تضمّنت مذكرات فرح بهلوي، مجموعة صور عائلية، وأخرى سياسية، تعكس العلاقات التي نسجها نظام الشاه مع كبار ساسة الدول في العالم.
كان نظام الشاه مدللاً، من الشرق والغرب، وفي زيارتها للصين، تصف طريقة الاستقبال الضخمة: «وسرعان ما أدركتُ أن المدينة بأكملها تمت تعبئتها من أجلنا، حيث امتدت الحشود لمسافة كيلومترات». وقال لها الصينيون إن هو شي منّه (الزعيم الثوري الفيتنامي) هو الوحيد الذي حظي بمثل هذا الاستقبال. وقد اختارها الشاه لـ»مهمة عودة العلاقات مع الصين»، وسبقتها في هذه المهمة أخته التوأم (أشرف) في 1970، التي كانت - للمفارقة - تشغل رئاسة لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان!
زارت فرح الاتحاد السوفياتي كثيراً، ونُظمت لها زيارات للمعالم السياحية، وحين زارت قصور القياصرة، سألت نفسها: «إذا حدث أن طُردنا من إيران ذات يوم، هل سيتجوّل الناس في غرف نومنا كما يفعلون هنا؟». وتحقّق هاجسها المتشائم لاحقاً بعدما تقلب بهم الزمان: «لقد فتحت السلطات الإسلامية أمام العامة مقار الإقامة التي عشنا فيها كأسرة، بالذات قصري سعدأباد ونياوران».
في مطلع الستينات، اقترح أحد المستشارين المتزلفين على الشاه الاحتفال بكورش الكبير، فرفض الفكرة، لكنه عاد إليها بعد عشر سنوات، وعهد إلى زوجته في (أكتوبر 1971) رئاسة اللجنة المنظمة للاحتفالات... «فعلينا أن نمضي يداً بيد، لإثبات أن العصر الذي نحياه الآن هو عصر بهلوي، فترة البعث للحضارة الإيرانية». وأقيمت الاحتفالات في الصحراء في عاصمة الأخمينيين الأولى، (60 كم من شيراز)، واستنزفت من الخزانة العامة الكثير، ما أثارت نقمة الشعب، الذي كانت تتزايد فيه نسبة الفقراء. وبدأت الصحف الغربية تنتقد هذا الإنفاق السفيه، وكانت الملكة تردّ: «من يستطيع أن يدرك المكتسبات التي تدفقت من المهرجان خاصةً بالنسبة للتنمية السياحية... وما حصلنا عليه في العلاقات العامة من حملة صحافية مجانية ضخمة»!
وقف الشاه يومها أمام قبر كورش يخاطبه مبجّلاً، بصوت يتهدج من الانفعال (كما تقول): «إليك يا كورش الملك العظيم، ملك الملوك، امبراطور الأخمينيين عاهل أرض إيران، أقدّّم أنا شاهنشاه إيران، تحياتي وتحيات أمتنا... جئنا هنا لنقدّم لك الامتنان العظيم من جميع الشعب أيها البطل الخالد في التاريخ، مؤسس أقدم امبراطورية في العالم والمحرّر العظيم والابن البار للإنسانية». تصرّف «كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد»، وبذخ فاحش، ونزعةٌ أثارت غضب الكثيرين، باعتبارها نكوصاً لما قبل الإسلام.
في منتصف السبعينات، بدأت دمدمة الاستياء تدوّي في البلاد، حيث تجلت ملامحه في مسح اقتصادي أمر الشاه مجموعةً أكاديمية بإجرائه، وترأسها الأستاذ الجامعي (ومدير مكتب فرح) هوشانغ نهاوندي، واستغرق 6 أشهر. بدأ القصر يتحسّس اتجاه الريح، لكنه في (21 مارس 1975)، «احتفلنا بالعيد الخمسين على قيام أسرة بهلوي الملكية، يومها شعرت أن شيئاً تغيّر بين الشعب والحكم». وبدأت الامبراطورة تلاحظ «برود العلاقة مع الناس، وتنحّيهم عنا، ونستشعر عدوانيتهم وانقطع الحوار معهم، وهو ما كان مقلقاً للغاية. وكنت أعود إلى القصر لأحاول بصورة يائسة إيجاد سبل لاستعادة الثقة». وبدأت المظاهرات في المدن، فقوبلت بالنار، ومع كل ازدياد للعنف يردد الشاه: «لماذا يفعلون ذلك»؟، كأنه يعيش في عالم آخر.
