قطعت قوات سورية الديمقراطية طرق الإمداد الرئيسية لتنظيم «داعش» بين مناطق سيطرته في سورية والحدود التركية، بعد تطويقها بالكامل أمس الجمعة (10 يونيو/ حزيران 2016) مدينة منبج في ريف حلب، في ضربة جديدة للمتطرفين.
ودخلت أمس قافلة مساعدات تتضمن مواد غذائية إلى مدينة دوما المحاصرة من قوات النظام في الغوطة الشرقية، غداة دخول أول قافلة محملة بمساعدات غذائية إلى مدينة داريا منذ العام 2012، لكن كثافة القصف الجوي عرقلت عملية توزيعها.
في ريف محافظة حلب (شمال)، تمكنت قوات سورية الديمقراطية التي تضم مقاتلين أكراداً وعرباً، بدعم من طائرات التحالف الدولي بقيادة أميركية، أمس (الجمعة) من تطويق مدينة منبج التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» بالكامل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد أن قطعت الطرق المتفرعة منها.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» إن: قوات سورية الديمقراطية «تمكنت من تحقيق تقدم استراتيجي ومحاصرة مدينة منبج»، مشيراً إلى «قطع الطريق الأخيرة بين منبج والحدود التركية».
وبحسب المرصد، تم قطع الطرق كافة من وإلى منبج المتصلة بمناطق أخرى تحت سيطرة التنظيم؛ شمالاً نحو جرابلس الحدودية مع تركيا، من الجهة الجنوبية الشرقية نحو مدينتي الطبقة والرقة، غرباً نحو مدينة الباب، أبرز معقل للمتطرفين في محافظة حلب.
وكتب الموفد الأميركي الخاص للرئيس باراك أوباما لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك في تغريدةٍ على موقع «تويتر» أمس (الجمعة) «قوات سورية الديمقراطية قطعت الطريق بين منبج والباب. إرهابيو داعش باتوا مطوقين بالكامل ولا منفذ لهم».
ولايزال التنظيم يسيطر على شريط حدودي وطرق فرعية مؤدية إلى تركيا، لكنها أكثر خطورة وصعوبة وطولاً، بحسب المرصد.
وأوضح عبدالرحمن «بات على المتطرفين حتى يتنقلوا بين الرقة والحدود التركية، سلوك طريق أكثر خطورة بالنسبة إليهم لان قوات النظام السوري (...) قريبة منها».
وفي ريف دمشق، ذكر مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في سورية على موقع «تويتر» أن قافلة مساعدات مشتركة دخلت أمس (الجمعة) إلى مدينة دوما، تتضمن مساعدات غذائية وطبية وسواها من مستلزمات الطوارئ.
وبحسب ما أورده الهلال الأحمر السوري على صفحته على موقع «فيسبوك»، فإن 39 شاحنة محملة «بمواد غذائية وغير غذائية وأدوية» دخلت إلى دوما بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وبحسب المرصد، فإنها المرة الأولى التي يتم فيها إدخال مساعدات غذائية إلى المدينة منذ خريف 2013.
ويأتي توزيع المساعدات في دوما بعد ساعات على إدخال الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري أول قافلة مساعدات تضم مواد غذائية إلى مدينة داريا ليل الخميس منذ العام 2012.
لكن القصف الجوي الكثيف لقوات النظام على المدينة أمس (الجمعة) حال من دون توزيع المساعدات الغذائية، وفق المرصد الذي أحصى إلقاء الطيران المروحي أكثر من 20 برميلاً متفجراً على أحياء عدة في المدينة.
في نيويورك، أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت أمس عن «استيائه الشديد» حيال قصف داريا وعرقلة توزيع المساعدات.
وقال في مؤتمر صحافي في نيويورك: «إننا فعلا أمام ازدواجية غير معقولة للنظام» السوري.
وأفاد برنامج الأغذية العالمي في بيان أمس بأنه قدم «حصصاً غذائية تكفي لإطعام 2400 شخص لمدة شهر واحد».
إلى ذلك، قال الجيش السوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة السورية وحلفائها سيطرت على تقاطع طرق استراتيجي في محافظة الرقة أمس (الجمعة) في أحدث تقدم لهذه القوات نحو معاقل تنظيم «داعش» في المنطقة.
تأتي السيطرة على تقاطع الطرق الذي يؤدي إلى مدينة الرقة المعقل الرئيسي للتنظيم ويقود أيضا إلى بلدة الطبقة الخاضعة لسيطرة التنظيم في إطار هجوم مستمر منذ أسبوع للحكومة السورية ضد «داعش» بدعم جوي روسي.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس (الجمعة) أنها علمت بمرور أكثر من 200 مسلح للانضمام إلى جبهة النصرة في سورية عبر الأراضي التركية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمرٍ صحافي أوردته وكالة انترفاكس الروسية للأنباء في نشرتها باللغة الروسية إن أكثر من 200 مسلح عبروا من تركيا إلى الأراضي السورية عبر منطقة سكنية للانضمام إلى فرع جبهة النصرة في محافظة إدلب السورية.
من جانبٍ آخر، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أنس العبدة لرويترز أمس (الجمعة) إن الحكومة السورية أطلقت سراح سجناء واشترطت انضمامهم للجيش لدى الإفراج عنهم.
واستشهد العبدة في حديثه بتقارير من سجن عدرا المركزي قرب دمشق.
العدد 5026 - الجمعة 10 يونيو 2016م الموافق 05 رمضان 1437هـ