استقبل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصخير مساء اليوم الأحد (12 يونيو / حزيران 2016) أهالي المحافظة الجنوبية وذلك في إطار اللقاءات التي يحرص عليها جلالته مع المواطنين في مختلف محافظات البحرين بمناسبة شهر رمضان المبارك.
وقد تشرف الأهالي بالسلام على جلالة الملك، معربين عن خالص التهنئة والتبريك لجلالته بمناسبة شهر رمضان المبارك، راجين من المولى العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة الكريمة على جلالته بدوام الصحة والسعادة وعلى مملكة البحرين وشعبها الكريم وهي تنعم بالخير والازدهار والأمن والأمان في ظل قيادة جلالته الحكيمة.
كما عبروا عن بالغ شكرهم وتقديرهم وصادق اعتزازهم بما حظيت وتحظى به المحافظة الجنوبية من اهتمام ورعاية كريمة من جلالته، مشيدين بهذه اللقاءات المباركة التي يحرص عليها جلالته مع كافة مكونات المجتمع البحريني، والتي تمثل صورة من التلاحم الكبير والتواصل الوثيق بين القيادة والشعب.
وقد رحب جلالة الملك بالجميع، وبادلهم التهنئة بالشهر الكريم، منوها جلالته بهذه اللقاءات الخيرة مع رجالات البحرين الأوفياء في هذه الأجواء الروحانية والتي تأتي انسجاماً مع عادات أهل البحرين وتقاليدهم العربية الأصيلة.
وقد بدأ اللقاء بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم.
بعد ذلك تفضل جلالة الملك بإلقاء كلمة سامية هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
نبارك لكم حلول شهر رمضان الفضيل، بخيره وبركاته وصالح أعماله، داعين الله عز وجل أن يُعيده على الجميع بالسعادة والطمأنينة، وعلى مملكة البحرين بالأمن والأمان.
أما بعد، إن أجمل ما في هذا الشهر المبارك بعد صيامه وقيامه، هي بركات التواصل التي يحرص على إدامتها أهل البحرين الكرام، تجسيداً لقيمهم الأصيلة في التواصل والتراحم فيما بينهم، وإحياءً لعادات عريقة ألفناها بيننا ونجد فيها سعادة اللقاء وفرحة التقارب والمودة.
ونحن بلقائنا بكم في هذه الليلة المباركة، لنود التأكيد على أن بلدنا العزيز سيظل يستمد قوته وحصانته وبفضل من الله، من اتحاد وتكاتف كافة أبنائه الذين نعتز بعطائهم وكفاءتهم وسعيهم المخلص لحفظ نهضة وطنهم وما حباه الله علينا من نعم وبركات كثيرة، لتظل البحرين بدورها الإنساني بلد التعاون والتآخي بين الجميع، وموطن الوسطية والاعتدال المنفتح على العالم، والفخور دوماً بإرثه وثرائه الحضاري.
حفظ الله البحرين وأهلها، وأدام عزها ومكانتها الرفيعة، وكل عام وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم ألقى صباح سالم الدوسري كلمة نيابة عن أهالي المحافظة الجنوبية، قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سيدي ملك البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة
أصحاب السمو، أصحاب المعالي والسعادة، الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْم الله الرحمن الرحيم "شهرُ رمضان الذي أنزل فيه القرآنُ، هُدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان" (البقرة: 185) صدق الله العظيم.
لقد حبانا الله بنعمة عظيمة فضلنا بها عن سائر خلقه والبشر، نعمةً سطرت نهج حياة كريمة في جميع الجوانب بكل معاني الدقة والتفصيل في كتاب مكنون محفوظ، وسنة خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (ص).