في (يناير 1979)، غادر الشاه البلاد، وترك الأمور لجنرالات الجيش ليحسموا الأمر، على أمل أن يعود ثانيةً، كما حدث حين أعاده الأميركيون للسلطة بعد الإطاحة بمصدق في الخمسينات. واختار شاهبور بختيار رئيساً للوزراء (وهو شخصية معارضة قديمة من قبيلة زوجته)، لكن كان الوقت متأخراً جدّاً. ففي تاسوعاء وعاشوراء، احتل المتظاهرون العاصمة، «وظلّت الحشود تهتف بسقوط الشاه، وسمعنا لأول مرةٍ مطالب المتمردين بإقامة جمهورية إسلامية».
الخروج المؤقت أصبح رحلة بلا عودة، بدأت بأسوان حيث استقبلهم صديقه المخلص السادات، ومنها إلى المغرب فالبهاما والمكسيك والولايات المتحدة وبنما، حتى عاد إلى القاهرة ليسلم الروح بأحد مستشفياتها بعد أن هدّه المرض.
لقد كانت للشاه علاقات مع معظم بلدان العالم، «والآن يديرون جميعهم ظهورهم لنا». وبعد توسط شخصي من كيسنجر، استقبلتهم المكسيك بصعوبة، وبعد عشرين عاماً من حياة القصور، «وجدنا أخيراً فيللا مهجورةً في موقع معزول، وكانت رطبةً ويغطّيها العفن الفطري، وصُدِمت عندما وجدت عقارب على الجدران». كانت تلك الفيلل الملجأ الوحيد لهم في الأرض، «وأحزنني على نحو لا يوصف، رؤية الرجل (الشاه) ينحدر به الحال فجأةً إلى المقارنة بين المطابخ والبحث بين الدواليب أو يطلب منه شخصٌ الانتظار»، أثناء شراء الأثاث الجديد للفيلل القديمة. حتى العثور على مدارس لأبنائهم الأربعة أصبحت محنةً، حيث تقبلهم المدرسة في البداية ثم تتراجع عن قرارها؛ لأنهم «غير مرغوب فيهم»... و»تملكنا شعورٌ بأننا صرنا منبوذين في أعين العالم جميعاً بما في ذلك البلدان ذات الأنظمة الرجعية مثل جنوب إفريقيا».
هذه العائلة التي حكمت إيران بقبضةٍ من نارٍ 54 عاماً، واتخذت شعاراً لها: «الأسد والسيف»، وسحق الشاه الابن معارضيه وشتّت شملهم، انتهت إلى شتات، فالابنة الأصغر ليلى، توفيت في 2001 وهي في الثلاثين، في شقة بلندن بسبب تعاطي المخدرات، وأخوها الأوسط علي رضا انتحر كمداً، وهذه الفتاة المجهولة التي سُمّي باسمها ساحل إحدى الجزر الفرنسية أيام العز، وابتكرت لها إحدى دور التجميل الفرنسية تسريحة خاصة عرفت بتسريحة فرح ديبا، كتبت تقول: «أية اضطرابات درامية يخبّئها لنا التاريخ».
