أعربت الأمم المتحدة عن القلق البالغ إزاء الأزمة الإنسانية في الفلوجة، فيما فر أكثر من عشرين ألف شخص من المدينة والمناطق المحيطة بها منذ الثاني والعشرين من مايو/ أيار.
وزارت منسقة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في العراق، ليز غراندي عامرية الفلوجة بشرق محافظة الأنبار والتقت عدداً من الأشخاص الذين تمكنوا من الوصول إلى الأمان، حسبما نقل الموقع الإلكتروني لإذاعة الأمم المتحدة.
وقالت غراندي "تحدثنا مع أسر خاطرت بحياتها للهروب من الفلوجة. إن قصصهم تفطر القلب، لقد سار الكثيرون لعدة أيام للوصول إلى الأمان، وتعرضوا لإطلاق النيران، وغرق بعض الأشخاص أثناء محاولتهم عبور النهر، ومازال الآلاف محاصرين في وسط المدينة".
ويتم تنفيذ عملية إنسانية واسعة لدعم النازحين من الفلوجة، وقالت غراندي إن الجهود تبذل لمساعدتهم بمجرد وصولهم إلى المخيمات التي أنشأتها الحكومة. وأشارت إلى أن الوكالات الإنسانية تقوم بدورها أيضاً.
وتدير منظمة الصحة العالمية عيادات متنقلة، كما أقامت مراكز للرعاية الصحية الأولية في المخيمات. وقدمت المفوضية السامية لشئون اللاجئين آلاف الخيام، وتقوم بشكل سريع بإنشاء مخيمين للتخفيف من اكتظاظ النازحين.
كما يتم تقديم اللقاحات المنقذة للحياة للأطفال الذين لم يتلقوا أية تحصينات منذ سنين. ويوفر الأخصائيون الاجتماعيون والفرق المتنقلة الدعم النفسي والاجتماعي للنساء والأطفال، بمن فيهن ضحايا العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس.
وقالت ليز غراندي إن العاملين في المجال الإنساني يعملون على مدار الساعة لتوفير المساعدة، ولكنها شددت على ضرورة فعل المزيد لضمان توفير المأوى والرعاية الصحية والغذاء والماء للأسر.
وأضافت "يقول لنا الناس إن هناك عشرات آلاف المدنيين مازالوا محاصرين داخل الفلوجة. نحن قلقون للغاية على سلامتهم، وندعو جميع أطراف الصراع إلى فعل كل ما يمكن لحماية المدنيين".
وكانت الأمم المتحدة وشركاؤها قد طلبوا توفير 861 مليون دولار في العام 2016 لتوفير الإغاثة الطارئة لسبعة ملايين وثلاثمئة ألف عراقي مستضعف.
وأشارت غراندي إلى تلقي نحو مئتين وستين مليون دولار فقط من هذا المبلغ المطلوب، وقالت "إننا نستخدم كل الموارد المتاحة، ولكن التمويل آخذ في النفاد. لقد استثمر المجتمع الدولي الكثير في المجال العسكري لهزيمة داعش، ونحن بحاجة إلى فعل المزيد لمساعدة الضحايا. لا يمكننا أن نخذل أولئك الناس".