسات والآليات التي يتبناها المجلس الأعلى للمرأة في تمكين المرأة البحرينية، والتي باتت تواكب أعلى المعايير الدولية المتبعة في هذا المجال، لافتين إلى أهمية ذلك في تعزيز حضور مملكة البحرين في جهود تمكين المرأة دوليا.
وأشاروا، في تصريحات لهم على هامش تفضل قرينة عاهل البلاد برعاية مراسم توقيع مذكرة التفاهم بين المجلس الأعلى للمرأة وهيئة الأمم المتحدة لإطلاق جائزة سموها لتمكين المرأة على المستوى العالمي، إلى أن التعاون الوثيق بين الأمم المتحدة والمجلس الأعلى للمرأة من شأنه ضمان تعميم تلك الآليات على المستوى الدولي وجعلها متاحة أمام باقي دول العالم للاستفادة منها.
وزير الخارجية: الجائزة تفتح مجالاً جديداً للدبلوماسية لخدمة البحرين
وقال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إن إطلاق "جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة لتمكين المرأة" على النطاق العالمي "يفتح مجالا جديدا أمام الدبلوماسية البحرينية من أجل خدمة مملكة البحرين وخدمة المرأة في البحرين كما هي خدمت وتخدم وطنها".
وأضاف أن وزارة الخارجية كانت قد فازت بالجائزة على الصعيد الوطني، وانعكس ذلك إيجاباً على سياسات تمكين المرأة التي تتبعها، واشار إلى أن وصول هذه الجائزة للعالمية بعد أربع دورات محلية لها يعكس التطور الكبير في هذه الجائزة وقدرتها على صياغة معايير دولية لتمكين المرأة ليس في البحرين فقط، وإنما على مستوى العالم أيضا، وقال "وصول هذه الجائزة للعالمية هو ما توقعناه بعد كل هذه الجهود المتواصلة التي بذلها المجلس الأعلى للمرأة".
وأشاد بالجهود الوطنية الدؤوبة التي تبذلها قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، والتي أثمرت عن تبوأ المرأة للمراكز القيادية والتنفيذية ومواقع صنع القرار، فضلاً عن الكثير من المواقع والمناصب الدولية المهمة التي أثبتت فيها المرأة البحرينية نجاحاً مبهراً وتفوقاً لافتاً.
أمين الشرقاوي: الجائزة تعزز مساهمة البحرين في المنظومة العالمية لتمكين المرأة
من جانبه، قال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالإنابة أمين الشرقاوي إن إطلاق مملكة البحرين لـ"جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة لتمكين المرأة" على الصعيد العالمي من شأنه تعزيز مساهمة البحرين ضمن المنظومة الدولية العاملة على تمكين المرأة ومكافحة مظاهر التمييز ضدها على مستوى العالم. وأضاف "شرف للأمم المتحدة أن تنقل هذه الخبرة المحلية البحرينية للعالمية، وأن تتعاون مع المجلس الأعلى للمرأة في ذلك وفقاً لآليات عمل دائمة تضمن الاستدامة في التعاون والتنمية".
وأعرب الشرقاوي عن إعجابه بما وصلت إليه بنية تمكين المرأة في البحرين سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعلى صعيد الاسرة، وهو ما أدى إلى تعزيز حضورها في قطاعات التعليم والعمل وغيرها، وقال إن تجربة التمكين السياسي والاقتصادي للمرأة في البحرين جديرة بالبحث والتعميم على مستوى المنطقة وحتى العالم.
الدرابيع: تجربة تمكين المرأة في البحرين مميزة بشكل لافت
من جانبه، أكد مدير مركز إعلام الامم المتحدة الاقليمي بالبحرين سمير الدرابيع أن تجربة البحرين في تمكين المرأة "مميزة بشكل لافت"، وقال "اذكر دائما أنه من خلال عملي في منظمة الأمم المتحدة التقيت على الدوام بممثلين عن المجلس الأعلى للمرأة في المحافل الدولية وتسنت لي فرصة الاطلاع على جهود مملكة البحرين في هذا المجال على المستوى الإقليمي وحتى الدولي". وأضاف "أنا واثق أن توقيع مذكرة التفاهم بين الأمم المتحدة والمجلس الأعلى للمرأة ما هو إلا جزء بسيط من مجموعة عمل ضخم ينتظر الجانبين بدأت بوادره اليوم، ونحن نسعى ونعمل ليستمر هذا التعاون المشترك، وواثقون بأن المجلس الأعلى للمرأة قام بعمل رائع في هذا الإطار ونرى النتائج دائما على أرض الواقع".
وتابع الدرابيع على صعيد ذي صلة "آن الأوان لنا كرجال أن ندرك الحقيقة القادمة وهي أنه لا مجال أبدا لعدم القبول بتمكين المرأة ومناصفتها في كل المواقع، فالأمم المتحدة تنتخب قريباً أميناً عاماً جديداً لها والتوقعات عالية بأن تكون امرأة، والولايات المتحدة الأمريكية الآن وهي القوى العظمى يرشح حزبها الحاكم امرأة للمنافسة في الانتخابات الرئاسية، كما أن المستشارة الألمانية انجيلا ميركل من أعظم قيادات أوربا، وكل ذلك يشير إلى أن المرأة تحضر وبقوة على رأس أهم الكيانات الدولية، وهذا يجب أن نراه في منطقتنا أيضاً".
فريجي: الجائزة قصة نجاح للمجلس الأعلى للمرأة
فيما أعرب مدير المعهد الدولي للسلام للشرق الأوسط وشمال أفريقيا نجيب فريجي عن مباركته لمملكة البحرين "هذه الثقة التي حظيت بها من المجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة"، وقال "هذه الجائزة بوابة جديدة وخطوة واسعة على طريق المضي قدما بالمشروع الإصلاحي لجلالة ملك البحرين، كما أنها في الوقت ذاته قصة نجاح للمجلس الأعلى للمرأة لأن هذه الجائزة ستفتح أبواب العالم على التجربة البحرينية بما يؤدي لتعزيز تطورها، كما أنها تتيح للعالم الاستفادة من هذه التجربة الرائدة".
واشار فريجي إلى أنه من شأن هذه الجائزة المساهمة إلى حد كبير في تغيير الصورة النمطية للمرأة في المنطقة العربية والإسلامية، وإبراز الوجه الصحيح للعالم العربي والإسلامي، خاصة في ظل الظروف الحالية، وقال "نحن نرى الآن كيف تم تمكنت مملكة البحرين من تحصين مجتمعها، وتجنبت الكثير من الاشكاليات التي تعيشها دول أخرى وذلك عبر اتباع المملكة لنهج تطوير ابنائها، ومن ذلك تمكين المرأة وتوفير التعليم والفرص أمامها وتحفيزها على رفع مساهمتها في خدمة أسرتها ومجتمعها ووطنها".