العدد 5025 - الخميس 09 يونيو 2016م الموافق 04 رمضان 1437هـ

اختصاصيون: لماذا لا يتم تطبيق اللغة العربية كلغة في المستندات الرسمية؟

الصعوبة تكمن في ضعف المادة التدريسية وطرق التدريس

خليفة بن عربي  -  سيدعيسى الوداعي
خليفة بن عربي - سيدعيسى الوداعي

الكثير من طلبة الإعلام يقعون في الأخطاء النحوية واللغوية، منها ما هو مقبول ومنها ما ليس مقبولا، ويراودني سؤال في عقلي؛ لو كان سيبويه أو أبو الأسود الدؤلي عندما يرون الناطقين باللغة العربية يحرفون في اللغة ويضيفون ويحذفون منها مايرغبون... لاندهشوا من هول التحريف والتزييف. هناك تساؤلات ماهي أسباب تدهور اللغة العربية والقواعد النحوية لدى الطلبة الإعلاميين في الجامعة؟ على من يعود السبب الرئيسي لهذا الضعف والعزوف؟ هذه الأسئلة ستكون إجابتها بين أيديكم في هذا التحقيق:

أسند رئيس قسم اللغة العربية والإسلامية في جامعة البحرين خليفة بن عربي السبب بالدرجة الأولى إلى طريقة التدريس في المرحلة الأساسية، وأن تعليم اللغة العربية لا يحظى بالاهتمام من حيث مناهج التعليم وطرق التدريس والكتاب المدرسي واختيار الأساتذة الأكفاء. وقال: «لا تقدم طرق تدريس سليمة لتعليم اللغة وتحبيب الناس بها، مما يجعل الطلبة يعزفون عن اللغة العربية ويعتبرونها صعبة».

وأضاف «الأمر الآخر عدم الاهتمام العام باللغة العربية سواء من الجانب الحكومي أو الأهلي، اللغة العربية لا تلقى اهتماماً لا على المستوى الشعبي ولا الإعلامي ولا يلزمون الطالب أن يكون متقناً للغة العربية وأساسياتها». وتابع «مثلاً في مجال التوظيف دائماً من شروط التوظيف إتقان اللغة الانجليزية كتابة وقراءة، ولا أحد يهتم باللغة العربية، كذلك الأوراق الحكومية التي تصدر تكون مليئة بالأخطاء النحوية واللغوية، وهذا سيؤدي إلى ضعف اللغة العربية لدى العموم».

بدوره قال استاذ اللغة العربية في جامعة البحرين سيدعيسى سيدجواد الوداعي «أرى شخصيا أن أساس صعوبة النحو لدى الطلاب هو المدخل الخاطئ لتدريس النحو، عندما نرى المناهج نراهم مرة واحدة يهجمون على المصطلح النحوي من الرابع ابتدائي وربما قبل أيضا، ويتكلمون عن الاسم والفعل، بعدها يصبح (الأستاذ) مهووسا بشيء يسمى الإعراب ويحول كل النحو إلى إعراب، مع أن النحو ليس إعرابا وإنما الإعراب هو الكشف عن معنى معين».

وقال: «لا أستطيع أن أعرب الا إذا عرفت معنى الكلام، لذلك يقولون الإعراب فرع المعنى، وفي المدارس أصبح النحو يعني إعرابا، فأصبح إرهابا بالنسبة للطالب، وهو لا يعلم بأنه لم يأخذ الكليات، وهذا هو المدخل الخاطئ».

وتابع «من ضمن الأخطاء عدم وجود تطبيقات عملية من قبل الأستاذ للطلاب، فعندما أقرأ بشكل غير صحيح فأنصب وأرفع وأجرّ كما أريد، وأنت في المقابل تصمت فإنك تقدم لي رسالة بأن ما تعلمته من النحو ليس هنالك تطبيقات عملية عليه».

كما شدد على أن «المعلم ركيزة أساسية في عملية التعليم بعيداً عن الجنسية، إذا كان المعلم قديرا فاهما وهاضما للمادة سيستطيع أن يوصلها للطالب بكل سهولة والعكس هو الصحيح».

سكينة الشيخ طالبة إعلام، تقول: «أواجه صعوبة في فهم المادة النحوية؛ لأنني لم أمتلك القاعدة الأساسية لها في مرحلتي الدراسية ماقبل الجامعة ولم أدرس جيداً. وترى أن سبب ضعف الطلبة يعود إلى عدم ممارسة النحو في حياتنا اليومية ولا نستخدم اللغة العربية، ولا نجد من الضرورة معرفة النحو وما إلى ذلك، وقد رسخت في عقولنا فكرة أن اللغة العربية للدراسة فقط ومقتصرة على جوانب معينة».