زوجة الشاه، دعاها صديق إيراني لحفلة سمر بالمنفى، وكان يعلّق صورتها في حجرة المعيشة، فسأله ضيفٌ كان يعمل مديراً عامّاً لشركة: مَنْ هذه الفتاة بالصورة؟ فقال: إنها ملكتنا. فردّ ضيفه الأميركي الساذج مندهشاً: زوجة خوميني؟
كان امبراطواراً تخضع له رقاب الرجال، ويقبّل جنرالات الجيش حذاءه، وتسعى الدول الكبرى لرضاه، انتهى منفيّاً شريداً، تخلى عنه حلفاؤه الأميركان الديمقراطيون، ورفضوا منحه اللجوء السياسي. والأسرة التي حلم مؤسسها رضا خان بالبقاء ألف عام، لم تعمّر لأكثر من 55 عاماً، فسقطت وتهاوت مثل جُرُفٍ هارٍ... نتيجة الظلم والاستبداد والطغيان.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 5024 - الأربعاء 08 يونيو 2016م الموافق 03 رمضان 1437هـ
الفال للباقي
والله وثم والله لولا السيد القائد وحكمته شان امريكا واليهود سيطرو على الشرق الاوسط لاكن الله هزم اليهود وامريكا ببركة السيد القائد الي بعض الووف الناس يعرف قدره لانهم تسسمو من الجرايد المصلحشيه الي تبث السمووم ضد ايران والقائد السيد حفضه الله
زائر 32 المشانق الي تتكلم عنها والي الجرايد الحاقده على ايران اصدقها انه راح اقولك عن المشانق انهم مروجون المخدرات عرفت الحين سبب المشانق ايران تحكم بعدل الله ولاتظلم احد وروح شوف الحريه فى ايران واسئل العمانيين عن ايران وراح اجيك الجواب اللهم احفض ايران الاسلاميه واحفض السيد الخمنائى
زائر40 ايران اسوى حالا كيف حكمت ذالك تعرف انه ايران امن دولة فى العالم وتعرف ان ايران البلد الوحيد الى قاوم الحصار واشتغل على البلد عدل روح شوف ايران كل الشعب يعمل بحريه والاقتصاد مالهم فى العلالى.. ايران ستبقى شماعة اليكم لاكن الله ناصرها
يقول الله سبحانه وما ظلمنهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون فهل يتعظ الباقون ام لا نرى لانسمع لا نشو ف
مقال رائع يستحق القراءه.
بارك الله جهدكم سيدنا الكريم أيها الكاتب المبدع
ابداع
شكرا لك أستاذ قاسم .. مقال جميل
عظمة ايران ومكانة شعب ايران في المنطقة وفي العالم زالت و هوت مع زوال الشاه ونظامه
و الآن ايران وشعبها أسوء حالا بكثير جدا عن ذاك العهد واعتقد انهم نادمون على الثورة على الشاه وخسرانهم للكثير من الحياة المدنية المتحضرة والراقية كما تراجعت ايران في شتى المجالات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا و...الخ
أين بريطانيا العظمى؟ المملكة التي لا تغيب الشمس عن حدودها. تركت كل الحدود والمستعمرات ليس لضعفها عسكرياً انما لعدم مقدرة المملكة العظمى دفع رواتب الجنود
مقال جميل ولكن هل من متعظ ؟
يهلك ملوكا ويستخلف اخرين.
يا سلام عليك يا استاذ قاسم ادا كان فثرة حكم الشاه بالنار والحديد فبماذا تسمي حكم طهران الآن آعتقد اشد من النار والحديد والمشانق وشكرا
تعليقك في الصميم...!!!
أمريكا ليست إله .. إرادة الله هي الحاكمة في الكون .. وقد اخلص الشعب الإيراني لله ولوطنهم فقدموا الشهداء والتضحيات فنصرهم الله على أمريكا وعميلها
لا تأمن العيش في أرضً ستهجرها،أن السنين وأن طالت قصيرات. تبني القصور بدار لا مقام بها ، أين الذين بنوا بل أين الحضارات. أين القلاع التي طالت أسوارها،أين الملوك وأولاد الأميرات. أسل الديار واسل من كان يسكنها،هل طاب عيش والمصير ممات.
كان وضعهم
كان وضعهم الاقتصادية والاجتماعية وايد أفضل من الحين كما قال وزير الاقتصاد الحالي
علي طيب نيا
وأقول بل اقتصادم الافضل في الشرق الاوسط و آسيا إبان حكم الشاه
شكرا لك أستاذ قاسم
سبحان المذل المعز
أعظم ثوره في التاريخ
الثوره الإسلاميه الإيرانيه هي أعظم ثوره في التاريخ ، هي ثوره حولت إيران من نظام شاهنشاه الملكي الفاسد إلى جمهوريه إسلاميه عن طريق الإستفتاء ،، آية الله أو الإمام كما هو معروف في إيران (روح الله الخميني )قدس سره مؤسس هذه الجمهوريه الإسلاميه الداعمه للمظلومين والمحرومين.
النظام الجائر لا يدوم مهما علا بطشه وطال زمانه. مقال جميل كونه سرد تاريخي و واقعي. الغريب في البعض حين يصر على ان لا يقرأ فهؤلاء لايمكن علاجهم.
