قُتل عشرون شخصاً بينهم 13 مدنيّاً على الأقل أمس (السبت) جراء تفجيرين انتحاريين، استهدفا منطقة السيدة زينب جنوب دمشق.
جب حسن اغا (سورية) - أ ف ب
بات عشرات آلاف المدنيين محاصرين داخل مدينة منبج في شمال سورية، بعد تمكن قوات سورية الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية من تطويق تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» الذي يسيطر على المدينة منذ عامين.
وفي جنوب دمشق، تبنى تنظيم «داعش» تفجيرين انتحاريين استهدفا منطقة السيدة زينب أمس السبت (11 يونيو/ حزيران 2016) وتسببا بمقتل 20 شخصاً وإصابة آخرين بجروح، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ففي ريف حلب الشمالي الشرقي، تحاصر المعارك بين قوات سورية الديمقراطية وتنظيم «داعش» الذي بات شبه معزول دخل مدينة منبج، عشرات آلاف المدنيين داخل المدينة بعدما باتوا عاجزين عن الخروج منها.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «بات عشرات آلاف المدنيين محاصرين داخل مدينة منبج التي تتعرض لضربات مستمرة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بعدما تم قطع كل الطرق في محيطها».
وتمكنت قوات سورية الديمقراطية بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من تطويق مدينة منبج الجمعة وقطع كل طرق الإمداد إلى مناطق سيطرة التنظيم المتطرف وباتجاه الحدود التركية.
وبحسب عبد الرحمن، يعيش عشرات آلاف المدنيين «حالة من الرعب» خشية القصف الجوي المكثف، لافتاً إلى «توقف الأفران عن العمل وشح المواد الغذائية خصوصاً بعد قطع كل الطرق الرئيسية الواصلة إلى المدينة».
وبدأت قوات سورية الديمقراطية في 31 مايو/ أيار هجوماً في ريف حلب الشمالي الشرقي للسيطرة على منبج التي استولى عليها تنظيم «داعش» العام 2014. ويقدم مستشارون أميركيون وفرنسيون الدعم لهذه القوات في هجومها في المنطقة.
وتمكنت هذه القوات منذ بدء هجومها من السيطرة على أكثر من 79 قرية ومزرعة في ريف منبج.
«نحن في أمان»
وجال مراسل لـ «فرانس برس» على عدد من هذه القرى، حيث شاهد منازل تضررت جزئياً أو دمرت بالكامل جراء قصف التحالف الدولي مشيراً إلى عودة خجولة للمدنيين الذين نزحوا خوفاً من المعارك.
وفي قرية جب حسن آغا، الواقعة على بعد 13 كيلومتراً جنوب شرق منبج، يقول الشاب منذر صالح لـ «فرانس برس»: «نحن في أمان هنا وسعيدون بذلك وإن شاء الله تتحرر منبج حيث يوجد أقرباء لنا».
وتحدث عن القيود التي كان تنظيم «داعش» يفرضها على أهالي القرية المعروفة بتهريب الدخان مضيفاً «كان التنظيم يلاحقنا دائماً».
وطردت قوات سورية الديمقراطية مقاتلي التنظيم من هذه القرية الصغيرة ذات المنازل الطينية المتواضعة قبل نحو أسبوع.
وعلى رغم سرورهم بطرد التنظيم، فإن الهم الأبرز للأهالي حالياً هو توفير قوتهم اليومي في ظل النقص في المواد الغذائية والخبز. ولا يتردد طفل في الخامسة من عمره في طلب الخبز من كل عابر طريق مكرراً أنه لم يأكل خبزاً منذ يومين.
وهجوم منبج هو واحد من ثلاثة هجمات يتصدى لها التنظيم المتطرف لحماية طريق إمداده الرئيسية إلى الرقة في شمال سورية، مروراً بمدينة الطبقة في المحافظة ذاتها، حيث يواجه من جهة الشمال قوات سورية الديمقراطية ومن الجهة الجنوبية الغربية قوات النظام المدعومة بالطائرات الروسية، وصولاً إلى منبج فجرابلس على الحدود التركية.
وبحسب المرصد، باتت قوات النظام ومقاتلون من قوات «صقور الصحراء» الموالية لها على بعد 15 كيلومتراً من مطار الطبقة العسكري في محافظة الرقة، في إطار هجوم بدأته مطلع الشهر بدعم جوي روسي لاستعادة السيطرة على مدينة الطبقة التي تقع على بعد نحو خمسين كيلومتراً غرب الرقة ويسيطر عليها المتطرفون منذ نحو عامين.
وتمكنت قوات النظام والمسلحون الموالون لها السبت الماضي من دخول محافظة الرقة للمرة الأولى منذ سيطرة المتطرفين عليها صيف العام 2014.
قتلى جنوب دمشق
جنوب العاصمة السورية، قتل عشرون شخصاً على الأقل هم 13 مدنياً وسبعة مسلحين موالين لقوات النظام جراء تفجيرين انتحاريين متزامنين، استهدفا منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، وفق حصيلة للمرصد السوري.
وتبنى تنظيم «داعش» في خبر مقتضب نشرته وكالة «أعماق» التابعة له الهجوم متحدثاً عن «ثلاث عمليات استشهادية بحزامين ناسفين وسيارة مفخخة لمقاتلين من الدولة الإسلامية في السيدة زينب في دمشق».
وتضم المنطقة مقام السيدة زينب، الذي يعد مقصداً للزوار الشيعة خصوصاً وتحيطه إجراءات أمنية مشددة. وشهدت المنطقة تفجيرات عدة أكبرها في فبراير/ شباط، تبناه تنظيم «داعش» وأوقع 134 قتيلاً بينهم على الأقل تسعون مدنياً.
من جهة أخرى، دخلت السبت قافلة مساعدات إلى منطقة الحولة التي تحاصرها قوات النظام في ريف حمص الشمالي، وفق ما أعلن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بافل كشيشيك لوكالة «فرانس برس».
وضمت القافلة 31 شاحنة محملة مواد غذائية تكفي لـ14,200 عائلة ولقاحات ومستلزمات النظافة وفرشا وبطانيات بالإضافة إلى معدات لإصلاح الآبار ومضخات مياه ومولدات وكابلات وأنابيب.
وياتي إدخال هذه القافلة السبت بعد دخول قافلتين مماثلتين إلى مدينتي داريا ودوما المحاصرتين من قوات النظام في ريف دمشق، تباعاً يومي الخميس والجمعة.
وأوضح الناشط في المجلس المحلي لداريا شادي مطر لـ «فرانس برس» أمس (السبت) أن «عملية توزيع المساعدات لم تبدأ اليوم (أمس) نظراً لاستمرار القصف الجوي من قوات النظام منذ يوم أمس».
وأضاف «الأهالي ينتظرون الحصول على المساعدات لكن القصف يشل الحركة كلياً» ويدفعهم «للنزول إلى الأقبية أو الاختباء داخل حفر استحدثوها في منازلهم خشية البراميل المتفجرة».
العدد 5027 - السبت 11 يونيو 2016م الموافق 06 رمضان 1437هـ