جدد السفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري اسـتغرابه مضمون مواقف وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق وكلامه «الذي لا مبرر له على الإطلاق» ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الخميس (9 يونيو / حزيران 2016).
وعن اللقاء الذي جمعه بالمشنوق مساء الأحد الماضي، رفض عسيري في حديث الى مجلة «الاقتصاد والأعمال» الكشف عن تفاصيله مكتفياً بالقول: «شرح الوزير وجهة نظره، لكنها ليست للنشر، وسأنقلها إلى المسئولين في المملكة». وعن تأثير مواقف المشنوق في علاقة المملكة العربية السعودية بالرئيس سعد الحريري، قال عسيري: «أكد الوزير المشنوق شخصياً خلال لقائي به أن كلامه يمثله شخصياً ولا علاقة للرئيس الحريري به». وهل حصل اتصال بينه وبين الحريري، قال: «الحريري مسافر، ولكن من الواضح من خلال بيانات تيار المستقبل أن لا علاقة له بالأمر، وهذا ما أكده لي الوزير المشنوق في أي حال».
ودعا عسيري «اللبنانيين إلى أن يركزوا اهتمامهم على حل مشاكل بلدهم، وليتركوا السعودية في حالها. فلا يجوز أن يجعلوا من المملكة شماعة لأخطاء ترتكب بحق لبنان من لبنانيين». وشدد على أن المملكة «لا تسمح لنفسها بالدخول في الخلافات الداخلية بين القوى السياسية اللبنانية». وعن غياب الوزير المستقيل أشرف ريفي عن العشاء الجامع الذي أقامه في منزله الشهر الماضي، أوضح عسيري «أن ريفي وزوجته وعدداً من الشخصيات اللبنانية كانوا ضيوفه في منزله قبل أيام من العشاء». وقال: «إذا كان أحدهم لا يرغب في مقابلة شخص آخر على العشاء، فليس علينا أن نحرجه ولا أن نحرج الشخص الآخر». ونفى عسيري أن يكون عشاء اليرزة الذي حضره النائب ميشال عون، مؤشراً إلى توجه معين لدى السعودية في ما خص الانتخابات الرئاسية، وقال: « المملكة لم ولن تتدخل في اختيار الرئيس اللبناني، لأن هذا الأمر من حق اللبنانيين وواجبهم وحدهم».
وعن كلام حول فيتوات سعودية في وجه مرشح رئاسي أو آخر، وحول ضوء أحمر أو أصفر أو أخضر لهذا أو ذاك، أوضح عسيري أن «أهم أهداف عشاء اليرزة الذي جمع كل القيادات حول الطاولة في البيت السعودي كان التأكيد أن المملكة على مسافة واحدة من الجميع».
وعما إذا كان الحريري الذي كان يوصف برجل السعودية الأول في لبنان أصبح واحداً بين متساوين؟ أجاب عسيري: « الرئيس سعد الحريري من القيادات اللبنانية المؤثرة في الساحة السياسية، ونحن دائماً نعبّر من خلال القنوات الرسمية، من رئيس الجمهورية ورؤساء مجلس الوزراء سواء كان الرئيس تمام سلام أم الرئيس سعد الحريري أم الرئيس فؤاد السنيورة أم الرئيس نجيب ميقاتي، عن حرص المملكة على علاقة جيدة مع لبنان». وأضاف قائلاً: «نشجع كل الفرقاء على التكاتف والتحاور لإنقاذ هذا البلد من الفراغ الرئاسي، فينتظم عمل المؤسسات وتستعيد الدولة قدراتها». وعن المساعدات العسكرية وهبة الـ 4 بلايين دولار، أكد عسيري أنها «ألغيت وطويت صفحتها». وكان عسيري زار أمس، الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي وتركز البحث على «الأوضاع في المنطقة والعلاقات بين لبنان والمملكة».