وتستمر عجلة التاريخ بالدوران فيعيد التاريخ نفسه و لكن هل من متعظ؟
اخترت يا سيد موضوعاً سيثير حنق الكارهين للنظام الحاكم حاليأ في طهران الذين عن غير قصد سيكتبون ما يدينهم، فاذا قلنا ان ما حدث في ايران عام 1979 مؤامرة امريكية و لو كانت امريكا تريد الشاة لحمته فالامر ينطبق على الوضع في المنطقة حالياً و اللبيب بالاشارة يفهم!! النظام في ايران ليس نظام مثالي و فيه الكثير من السلبيات و يوجد تذمر شعبي هناك من بعض السياسات و هذا شأن الايرانيين و ليس نحن فمن يريد ان يعلق عليه ان ينظر لوضع بلدة و محيطة اولاً و لا يطلق توصيفات هي ممارسات في الارض التي يعيش فيها!!
السلبيات والايجابيات يوجد هم في زمن الشاه وهم الآن لكن مادام هناك خط اسلام يمشون عليه فلا بديل له لان الاسلام يعلى ولا يعلو عليه ...ولا ...يستطيع وقوف امام ارادة الله اذا اراد التغيير بقوم ودوله فقط يهيئ الاسباب
احسنت .فهل من متعظ؟
وأخيرا نجحت المؤامرة الأمريكية بتمكين الخ.... من السلطه وانشغل المسلمون من وقتها بصراع طائفي مذهبي أتت علي الأخضر و اليابس
ونعم بالله
...
من يعتقد أن الثورة الإيرانية هي من اسقطت الشاة فهو على خطأ امريكا هي من تخلت عنه ولو كانت تريده لم يستطيع احد للوصول الى الكرسي وامريكا تختار من الانسب لخدمتها وما ان ينتهى دوره تتخلى عنه وتبحث عن البديل الذي يخدم مصالها هذي هي الحقيقة
من قال امريكا اسقطت الشاه قد يكون في كلامك قليل من الصحة وتخلت عن الشاه بس ما اسقطت الشاه لان امريكا مو من السذاجة ان تجعل اي دولة تنهج الفكر الاسلامي لكن ارادة الشعب تغلبت على كل عائق امريكا ما كان في فكرها ان يوم من الايام ستكون اكبر حلفائها والدولة العظمي الفارسية وتصبح اسلامية لكن القدر اراد ذلك
الله يهديك وايد مستعجل اي دولة عظمي فارسية
ههههههه الحمد لله ولشكر من قال لك مستعجل ايران في عهد الشاه كانت حليف كبير لامريكا وبريطانيا اذا ما تدري روح اقرا التاريخ عدل وكانت امريكا حاطة ايران بمصافي الدول العظمي صدق يمكن ما لها قرار مثلا في الامم المتحدة والسياسية بس كانت ند لامريكا وحتى دول الخليج روح طالع عدل وشي ثاني ايران سابقا اذا يعني تذكر من ايام المدارس كانت تسمى دولة فارس والغرب تسمى الروم ههههه قال ويش استعجلت روح افتح لك جم كتاب بتعرف عن شنو نتكلم احسن مو تجي تكتب حجي ما تعرف انك كتبته اصلا
ي
هل من معتبر ؟!!
هل صحيح ان نظام الشاه أقل فساداً من نظام ال..
الله يهديك اذا اردت ان تتحدث عن التاريخ لا تختار ما يناسبك فقط لانه قبل المنفى تم نهب الثكنات العسكرية وتوزيع السلاح على ميليشيات أهلية ولم تذكر الاعدامات الميدانية خاصة في كردستان والأهواز
..وشي طبيعي اذا شخص بغى يقتلني بحاول ارد عليه فعله والا لو احد بيجي يعتدي على ابوك وامك او زوجتك بتصفق اليه وبتهلل
\nيا عمي كانت هناك ثورة قتل فيها الالاف الالاف من الشعب والجنود والشاه ما قصر في الشعب قتل فيهم مقتلة هل تبغيهم يقعدون يطالعون القتل فيهم وما يردون شنو هالامراض النفسية الي نسمعها ..
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
كم كنت أودّ ان اصدق. كل أخطاؤنا نعلقها علي الله. نجد الآيات و الأحاديث لنقول بانه القدر. اذا كان الله هو من يقوم بكل هذا اذن لا داعٍ للعبادة. لان القرار الاول و الأخير بيده و ليس للعباد في القرار اي امر.
كل شي يحدث في هذه الحياة مكتوب ومعلوم عند رب العالمين، فلا تقعد تخربط في الكلام وتتمادى يا (مسلم).