العدد 5024 - الأربعاء 08 يونيو 2016م الموافق 03 رمضان 1437هـ

هيلاري كلينتون تخوض معركة حياتها ضد ترامب

المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون - afp
المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون - afp

دعت الديمقراطية هيلاري كلينتون الأميركيين إلى أن يكتبوا معها صفحة جديدة من تاريخ الولايات المتحدة عبر انتخابها رئيسة للبلاد في نوفمبر/ تشرين الثاني معبرة عن رفضها رسالة «الحقد» التي يوجهها الجمهوري، دونالد ترامب.

وبعد ثماني سنوات تماماً على هزيمتها أمام باراك أوباما، أعلنت المرشحة البالغة من العمر 68 عاماً فوزها في الانتخابات التمهيدية المضنية أمام سناتور فيرمونت بيرني ساندرز.

وبعد سلسلة جديدة من عمليات الاقتراع، أصبح لديها ما يكفي من أصوات المندوبين لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي رسمياً في فيلادلفيا في نهاية يوليو/ تموز.

وقد فازت خصوصاً في كاليفورنيا، الولاية الأكبر ضمن اقتراع «الثلثاء الكبير» في ختام منافسة شديدة. وهذا الفوز يعتبر رمزياً ويرتقب أن يزيد الضغط على منافسها لكي ينسحب من السباق.

لكن بيرني ساندرز وعد بمواصلة «الثورة السياسية» حتى نهاية الانتخابات التمهيدية الثلثاء المقبل في ولاية واشنطن. لكنه ترك الباب مفتوحاً أمام الانسحاب بتأكيده أن أولويته هي معركة الأفكار ومنع دونالد ترامب من الوصول إلى الرئاسة.

ومدت الديمقراطية اليد إلى ملايين من أنصار الاشتراكي ساندرز وهم عموماً من فئة الشباب واحتفلت بفوزها خلال أمسية طويلة في نيويورك.

وأكدت أنه انتصار «تاريخي» تحققه امرأة ومنعطف للولايات المتحدة التي تعاقب على رئاستها 44 رئيساً من الذكور مؤكدة تأييدها للمساواة بين الجنسين وحقوق الأقليات.

وقالت «لا تدعوا أحداً يقول لكم إن أميركا غير قادرة على القيام بأمور عظيمة»، مضيفة «أستفيد من فرصة هذه السهرة والأيام المقبلة لكي اؤكد التاريخ الذي نكتبه هنا» وذلك بعد 16 عاماً على مغادرة زوجها بيل كلينتون البيت الأبيض.

والحملة التي تبدأ الآن غير مسبوقة، لأنها أولاً تجرى بين امرأة ورجل أعمال لا يحظى بخبرة سياسية، ولكن أيضاً لأن المرشحين يثيران انقساماً في الولايات المتحدة أكبر من أي وقت مضى.

وفي هذا السباق على تعزيز مستويات الشعبية، تريد كلينتون أن تطبع في أذهان الأميركيين صورة عن ترامب بأنه رجل متهور وطائفي.

وقالت «هذه الانتخابات لن تكون شبيهة بأي من المعارك القديمة بين الجمهوريين والديمقراطيين» مضيفة «هذه الانتخابات مختلفة لأن هوية بلادنا على المحك».

وعنونت الصحف الصادرة أمس (الأربعاء) على إنجاز كلينتون وبينها صحيفة «نيويورك بوست» التي كتبت على صفحتها الأولى «السيدة الأولى».

وبذلك تكون كلينتون حققت 33 انتصاراً على منافسها ساندرز ونالت أصوات 2740 مندوباً بينهم 572 من كبار الناخبين في مؤتمر الحزب المرتقب في فيلادلفيا في يوليو.

ويكون صوت لها 15,9 مليون ناخب.

معركة قوية

بالنسبة لدونالد ترامب فإن نقطة ضعف هيلاري كلينتون هي سلسلة القضايا التي طالتها من تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) حول استخدام بريدها الخاص حين كانت وزيرة خارجية (2009-2013) والتمويل الخارجي للمؤسسة التي أسسها زوجها بيل.

وقال الثلثاء إن «الزوجين كلينتون أصبحا خبيرين في فن الإثراء الشخصي»، في إشارة إلى تمويلات مؤسسة كلينتون.

وعلى غير عادته، قرأ رجل الأعمال خطاباً مكتوباً وهو أمر سخر منه باستمرار. ويبدو أن ترامب يريد إعادة ترتيب حملته بعد أيام من الجدل داخل المعسكر الجمهوري.

