العدد 5026 - الجمعة 10 يونيو 2016م الموافق 05 رمضان 1437هـ

شخصيات «تلفزيونية» رمضانية.. رحلت وبقيت أسماء في حياة الناس

الوسط – محرر المنوعات 

تحديث: 12 مايو 2017

تغرق الفضائيات والجهات التلفزيونية والإذاعية بالتزامن مع حلول الشهر الفضيل في بحر إنتاج البرامج إلى الدرجة التي جعلت من هذا الشهر محوراً للإنتاج الفني، وهذا في المقابل يثير استياء قطاعات دينية عدة ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم السبت (11 يونيو / حزيران 2016).

ويعود رمضان كل عام بسلة من الذكريات التي لا تفارق مخيلة الأجيال، ومنها شخصيات تلفزيونية وإذاعية كانت لازمة الموسم لجيل قديم عاصرها وارتبط بها وجدانياً وفنياً.

وعلى رغم الكم الهائل من المنتجات الفنية لم تستطع خلق حال من الانفصال بين شخصيات إعلامية وارتباطها بجيل كامل ممن تعلق بهم وارتبط بأدائهم على عفويته، ولكنه بقي رابطاً نابضاً بالذكريات ونبتاً لتلك البيئة المتسامحة، قبل أن تعصف بها المعارك الآيديولوجية والتي كان التلفزيون جزءاً منها وربما رأس حربة تلك المعركة.

يأتي برنامج «على مائدة الإفطار» للشيخ علي الطنطاوي في مقدم البرامج الشعبية، وامتاز فيه الطنطاوي بلغته البسيطة التي تختلط بلهجة شامية واضحة وعفوية واسترسال في الكلام المخزون بالمواقف الطريفة والتعليقات الساخرة، وبقي البرنامج مدة طويلة وجبة يومية لأبناء ذلك الجيل. والطنطاوي المتوفى عام 1999 في مكة المكرمة، صاحب علم واسع واطلاع كبير على المعارف المنوعة فضلاً عن صلته المباشرة بالمجتمع وقضاياه بعد تاريخ طويل من العمل في القضاء، وعلى رغم الغياب الطويل منذ توقف البرنامج عن البث ورحيل صاحبه، بقي أثره يتكرر في الأذهان مما حفز بعض الجهات لإعادة بثه وكسب المنافسة بأدوات الماضي واستنهاض شعبية أخذت في التلاشي بفعل غزو المنتجات الفنية الجديدة.

«أم حديجان» شخصية إذاعية قديمة كان يقدمها الفنان عبدالعزيز الهزاع في رمضان منذ 50 عاماً تقريباً، تقدم «أم حديجان» في سلسلة قصصية يتحلق لأجلها سكان الأحياء السعودية القديمة على أجهزة المذياع بقصد الاستمتاع بما تقدمه الشخصية الطريفة والمرسومة في الأذهان عبر أداء إذاعي محترف ينطق بالعفوية والبساطة.

السلسلة يؤلفها ويجسد جميع أدوارها فنان واحد من جيل الرواد الذين أسسوا الدراما الإذاعية بجهود ذاتية، ويعتمد فيها الهزاع على موهبة تقليد الأصوات، التي يتقنها جيداً.

وأخيراً حاولت بعض الجهات استثمار تلك الشهرة والموقع الأثير للشخصية الإذاعية، لإعادة بثها في مسلسل كرتوني ثلاثي الأبعاد يقدمها الهزاع نفسه ولكن لجمهور جديد وجيل مختلف، يذهل للصورة أكثر من أي شيء آخر سواء جودة الأداء أم براعة التقليد.

 برنامج «حروف» يحمل المكانة الرمضانية نفسها، وهو برنامج عرض على شاشة القناة السعودية الأولى في رمضان بتقديم عدد من الشخصيات كان منها إبراهيم القاسم، وماجد الشبل، وغانم الصالح، وغالب كامل، تم عرضه للمرة الأولى عام 1408هـ، واستمر لـ10 سنوات تقريباً، وتقوم فكرة البرنامج على اشتراك فريقين بلونين مختلفين، وغالبًا يفوز الفريق بثلاث جولات من خمس في مرحلة التصفيات، أما في التصفيات النهائية فالفوز من خمس جولات.

يمتاز البرنامج بتنوع أسئلته الثقافية وثرائها، ويعتمد في كثير منها على إظهار التطور التنموي في المجالات الصناعية والطبية والفنية والرياضية في السعودية، إذ تعرض معلومة مرئية تحكي هذا التطور.

ولعدم وجود ممول للبرنامج على رغم جماهيريته اضطرت الجهة المسؤولة وقف البرنامج، لينوب عنه برنامج المسابقات الشهير «سباق المشاهدين» لمذيعه حامد الغامدي، ليتوقف هو الآخر بعد أن سحبت الشاشات الخاصة البساط من التلفزيونات الحكومية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً