العدد 5025 - الخميس 09 يونيو 2016م الموافق 04 رمضان 1437هـ

طموح الشباب ما بعد الجامعة آمال وتحديات

بين تكملة الدراسة والعمل

عيسى جراغ - سجاد البصري
عيسى جراغ - سجاد البصري

الكثير منا يطمح إلى الحصول على أفضل المراتب، وأن ينجز في حياته العملية بعد اجتيار العديد من المراحل الدراسية ليصل الطالب إلى المرحلة الأساسية في حياته والتي سيحصد من خلالها ثمرة جهوده السابقة.

وتحدد مرحلة ما بعد الجامعة هوية الفرد وما سيكون عليه في المستقبل بناء على العديد من القرارات التي سيتخدها. في هذا التحقيق نستعرض مجموعة من الآراء لطلبة جامعة البحرين حول عدة تساؤلات نبحث لها عن إجابة. فكيف يرى الطالب نفسه بعد التخرج؟ هل طموحاته تقتصر على الوظيفة، أم الاكتفاء بالشهادة الجامعية فقط، أم أنها أكثر من ذلك؟ هل معظم التخصصات غير مطلوبة بسوق العمل؟ وما هي العوامل التي تحدد قرارات الطالب بعد الجامعة؟ كيف سيئول إليه الحال بعد التخرج؟

من خلال عمل استقصاء على مجموعة من طلبة جامعة البحرين عما هو طموحهم بعد الجامعة، تبين أن الغالبية يطمحون للعمل وإكمال الدراسة. وعبر سؤال عدة طلبة عن كيف يرون نفسهم بعد الجامعة، تقول وديعة الوداعي: «إنها ترى نفسها تعمل مديرة علاقات عامة بحكم تخصصها وهو المجال التي تحبه، إذ سيكون لها مردود مادي خاص بها».

وأضافت بكل إصرار «لا أفكر أبداً بأن أكون ربة منزل»، لكنها بينت أنها لا تمتلك رؤية واضحة لنفسها؛ لأن الأمور على أرض الواقع تختلف، لكن ستبذل جهدها لتنال ثمرة مجهودها في هذا المجتمع».

وتشاركها دانة الشرقي (طالبة إعلام) بالرأي، بأنها ترى نفسها متفوقة وناجحة في مجال عملها وحياتها الشخصية، بقولها: «لدي الكثير من المجالات لأعطي فيها وأنجز كل ما أطمح إليه بإتقان. مؤكدة رغبتها في أن تترك بصمة يبقى اثرها في مجال الإعلام من خلال الحصول على عمل في مؤسسة إعلامية ذات وزن وشأن في الساحة الإعلامية البحرينية».

الجانب المعنوي لما بعد الجامعة

في المقابل يؤكد الطالب عيسى جراغ، كونه مرتبطاً بتحقيق تطلعات كبرى وتغييرات مجتمعية جذرية بعيدة عن المصالح الذاتية الضيقة، فهذا يقتضي منه أن يكون في المستقبل صحافيّاً ليعزز ذلك بقوله: «هدفي وما سأكرس حياتي من أجله، هو تعميق شعور الإنسانية والمحبة سواء أكان عن عملي الصحافي أن الأدبي، حيث أريد أن أسلط الضوء على تلك الفئات المهمشة والمنبوذة مجتمعيّاً، وأحاول تحسين الصورة عنها وانتشالها من مستنقع الحرمان إلى مستوى الرضا الذاتي والشعبي». كما ذكر الطالب سجاد البصري أن «الشهادة الجامعية أصبحت متطلباً أساسيّاً في الحياة، وحاليّاً الكثير من الوظائف في البحرين تتطلب البكالوريوس والدبلوم». مضيفاً إلى ذلك «لكن الشهادة الجامعية ليست فقط للحصول على الوظفية بل تعتبر أيضاً بالنسبة لي ولأهلي رمزاً للافتخار بالإنجاز الذي حققته طوال المراحل التعليمية التي اجتزتها».

طموحات متعددة دون حدود

من جهة أخرى، هناك من تتعدد طموحاته ولا تنحصر في حدود معينة، فالطالبة عذراء رضا تعبر عن طموحها بقولها: «أرى نفسي بعد التخرج مدربة في ناد رياضي كبداية أو متطوعة في النوادي والمسابقات الرياضية، أو ربما بعد أن أتطور افتتح نادياً خاصّاً بي». وأردفت «في نهاية المطاف من الممكن أن أصبح معلمة تربية رياضية في إحدى المدارس الابتدائية في البحرين».

وتذكر أيضاً أن لها أهدافاً عديدة، منها: أن تصل لمستوى التطور الجسدي الرياضي الذي ترغب به، وأن تحقق التطور في عملها وأن تحقق المراتب العالية، وفي حياتها الخاصة ترجو أن تستطيع تربية ابنها تربية صالحة وأن تجعل منه رجلاً ذا أخلاق وسمعة طيبة.

في بداية اختيار التخصص الجامعي كثيراً ما تتردد جملة «تخصصك غير مطلوب» و»ماذا ستعمل بعد ذلك؟» من المجتمع المحيط، تعلق الطالبة هنادي الشيخ بالنسبة إلى تخصصها فتقول: «على العكس تخصص السياحة مطلوب جدّاً بسوق العمل إلا أنه غير مرغوب مجتمعيّاً بسبب الأفكار المغلوطة المتكونة حول طبيعة العمل في هذا المجال؛ فمعظم الأفراد المعارضين له يحصرون وظائف التخصص في الفنادق فقط، متجاهلين الأقسام الأخرى للتخصص بسبب قلة الاطلاع».

وتشير إلى أن «طموحها الوظيفي لا ينحصر في مجال تخصصها فقط، فلا مانع من خوض عدة تجارب دراسية ووظيفية مادامت ستدعم مؤهلها الجامعي لاحقاً وتقويه».

كما تؤكد الطالبة زهراء الهدار أن «هناك العديد من الناس أيضاً لا يدركون أهمية تخصص علم اجتماع»، لافتة إلى أن «هناك الكثير من الأماكن التي تحتاج إلى هذا التخصص».

ما بعد الجامعة

أستاذة علم النفس شيخة الجنيد، أكدت أن «ليس هناك معايير محددة تحكم على القرارات التي سيتخذها الطالب ليقرر ماذا سيكون عليه بعد التخرج في الجامعة، إنما يعتمد على حسب الظروف التي قد يواجهها في ذلك الوقت، فليس كل شيء نستطيع الحكم عليه حيث إن العلوم الإنسانية تختلف وتتغير بتغير الزمان».

وأضافت أن «القرار الرئيسي يكمن في الفرد نفسه وتفكيره، وبالاعتماد على ما يريده، فلابد من أن تكون للفرد دافعية للإنجاز وبذل المستطاع لتحقيق ما يسعى إليه». مشيرهً إلى أن «للعائلة والأصدقاء أيضاً دوراً أساسيّاً في تحديد هوية الفرد بعد التخرج حيث يتأثر بالمحيطين به، ومن خلال أيضاً الاستشارات والنصائح التي يتلقاها منهم فيلعبون دورأ في اتخاذ قراراته».

العمل خارج نطاق التخصص

ونتيجة لمرحلة ما بعد الجامعة اتخذت خريجة تقنية المعلومات(ز.م) قرارها بالعمل، وتوظفت حالياً في دعم المبيعات وخدمة الزبائن في مجال الكهرباء والطاقة.تقول (ز.م) «على رغم أنني كنت أبحث في البداية عن وظيفة في مجال التخصص فإن ذلك لم يحدث ولم أدعَ لأي مقابلة في مجال تقنية المعلومات رغم أن معدلي يعتبر عالياً في تخصصي».

وأضافت «اضطررت إلى دراسة إضافية في مجال التسويق وعملت إلى الآن في وظيفة غير رسمية ووظيفتين رسميتين جميعها في مجال إدارة الأعمال».

وتذكر «قد تختلف الظروف والتجارب بعد التخرج، فالبعض قد ينال الوظيفة في نفس المجال أو غيره فوراً والبعض يلزمه مشوار آخر وهذا لا يعني الفشل والاستسلام للمشاعر السلبية بل تعني أن هناك مكافآت تنتظر منك المزيد من الصبر والاخلاص في السعي والتماس التوفيق من الله».

الطموح يولد النجاح

في النهاية، مهما يكن المستقبل مبهم وظروف الحياة متقلبة لايزال هناك أمل وطموح عال للنجاح، فلولا الطموح لما نهضنا كل يوم لمواجهة واقعنا. فلابد أن تكون للفرد آفاق وتطلعات لا محدودة، وأن يكسر كل الحواجز التي تعوقه بإصرار وعزيمة، وليجعل من العوائق سلالم تصعد به نحو المنال.

كل ما نمر به يعتبر تجارب ورصيداً إضافيّاً لخبراتنا المكتسبة، فلا مانع من أن نتطرق إلى عدة مجالات خارج نطاق تخصصنا مادامت في نهاية الطريق ستؤدي إلى نجاحنا.

دانة الشرقي - شيخة الجنيد
دانة الشرقي - شيخة الجنيد

العدد 5025 - الخميس 09 يونيو 2016م الموافق 04 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 9:08 ص

      تحقيق رائع قد تطرق لوضع الشباب ما بعد الجامعة
      وفقتم بطرحه يا جريدة الوسط

    • زائر 2 | 4:41 ص

      لما واحد يكون في الجامعة بحلم بأمور كثيرة بس مجرد ما يخلص يشوف نفسه كان عايش في السراب والشهادة بدون الواسطه ما تسوى حتى تلف بها السندويش

    • زائر 1 | 3:46 ص

      توجد ظروف تتحكم في الاحلام و الطموح وتغير مسارهما ١٨٠ درجة.قانون الحياة الآن ابحث عن تخصص يخدمك مستقبلا لا تخصص يغذي احلامك مؤقتا.

اقرأ ايضاً