تهيب الأمم المتحدة كل عام بشعوب العالم في اليوم الدولي للسلام أن تتذكر إنسانيتها المشتركة، وأن تضمّ صفوفها لبناء مستقبل خالٍ من الصراع. وتدعونا جميعاً إلى إحياء يوم عالمي لوقف إطلاق النار ونبذ العنف، وإلى الالتزام بوقف الأعمال العدائية طوال ذلك اليوم.

وموضوع هذا العام - الأهداف الإنمائية المستدامة: لبنات أساسية في بناء السلام - يسلّط الضوء على السبل التي يمكن بها القضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض وضمان الازدهار المشترك على نطاق واسع، أن تسهم جميعها في الوئام العالمي. وعندما نعمل جميعاً معاً، يمكننا أن نجعل السلام ممكناً، بدءًا بـ 24 ساعة من السلام في 21 سبتمبر/أيلول.

وقد اعتمدت الدول الأعضاء الـ 193 في الأمم المتحدة بالإجماع، أهداف التنمية المستدامة البالغ عددها 17 هدفاً في مؤتمر قمة تاريخي عقد في سبتمبر 2015. وهي أهداف عالمية، وتنطبق على جميع البلدان. وتشكل جزءًا لا يتجزأ من عملية تحقيق السلام. ويركّز الهدف الـ 16 منها تحديداً على «السلام والعدالة والمؤسسات القوية»، بيد أن السلام يمر كخيط يربط بين جميع الأهداف الـ 17.

وعندما يشعر الناس بالأمان في قدراتهم على إعالة أسرهم، وعندما تُتاح لهم سبل الوصول إلى الموارد التي يحتاجون إليها للتمتع بأنماط عيش صحية، وعندما يشعرون أنهم مندمجون حقاً في مجتمعاتهم، فإنهم يكونون حينئذٍ أقل عرضة للانخراط في نزاعات. ولهذا السبب يجب علينا، على مدى المئة يومٍ المقبلة، أن نسلِّم بأن التنمية والسلام مترابطان، وبأن أحدهما يعزّز الآخر. وإننا بحاجة إلى العمل معاً للمساعدة على تعزيز أهداف التنمية المستدامة وتحقيقها. وقد أعطانا قادة العالم خطة واضحة، وباتباعها يمكننا أن نساعد على بناء مستقبل يسوده السلام والرخاء.