فقد دان مسئولون جمهوريون تصريحاته عن حياد قاض فيدرالي يتحدر من أميركا اللاتينية. وعبر رئيس مجلس النواب بول راين عن أسفه لهذه التصريحات «العنصرية».

ورد ترامب الثلثاء معتبراً أن تعليقاته «فسرت خطأ على أنها هجوم علني على أشخاص من أصل مكسيكي». وأكد في بيان «إنني صديق ورب عمل لآلاف من أصل مكسيكي أو ناطقين بالإسبانية».

وشدد على ما يعتبره قرارات «جائرة» و»خاطئة» صدرت عن القاضي كورييل في ملف «جامعة ترامب» وعلى علاقاته مع «بعض المنظمات المهنية»، معتبراً أن التساؤل عن «حياد» القاضي أمر «مبرر».

لكن تصريحات ترامب لم تجلب الهدوء بل أدت إلى ردود فعل جديدة تعبر عن الاستياء.

وقال المرشح الجمهوري السابق جيب بوش «على دونالد ترامب سحب تعليقاته لا الدفاع عنها»، مؤكداً أن «لا مكان للعنصرية في الحزب الجمهوري في هذا البلد».

وقال الخبير السياسي في معهد «أميركان إنتربرايز»، نورمان اورنشتاين لوكالة «فرانس برس»: «كلينتون لديها معرفة وثيقة بملفات وبرنامج مفصل لكن بما أن ترامب ليس لديه برنامج، فإنه لا أحد يركز على الاختلاف بينهما. كما أن المرشحين يثيران الريبة أكثر من الثقة» لذلك فإن السباق سيتركز على خلاف بين شخصيتين ولن يكون معركة حول الجوهر مثل الاقتصاد أو السياسة الخارجية.

وتقوم استراتيجية معسكر كلينتون على استغلال الجدل الذي يثيره ترامب لإلقاء الضوء على خبرة هيلاري كلينتون وقيمها.

وقال المستشار الإعلامي السابق لدى الجمهوري جيب بوش، تيم ميلر الذي لم يكمل السباق الرئاسي «لا يمكن لأحد أن ينافس ترامب في حدة الكلام» مضيفاً «من المؤكد أنها ستخسر في حال خاضت معركة غير نظيفة».

وأوضح لوكالة «فرانس برس» أنه سيكون على ترامب العمل لتشجيع مشاركة الناخبين السود والمتحدرين من دول أميركا اللاتينية والشباب.

وسبق أن وجهت كلينتون إشارات الأسبوع الماضي في سان دييغو حول حملتها ضد ترامب حيث انتقدت عدم تماسك خطابه مركزة على المصداقية التي تحظى بها هي على الساحة السياسية الخارجية.

وحتى الآن نالت الديمقراطية 44 في المئة من نوايا الأصوات مقابل 42 في المئة لدونالد ترامب.

وتوقع الرئيس السابق للحزب الديمقراطي، هاورد دين الذي كان مرشحاً للانتخابات التمهيدية في 2004 لوكالة «فرانس برس» إنه «في حال واصلت كلينتون حملتها كما فعلت في سان دييغو، فسينتهي أمر ترامب».

وخصصت كلينتون جزءاً كبيراً من خطابها الذي استغرق حوالى عشرين دقيقة الثلثاء لتحدي خصمها الجمهوري وقالت «عندما يقول دونالد ترامب إن قاضياً مميزاً في انديانا لا يمكنه القيام بمهامه بسبب أصوله المكسيكية أو يسخر من صحافي مصاب بإعاقة أو يصف النساء بالخنازير، فهذا أبعد بكثير مما كنا نتصوره»، بينما كان مؤيدوها يعبرون عن غضبهم.

وأضافت «نعتقد أن التعاون أفضل من النزاع والوحدة أفضل من الانقسام والانفتاح أفضل من الكراهية (...) الجسور أفضل من الجدران»، ملمحة بذلك إلى الجدار الذي قال ترامب إنه يريد بناءه على الحدود مع المكسيك.

العدد 5024 - الأربعاء 08 يونيو 2016م الموافق 03 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 9:43 م

      الله يوفقك ان شاء الله على الاقل اذا فازت اخبار امريكا بتغيير يوميا بونشوف هل الوجه الطيب و المنور بدل الوجوه اللي مافيها حلاوة

اقرأ ايضاً