فالقرآن الكريم ارتباط وثيق وأساس عميق لعقيدة إيماننا الراسخ الخالص لله عز وجل، خاصة ونحن في شهر الله الفضيل الذي أنزل فيه كتابه لنهتدي من حروفه وكلماته في شئون الدنيا والآخرة، ولعل موضع ذكري لهذا الأمر يأتي من باب تجديد الإيمان والتأكيد بالتماسك في ظل ما يشهده العالم بأسره من تحديات ومتغيرات حساسة ودقيقة تتطلب منا جميعاً التمسك بتعاليم القرآن الكريم وسنة رسولنا (ص)، يقول المولى عز وجل في محكم كتابة "يا أيها الذين آمنوا أَطِيعُوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" (النساء: 59) صدق الله العظيم.
وإنه لشرف كبير يا سيدي، أن أقف بمعية جلالتكم بالأصالة عن نفسي وممثلاً عن أهالي المحافظة الجنوبية، وهم يعبرون عن حال جميع المواطنين في عموم المحافظة الجنوبية الذين يلتفون حول رايتكم وما عرفوا انتماءً لغير ثرى البحرين ولا ولاءً لغير قيادتكم الحكيمة.
إن أهالي المحافظة الجنوبية جميعهم يقدمون أنفسهم تضحيةً لهذه المملكة العزيزة وفداءً لمليكهم حفظه الله ورعاه انطلاقاً من القناعة والحب الراسخ والعقيدة التي لن نحيد عنها أبداً مهما حيينا.
وإنه لمن دواعي سروري وفخري أن أقف اليوم أمام مقام جلالتكم السامي حفظكم الله ورعاكم، شاكراً ومقدراً لجلالتكم عادتكم السنوية في استقبال أهالي المحافظة الجنوبية خلال شهر رمضان المبارك، هذا الاستقبال الذي نحمله وساماً على صدورنا، ونعتز به كل عام ونفخر بتشرفنا بالسلام على جلالتكم والاستماع إلى توجيهاتكم الحكيمة.
سيدي صاحب الجلالة،
إنَّ ما شهدته مملكة البحرين عموماً والمحافظة الجنوبية خصوصاً من تطور وازدهار ونماء خلال الفترة الماضية، ما كان له أن يتحقق لولا توجيهاتكم السديدة التي وجهتم بها الحكومة الرشيدة لتنفيذ العديد من المشاريع الخدمية التي أسهمت بصورة كبيرة في توفير كثير من مقومات التنمية والازدهار للمواطنين القاطنين في كافة مناطق وأحياء المحافظة الجنوبية.
سيدي،
إننا في المحافظة الجنوبية نشكر حكومتنا على تنفيذ توجيهاتكم السديدة، ونفتخر بما نحظى به من دعم واهتمام من قبل رئيس الوزراء الموقر حفظه الله صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله.
ونؤكد لجلالتكم أن المشروع الإصلاحي الذي أرسيتم أركانه، وما شمله من إصلاحات في كافة المجالات والقطاعات، كانت شاهدةً على عصر حديث لنهضة البحرين، وما حضورنا اليوم أمام جلالتكم حفظكم الله إلا شاهد وصوت صادق على ما نشهده من أيامنا التي نعاصرها.
صاحب الجلالة،
إننا نجدد عهدنا بالبيعة والولاء لجلالتكم، ونعاهدكم على المضي قدماً نحو تحقيق كل ما من شأنه رفعة مملكة البحرين في شتى الميادين والمجالات، سائرين على العهد والوعد لخدمة مملكتنا ومليكنا الغالي، والذود عنها بكل ما أوتينا من قوة وعزيمة، وإننا في هذا المجال لنأخذ من عزيمة جلالتكم وحكمتكم ما نسعى إليه لبناء البحرين، ودعم ازدهارها، وإن جهود جلالتكم العظيمة، لوضع البحرين على خارطة الحرية والاعتدال والتعايش وحقوق الإنسان لكتاب نقرأ فيه المجد والفخر، ونتعلم منه الحكمة والرشد وسبيل تجاوز الأخطار.
حفظ الله جلالتكم وأمدكم بالعون والتوفيق، وأيدكم بالنصر والتمكين، واقبلوا جلالتكم مني ومن أبناء المحافظة الجنوبية خالص الاحترام والامتنان والتقدير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.