هنا كنا
نعد أصابع الجمرات
كم ثقبوا دفاتر لحظة النسيان
داسوا طين آدمنا ؟!
قوافلهم
تعَطَّش رمل بسمات
تغني: كانَ ياما كانَ
فافتح بئر واحتنا
لعل نبوءة الصحراء تدرك وجه من قسموا بأحرفنا
ستمطرنا وتمطرنا
عيون الناي ألحاناً، أهَلْ رحلوا؟
تناثر هاجس الخطوات يطعم صبرنا أملا
مع الكثبان نبحث عن ظلال الروح
إن قطعت حناجرنا
نصفق من زفير الكبت علَّ الريح تسمعنا
فترسل زغردات الدرب
يغدو الشوك مسرحنا على قلق
تراتيل الخلاص على شفا وجع تطاردنا
نعود ولا
يعود الحلم من أقصى أجنتنا
ليعبث في انتظاراتٍ
بلا مرسى
كأن عذابنا عدم
يقايض وهْلَة أولى تحررنا
نعم تهنا بأشرعةٍ
تدير سهام وجهتها إلى حيث المسارُ مَتى
سيشفق في نهاياتٍ لها بصر؟
فلو نضجت جلود اليأس ثانية
سنبدلها بإيقاعٍ
تشجر في خلايانا بقعر النزف يطربنا
ومازلنا
نعتق دمع وحشتنا بأيام مهاجرة
صدى هجرانها يهوي
وصار ساربها طعماً يباغتنا
فنحن حفاة محنتنا
ونحن حفاة محنتنا
ونحن رواة غربتنا
فلا عدنا ولا كنا
ولكن صفحة التاريخ للأجيال تكتبنا
الأستاذ علي العنيسي مبدع ... نتمنى له المزيد من التوفيق