فيما أشار الطالب خالد بوجيري إلى أن كونه طالبا في الجامعة فهو يواجه صعوبة كبيرة في مادة النحو، يقول: «لدي مشكلة في مادة النحو وفهمها، بالنسبة لي السبب الرئيسي في عدم فهمي للمادة هي الأساسيات، ربما لأنني لم أفهم مادة اللغة العربية من الأساس ولم أتعلم قواعدها النحوية الصحيحة».

الاهتمام باللغة

الطالبة نوراء الحواج تقول: «لا أواجه صعوبة، فقد حظيت باهتمام ومساعدة من قبل المدرسة والأسرة، بالإضافة لكون والدتي مدرسة لغة عربية ما أدى لغرس حب اللغة فيّ، وكثرة قراءاتي أيضاً ساعدتني».

ولكنها أيضا وضعت اللوم على عاتق الأسرة والمدرسة على تقليدية التعليم، وتقول: «لكن الاهتمام باللغة أحياناً مسألة شخصية وتعود لاهتمام الفرد بنفسه، ويعود أيضاً للتعليم في المرحلة الأولى، فلو أتقن الأساسيات منذ البداية سيكون الموضوع أسهل عليه».

فيما يرى الطالب نوح الجيدة أن الذي لا يعرف قيمة وعظمة وجمال اللغة العربية لن يقبل عليها، فالناس يقبلون على ما يحبون، ولا شك في أن التعلم والقراءة وتجويد القران الكريم والممارسة في الكتابة والتقديم تساهم في صقل اللغة بشكل كبير، ولكن إذا وجد الدافع الذاتي، إذا وجد الحب لهذه اللغة».

من جهتها، قالت سكينة الشيخ: «يجب أن نحاول بناء اللغة العربية في أنفسنا، ومن واجب أساتذة النحو أن يساعدوا الطلبة بالمعرفة الشاملة وعدم الاكتفاء بالأسس السابقة الضعيفة التي قام بها الطالب».

ويرى رئيس قسم اللغة العربية والإسلامية في جامعة البحرين خليفة بن عربي، بأن الحل «لابد أن يكون هناك قرار سياسي يصدر من أعلى سلطة في البلد للاهتمام باللغة العربية وبكل سياقاتها مثلما يتم الاهتمام باللغة الإنجليزية وتوفير المناخات المناسبة للتدريس والمختبرات، ويجب أن يكون الكتاب المدرسي محدثاً ومطوراً ويتغير كل فترة».

بينما يرى استاذ اللغة العربية في جامعة البحرين سيدعيسى سيدجواد الوداعي «لابد من تغيير الكتاب المدرسي من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الاعدادية، حيث انها لم تتغير منذ 25 سنة، وبحاجة إلى استشارة متخصصين من الجامعة وتوفير مناهج صحيحة، وتوفير أساتذة أكفاء، ويحتاجون إلى إعادة تأهيل كل 5 سنوات وربطهم بالجامعة وأساتذتها، وتطبيق المادة الثانية من الدستور البحريني التي تنص على أن تكون اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلد».

العدد 5025 - الخميس 09 يونيو 2016م الموافق 04 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 4:57 ص

      اتذكر لما كنت في الابتدائي كنت اموت في اسمه قراءة، وقت الفسحة في المدرسة كله اقضيه في المكتبة واخذ كتب واقراهم وكل يوم على عالمنوال حتى صديقاتي صارو نفسي. لكن اول مادخلت الإعدادي رحت للمكتبة على اساس استمر بعادتي الا يقولون لي ممنوع القعدة في المكتبة في الفسحة مسموح بس الاستعارة! خذيت بطاقة استعارة وصرت استعير لكن الموضوع ماصار نفس قبل. وبالتدريج توقفت عن الذهاب للمكتبة اصلا وتوقفت عن القراءة. والحين لما احاول اقرا كتب الاقي صعوبة وعدم استمتاع واتملل بسرعة.

    • زائر 2 | 8:56 م

      اوافق الراي، اللغة العربية اصبحت مهمشة وقلما يتم استخدامها في الحياة الجامعية فما بالك بالعامة. كما اني ارى ان الخلل يبدا في المدارس فمناهج التعليم لا تحبب الطالب في اللغة. كما وان مرافق المدرسة كالمكتبة وغيرها لا تقوم بتعزيز القراءة وانا ارى ان القراءة اساس تعلم اللغة نفسها. وعلبع يجب مراجعة طريقة تدريس اللغة العربية في المدارس.

    • زائر 1 | 5:29 ص

      هم يعرفون وين الخلل .. لكن يضللون الناس عن الواقع .. المفروض تسألون دكتور متقاعد من المهنة لكي يستطيع الكشف عن الخطوط الحمراء ..

اقرأ ايضاً