"لسنا أصغر سنًّا الآن من البدء في حماية كوكبنا"، بهذه الكلمات بدأ تقرير مصور نشرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، يهدف إلى توعية الناشئة والشباب إلى مخاطر التغير المناخي، وذلك بحثهم على تغيير عاداتهم اليومية.
ويقول التقرير إن تغير المناخ هو ما يعتبره معظمنا أكبر تهديد عالمي، والمخاطر التي ينطوي عليها تؤثر على الأجيال الحالية والمستقبلية على حد سواء. كيف أصبح الاحترار العالمي الذي يهدد كوكب الأرض موضوع في كتب الأطفال لمختلف الأعمار لبعض الوقت.
كيف يمكن للجميع، خاصة شباب اليوم، أن يحدثوا فرقاً لمستقبل العالم عن طريق تغيير عاداتهم اليومية هي رسالة أحدث كتاب للأنشطة صادر عن الفاو للاحتفال بموضوع يوم الأغذية العالمي لهذا العام: المناخ يتغير.. الأغذية والزراعة يجب أن يتغيرا أيضا.
الق نظرة على هذه المجالات السبعة المختلفة المتعلقة بالأغذية والزراعة حيث يجب إحداث تغيير فيهم. إذا كنت والد أو والدة، أو مربيا، أو طالب أو ببساطة مهتم بهذه المشكلة، يمكنك تشجيع الأطفال على اختيار بعض الإجراءات أدناه ومحاولة إحداث فرق.
الغابات
الغابات لا توفر المأوى والغذاء للناس والمخلوقات الأخرى فحسب، بل إنها تنتج الأكسجين، وتمتص غازات مثل ثاني أكسيد الكربون، وتهبنا الكثير من المياه العذبة. ولكن غاباتنا تختفي بسرعة مع قطع الملايين من الأشجار كل سنة لاستخدام الأراضي لأغراض الزراعة، من بين جملة استخدامات أخرى. وعلينا حماية ورعاية غاباتنا للحفاظ على صحة كوكبنا وأولئك الذين يعيشون عليه.
الزراعة
الكثير من أفقر البشر في العالم هم من المزارعين، وهم الأكثر تضرراً من زيادة الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ. ونحن بحاجة إلى تعزيز قدرتهم على الاستعداد لسوء الأحوال الجوية، ولكن عندما يصبح الأمر أكثر سوءً والكوارث لا يمكن تجنبها، فنحن بحاجة إلى مساعدتهم على التعافي عن طريق الحد من الأضرار والخسائر.
إدارة الثروة الحيوانية
الطريقة التي يعتني بها المزارعون بالحيوانات، بما فيها الأبقار، والماعز، والأغنام، والحمير، والجمال، تنتج حصة كبيرة من غازات الاحتباس الحراري التي تأتي من الزراعة. وتغيير الطريقة التي يعتني بها المزارعون بهذه الحيوانات خطوة هامة لضمان إنتاج غازات أقل ضررا. وتناول وجبة خالية من اللحوم مرة كل أسبوع على الأقل هو شيء يمكنك القيام به للمساعدة.
هدر الأغذية
يتم إطلاق كمية كبيرة من غازات الاحتباس الحراري لإنتاج الأغذية التي نأكلها كل يوم. ولكن أسوأ ما في الأمر هو أن أكثر من ثلث الأغذية المنتجة في جميع أنحاء العالم تفقد أو تهدر كل سنة. وهدر الأغذية يعني هدر المال، والعمل، والموارد مثل الطاقة، والأراضي، والمياه التي تدخل في إنتاج الأغذية. ويمكنك رمي كمية أقل من الأغذية عن طريق توفير بقايا الطعام، وتجميد أجزاء منه ومساعدة أبويك في تخطيط وجبات الطعام الخاصة بك، وشراء فقط ما تحتاج إليه في المتاجر الكبرى (السوبر ماركت)، ومحاولة شراء الفاكهة والخضروات غريبة الشكل التي كان من الممكن أن ترمى.
الموارد الطبيعية
في الوقت الحاضر، نستخدم من الموارد الطبيعية أكثر بكثير مما نحتاج إليه لإنتاج الأغذية. ولا يوجد سوى كمية محدودة من هذه الموارد التي يجب أن تتوفر للأسر في المستقبل. كما أننا نستخدم أيضا موارد الأرض الثمينة بشكل سيئ ويلحق الأضرار بنظم بيئية هامة. ونحن نقطع أشجار الغابات، ونلوث شبكات المياه، ونخرب التربة. وعندما تدار التربة على نحو مستدام يمكنها تخزين كمية كبيرة من الكربون، وسيصح لديها بالتالي إمكانيات هائلة لتقليل غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي. وإذا أدرنا مواردنا الطبيعية على نحو مستدام، سيمكننا ليس فقط المساعدة في القضاء على الجوع، بل ومواجهة تغير المناخ أيضا.
مصايد الأسماك
يعتمد كثير من سكان العالم على المحيطات والأراضي الرطبة لكسب رزقهم وإطعام أسرهم. وتخزن المحيطات أيضا كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في أعماقها، وهي موطن لأكثر من نصف جميع أشكال الحياة على الأرض. وارتفاع مستويات مياه المحيطات ودرجات حرارة المياه، والتلوث، والإفراط في الصيد يعني أن محيطاتنا وأراضينا الرطبة لم تعد صحية، وأننا من بين جملة أمور أخرى نقلص بسرعة من عدد الأسماك الصحية في المحيطات. وتغيير كيفية تعاملنا مع محيطاتنا، وكيفية صيدنا للأسماك وما نأكل منها سيساعد على الإبقاء على محيطاتنا مليئة بالأسماك لسنوات طويلة قادمة.
النظم الغذائية
تمر الأغذية بمراحل عديدة قبل أن تصل إلى طبق طعامك، منتقلة من المزارع والحقول إلى الأسواق والمتاجر الكبرى (السوبر ماركت)، وأخيرا إلى منزلك. وهذه العملية الطويلة مترابطة كالسلسلة وتعرف بالنظام الغذائي. فإذا انفصلت حلقة - أو لم تعمل كما نتوقع لها لعدم وجود ما يكفي من الأغذية مثلا- توقفت العملية برمتها. ويمكن لنظام غذائي مستدام أن يطعم السكان الذين يتزايد عددهم دون الإضرار بالكوكب.
ماذا يمكنك أنت أن تفعل؟ يمكنك مواجهة تغير المناخ عن طريق تغيير عاداتك اليومية واتخاذ قرارات بسيطة.
العدد 5026 - الجمعة 10 يونيو 2016م الموافق 05 رمضان 1437هـ