العدد 5026 - الجمعة 10 يونيو 2016م الموافق 05 رمضان 1437هـ

القطان آملاً تبدل الحال إلى عز ونصر: رمضان يحل والأمة مثخنة بالجراح والآلام

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

أمَلَ إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن يتبدّل حال الأمة الإسلامية إلى عز ونصر وتمكين، وخصوصاً أن شهر رمضان يحلّ والأمة مثخَنَة بالجراح، مثقَلَة بالآلام، متسائلاً في خطبته يوم أمس الجمعة (10 يونيو/ حزيران 2016): «ما هي حال إخوانكم المستضعفين المضطهدين في دينهم وأوطانهم في فلسطين وفي بلاد الشام وفي اليمن، وفي غيرها من البلدان؟».

وقال: «رمَضان شهرُ الفُتوحات والانتِصارات، وبقدر ما نستبشِر بحلوله، بقدرِ ما نعقِد الآمالَ أن يبدِّل الله حالَ الأمّة إلى عزٍّ ونصرٍ وتمكين، وأن يردَّها إليهِ ردًّاً جميلاً»، مشيراً إلى أن «أقلَّ حقٍّ لإخوانِكم، وليس بقليلٍ في هذا الشهرِ الكريم، أن تذكروهم بدعاءٍ صادق، وأن تدعُوا الله لهم في سجودِكم وإخباتكم، وأن تشاطِروهم قضاياهم، وتهتمّوا بأحوالهم، ولا تبخلوا بالبذل لهم من أموالكم بسخاء، ومن لم يهتمَّ بأمرِ المسلمين فليس منهم».

وذكر أن «بعضنا اعتاد في شهر رمضان على أداء عبادات معينة، كالصيام والقيام وقراءة القرآن، وهناك عبادات أخرى قد تفضل عليها في الأجر؛ إما لمكانتها أو لهجر الناس لها، وإتيان تلك الطاعات في مثل هذه الأيام إحياء لها وتذكير للناس بتنوع العبادات وتعددها لمن أراد الزلفى من الله سبحانه، ومن تلك العبادات: عيادة المرضى، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الجار، والإحسان إلى اليَتيم، والمسكين، وابن السبيل، وزيارة المقابر، والصلاة على الجنائز، والعبادات المتعدية كإطعام الطعام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الناس الخير، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة».

وأفاد بأن «شهر رمضان شهر الجود والكرم، والسماح والندى، فقد كان نبيكم (ص) أجودَ الناس بالخير...».

وأوضح أن «الجود أنواع متعددة، وأشكال مختلفة، وكل أحد يجود بما يستطيع، ومن جاد على عباد الله جاد الله عليه بالفضل والعطاء، ألا وإن من أبرز خصال الكرم، وأنبل أنواع الجود، الإحسان إلى العباد، وإيصال النفع إليهم بكل طريق، من إطعام جائع، وإعانة محتاج وفقير، وكفالة يتيم، ورعاية أرملة، ففي رمضانَ تصفو النّفوس وتتهذّب الأخلاق. ويواسَى الفقراء والبؤساء، فهو شهرُ الصّدقة والمواساة».

وخاطب القطان من أفاء الله عليه من الأغنياء والموسرينَ، قائلاً: «إنَّ الله هو الذي يعطِي ويمنَع، ويخفِض ويرفَع، وهو الذي استخلَفَكم فيما رزقَكم لينظرَ كيف تعملون، والمؤمِنُ في ظِلِّ صدقته يومَ القيامة. ولن يعدم المسلم الصّادق أن يوصلَ إحسانَه للمحتاجين بنفسِه، أو عَبر الجمعيّات والمؤسّسات الخيريّة الموثوقة، وهي بحمدِ الله في بلادنا وبلادِ المسلمين كثيرة ومعروفة».

وأثنى على حرص عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والحكومة، للتخفيف من أعباء الحياة المعيشية على الأسر المحتاجة من المواطنين، وإعانتهم على مواجهة الأعباء المادية، وتوفير احتياجاتهم ومستلزماتهم للشهر الكريم، بما يضمن لهم حياة كريمة آمنة ومستقرة، حيث أمر جلالة الملك كعادته السنوية، بصرف مكرمة رمضانية لجميع الأسر المنتسبة والمسجلة لدى المؤسسة الخيرية الملكية، ووجه المؤسسة برئاسة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بأن تتولى مهمة الإشراف على صرف ومتابعة هذه المكرمة.

وشكر رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على ما تفضل به من توزيع للمعونات الرمضانية التي دأب عليها في كل عام للأسر البحرينية المحتاجة، للتخفيف من الأعباء المادية التي يواجهونها.

وفي ترحيبه بقدوم شهر رمضان، قال القطان: «مرحباً بك يا رمضان، مرحباً بك يا أيها الزائر الكريم المحبوب، مرحباً بك يا شهر الخير والرحمة والبركة، مرحباً بك يا أعظم موسم للخيرات بين مواسم كثيرة، أكرمنا الله تعالى بها لنتزود منها. إنّ يومَ إقبالك لهوَ يوم بهجة وسرور، تفتّحت له قلوبُنا وصدورُنا، فاستقبَلناك بملءِ النّفس غبطةً واستبشاراً وأمَلاً، استبشرنا بعودةِ فضائِك الطاهر، الذي تسبَح به أرواحُنا بعد جفافِها وركودِها، واستبشَرنا بساعةِ صلحٍ مع الطاعاتِ، بعدَ طول إعراضِنا وانصرافنا، أعاننا الله على بِرِّك ورفدِك، فكم تاقت لك الأرواحُ، وهفَت لشدو أذانِك الآذانُ، وهمَت سحائبُك الندِيّة هتّانةً بالرّحمة والغفران. في رحابِكَ تورِق الأيادي والنّفوس، فتفيضُ بالبِرِّ والإحسان».

وأفاد بأن «شهر رمضان إطلالةُ بُشرى فمنذ هلَّ هِلاله والسماءُ مشرقة بالسّناء، بل عمَّ النور والندَى كلَّ الأكوان... فهو سيِّد الشهور وخيرُها، من صامه وقامه غفِر له ما تقدَّم من ذنبِه، فيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألفِ شهر، وأعظم القرُبات فيه الصومُ الذي افترضه الله تعالى تحقيقاً للتّقوى، فهو شهرُ تزكيةِ النفوس وتربيتِها، والتّقوى حساسيّةٌ في الضمير، وصَفاء في الشعورِ، وشفافيّة في النفس، ومراقبةٌ لله تعالى، فالصّوم ينمِّي الشعورَ بالمراقبة ويزكِّي النفس بالطاعة».

العدد 5026 - الجمعة 10 يونيو 2016م الموافق 05 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:00 م

      الله يسمع منك ياشيخ وتنحل اوضاع البلد ..ويلم شمل الاحبه

اقرأ ايضاً