شاركت مملكة البحرين بالاجتماع الرفيع المستوى للعام 2016 بشأن إنهاء الإيدز بنيويورك والذي يهدف إلى لفت أنظار المجتمع العالمي إلى أهمية تبنّي منهج "المسار السريع" فيما يتعلق بالاستجابة لمرض لإيدز على مدار الأعوام الخمسة المقبلة.
وضم وفد البحرين ممثلاً عن وزارة الصحة الوكيل المساعد لشئون المستشفيات وليد المانع، وبعثة مملكة البحرين بالأمم المتحدة برئاسة المندوب الدائم لدى الامم المتحدة السفير جمال الرويعي.
وكان للبحرين دور بارز من حيث المشاركة والوقوف على المستجدات في هذا الموضوع الهام، ولتأكيد التزامها مع دول العالم في تحقيق الأهداف العالمية للقضاء على مرض الايدز، في هذا الاجتماع الهام الذي ناقش العديد من المواضيع المتعلقة بإنهاء وباء الايدز من العالم، كما عقدت العديد من ورش العمل والحلقات النقاشية على هامش هذا الاجتماع، وفي الختام صدر بيان يؤكد التزام الدول بتحقيق الأهداف العالمية لمحاربة الايدز، وهو الأمر الذي التزمت به مملكة البحرين منذ البداية ولاتزال مستمرة في ذلك الالتزام.
وقال وليد المانع الذي مثل وزارة الصحة بمشاركته في الاجتماع المنعقد خلال الفترة من (8 إلى 10 يونيو/ حزيران 2016)، إن الأمم المتحدة تعقد أكثر من اجتماع من هذا النوع لمناقشة موضوع مرض الايدز من أجل الحصول على دعم مختلف الدول لتحقيق الأهداف العالمية لمكافحة هذا المرض، والالتزام بذلك من قبل أعلى ممثل سياسي للدول، حيث عقد اجتماع في العام 2006م، وآخر في العام 2011م، حول مرض الايدز، وهذا العام عقد الاجتماع رفيع المستوى والذي ناقش المواضيع الصحية التي تمثل أهمية عالمية، مشيرا إلى أنه تتم دعوة رؤساء الدول والحكومات على مستوى العالم لحضور هذا النوع من الاجتماعات بهدف الحصول على الدعم والالتزام السياسي من قبل الدول حول الموضوع الصحي الذي يعقد الاجتماع لمناقشته.
وأشار إلى أن هذا الاجتماع يهدف إلى الوصول إلى منهج "المسار السريع" لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز إلى تحقيق أهداف طموحة بحلول العام 2020م تتمثل في خفض أعداد الأشخاص المصابين حديثًا بفيروس نقص المناعة البشري إلى أقل من 500,000، وخفض أعداد الأشخاص الذين يتوفون نتيجة لأسباب مرتبطة بالإيدز إلى أقل من 500,000، والقضاء على التمييز المرتبط بفيروس نقص المناعة البشري.
واستعرض المانع خلال الاجتماع وضع المرض في البحرين مبينا أن مرض الايدز لا يمثل عبئا كبيرا في البحرين، موضحا أن خطورته تكمن في احتمالية انتشاره لدى فئة الشباب ومنهم لمخالطيهم الجنسيين، وخصوصا في ظل الانفتاح العالمي وامكانية التنقل بحرية في جميع انحاء العالم وبالتالي احتمالية انتقال هذا النوع من الأمراض لمختلف المجتمعات ومنها المجتمع البحريني.
ولفت إلى التزام البحرين قائلا: "التزمت مملكة البحرين ومنذ بداية مرض الايدز بتحقيق الأهداف التي تضعها منظمة الصحة العالمية لتحقيق هدف الحد من انتشار المرض والتخلص من تداعياته، وذلك عن طريق المشاركة في الاجتماعات المناطقية والعلمية للمنظمة، وتنفيذ البرامج المختلفة لتحقيق هذه الأهداف داخل البحرين، كما أن مملكة البحرين وقعت مع باقي الدول العربية على الاستراتيجية العربية لمكافحة الايدز في العام 2013م، وهي الاتفاقية التي اعتمدها المكتب التنفيذي كوثيقة مرجعية لتحقيق أهداف المنظمة بالنسبة لمرض الايدز".
وأكد الوكيل المساعد لشئون المستشفيات الجهود المبذولة في البحرين للتعاطي مع المرض، مبينا أنه وعلى رغم انخفاض معدل الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشري الإيدز في مملكة البحرين، إلا أن جهود المكافحة تتضمن ثلاثة مستويات تتمثل في الوقاية الأولية والثانوية والثلاثية، ولاتزال مستمرة لتحقيق الأهداف الصفرية الثلاث وهي (صفر) حالات جديدة للإصابة بالعدوى من خلال برنامج الوقاية الأولية والتشخيص المبكر ومنع المضاعفات، و(صفر) لحالات الوفاة من خلال برنامج الوقاية الثانوية، والقضاء على التمييز ضد المتعايشين مع المرض (صفر).
يذكر أن مملكة البحرين قامت لتحقيق هذه الأهداف بالعديد من الخطوات، حيث أولا التزمت باتفاقية الأمم المتحدة بشأن مكافحة مرض نقص المناعة البشري بالتزامها السياسي رفيع المستوى من خلال تشكيل لجنة وطنية للوقاية من مرض نقص المناعة البشري من عدة وزارات ذات الصلة برئاسة وزارة الصحة بقرار من مجلس رئاسة الوزراء، وثانيا وضعت خطة استراتيجية متعددة القطاعات وإدماجها بخطط الوزارات وحتى إشراك المتعايشين بالفيروس والمتأثرين به بالخطة وممثلي مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، وثالثا قامت بتوفير الخدمات الصحية الراقية وسهولة الوصول لها ومجانية الرعاية الصحية من خلال الرعاية الصحية الأولية والثانوية التي تسهل من تحقيق أهداف اللجنة الوطنية لمكافحة الإيدز، أما الفئة الأكثر إصابة بالعدوى فهي فئة متعاطي المخدرات بالوريد من خلال مشاركة الحقن 30 في المئة تبين من خلال دراسة سلوكياتهم دائماً يتشاركون و35 في المئة بعض الأحيان و35 في المئة لا يتشاركون وذلك على رغم استطاعتهم الحصول على حقن نظيفة، مما يشكل تحدياً قويّاً للوصول على رؤية الصفرية، إلا أن الشراكة المجتمعية والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية تشكل فرصاً لتحقيق أهدافنا واستمرارية المكافحة.
ورابعا تم تخصيص عيادة خاصة جديدة للاستشارة النفسية لمرضى الايدز، وذلك لمتابعة المرضى وتقديم الدعم النفسي لهم، ولضمان السرية التامة لن يتم الاعلان عن مكان العيادة ونكتفي بالقول انها موجودة ضمن الخدمات الصحية التي تقدم من خلال مجمع السلمانية الطبي بوزارة الصحة، وخامسا يتم عقد ورش عمل بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للإيدز للعاملين الصحيين عن كيفية التعاطي مع مرضى الايدز بهدف التقليل من الوصمة والتمييز ضدهم في الخدمات الصحية وبين العاملين الصحيين، وسادسا العمل مع الجهات التشريعية في البحرين لإصدار قانون حول الوقاية من الايدز وحماية حقوق المتعايشين بالفيروس، وهو القانون الذي يشمل مواد تأكد على حق المتعايشين بالمرض في الحصول على الرعاية الصحية المجانية والتأكيد على محاربة الوصمة والتمييز ضدهم في جميع مناحي الحياة، وسابعا تم التوقيع على الاتفاقية العربية للوقاية من مرض نقص المناعة البشري (الإيدز) وحماية الأشخاص المتعايشين مع الفيروس، وثامنا تم توفير جميع الأدوية الأساسية لعلاج المصابين بالفيروس بصورة مجانية ومتابعة المرضى بصورة دورية للتأكد من حصولهم على العلاج المناسب.