العدد 5024 - الأربعاء 08 يونيو 2016م الموافق 03 رمضان 1437هـ

الدراسة في كوريا... لماذا؟

مديرة مكتب الشئون الدولية في جامعة هانيانغ، يوني كانغ
مديرة مكتب الشئون الدولية في جامعة هانيانغ، يوني كانغ

اللقاء مع المؤلف الموسيقي حسن الحجيري، وحقيقة تمكُّنه من الحصول على فرصة رائعة للحصول على شهادة الدكتوراه في مجال تخصُّص نادر في كوريا، يُعد أمراً مشجِّعاً لكثير من الطلبة؛ سواء من الخريجين أو حملة الشهادات، على الالتحاق بالجامعات الكورية، أضف إلى ذلك فإن لقاء آخر جمعني بمديرة مكتب الشئون الدولية في جامعة هانيانغ، يوني كانغ، كشف العديد من مزايا الدراسة في كوريا، وشجَّعني على كتابة هذا التقرير الموجز.

وبالمناسبة، فإن جامعة هانيانغ تحتل المركز الثالث على قائمة أفضل الجامعات الكورية التي تجتذب الطلبة من جميع أنحاء العالم، فيما يبلغ تصنيفها العالمي 193 على قائمة تتكوَّن من 2050 جامعة. ومن حيث عدد الطلبة المنتسبين إليها من خارج كوريا، تحتل الجامعة المركز الأول بين الجامعات الكورية. وتضم الجامعة عدداً لا بأس به من الطلبة الأجانب، يصل إلى سبعة آلاف طالب سنوياً، يأتي عدد منهم من دول خليجية مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات.

ويتوزّع هؤلاء الطلبة على مختلف البرامج؛ إذ يسعى بعضهم للحصول على شهادة البكالوريوس، فيما يلتحق آخرون ببرامج الماجستير بالإضافة إلى طلبة الدكتوراه. كذلك يأتي بعض الطلبة ضمن برامج التبادل الجامعي كما يلتحق آخرون ببرامج اللغة الكورية.

تقول كانغ، إن جميع برامج الجامعة مفتوحة للطلبة من خارج كوريا باستثناء برامج الطب والتمريض. وتضيف بأن لغة الدراسة كورية بشكل أساسي «ولكن لدينا أكثر من ألف مادة نقدمها باللغة الانجليزية، وتصل نسبة اللغة الانجليزية في المواد إلى 30 في المئة وهي أعلى في البرامج ذات الشهادات المتقدمة».

وتشير إلى أن عدد الطلبة المنتسبين لجامعة هانيانغ من منطقة الخليج يصل إلى 200 طالب من السعودية والإمارات، وهؤلاء يلتحقون ببرامج هندسة الكمبيوتر والهندسة الكهربائية والالكترونية والهندسة الكيميائية.

وما جعل الجامعة شهيرة للطلبة الخليجيين، بحسب كانغ، هو وجود طلبة متفوقين من خريجي الجامعة من جميع أنحاء العالم بالإضافة إلى تعاون الجامعة مع عدد لا بأس به من الجامعات العالمية.

كذلك تشجِّع الخدمات الداعمة للطلبة التي تقدمها الجامعة كثيراً من الطلبة الأجانب على الالتحاق بهذه الجامعة ومن بين تلك الخدمات «توفير بيئة صديقة للطلبة الأجانب؛ وخصوصاً المسلمين منهم وذلك عبر توفير مطعم حلال بالإضافة إلى تخصيص أماكن للصلاة، وسكن منفصل للطلبة المسلمين».

بالإضافة إلى ذلك، تفيد كانغ «لدينا برامج للمنح الدراسية للطلبة في صورة منحة كاملة، أو منح مختلفة يحصل عليها الطالب بناء على إنجازه الأكاديمي أو بعد إتقانه اللغة الكورية».

وعموماً، تشير كانغ إلى أن عامل الجذب الأول للطلبة الأجانب للدراسة في كوريا «هو اهتمامهم بالثقافة الكورية، بالإضافة إلى قوة النظام التعليمي في كوريا وقدرة مؤسساتنا التعليمية على تقديم أفضل البرامج على مستوى عالٍ مطابق للمقاييس العالمية».

وتضيف «كذلك تشجِّع قدرتنا التنافسية العالية في مجال تقنية المعلومات ووضعنا الجيد جداً في هذه المجال مقارنة بالدول الآسيوية، على الرغبة في الالتحاق بالجامعات لدينا».

وفيما عدا ذلك فإن هناك عدداً من العوامل التي لا يمكن تجاهلها حين الحديث عن التعليم في كوريا، وهي المشجِّعة على الالتحاق بالجامعات الكورية، ومن أهم هذه العوامل:

تنافسية التعليم

وفقاً لتقرير التنافسية الوطني الصادر عن مؤسسة مركز التنافسية العالمية السويسري IMD العام 2011، يبلغ تصنيف كوريا على معدل التنافسية التعليمية العالمي 29 بين 59 بلداً كانت موضوع الدراسة. في قارة آسيا، تعتبر كوريا الدولة الرابعة الأعلى في التنافسية التعليمية بعد سنغافورة وتايوان وهونغ كونغ، وهي بذلك تتفوق على اليابان والصين.

وفي مجال البحوث الدولية المقارنة للإنجازات الأكاديمية (PISA) التي تعدها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، احتلت كوريا المراتب الثلاث حتى السادسة في السنوات الأخيرة بين 65 بلداً، والمركز الأول في تقييم معرفة القراءة الرقمية.

تطور التقنية

احتلت كوريا المركز الأول من بين 152 دولة على مؤشر تطور تقنيات المعلومات والاتصالات ICT الذي أعلنه الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU). ويشتهر مجال تقنيات المعلومات والاتصال IT في كوريا بمستواه الأعلى في العالم.

ثراء ثقافي وحياة ديناميكية

كدولة تحافظ على ثقافتها وتقاليدها العريقة، تمكنت كوريا من الإبقاء على العديد من العادات والتقاليد التراثية التي لا تزال العديد من عناصرها الملموسة وغير الملموسة، حاضرة حتى اليوم في كل ركن من أركان المجتمع الكوري. كذلك فإن الموجة الكورية التي انتشرت مع ظهور الدراما الكورية، خلقت حباً وشغفاً بالثقافة واللغة الكوريتين في جميع أنحاء العالم. لذلك فإن الدراسة في كوريا تعد أمراّ جذاباً في بلد يحافظ على تقاليده من جهة، ومن جهة أخرى، يعمل على تطوير ثقافة عصرية ديناميكية، بشكل منسجم للغاية.

انخفاض الرسوم الدراسية وتكاليف المعيشة

بالمقارنة مع دول مثل أميركا وكندا وبريطانيا، فإن كلفة الدراسة والمعيشة في كوريا أقل نسبياً. ولا تفرض كوريا رسوماً إضافية على الطلاب الأجانب، كما توفر لهم العديد من برامج المنح الدراسية. وكانت الحكومة الكورية قد أعلنت تقديمها دعماً كبيراً للطلبة الأجانب ورفع القيود عنهم فيما يتعلق بالمنح الدراسية، والسكن، والوظائف ذات الدوام الجزئي، والالتحاق بالعمل بعد التخرج.

الدعم الوظيفي

يتم تنظيم معارض لتوظيف الطلبة الأجانب في كل عام وذلك لمساعدتهم على إيجاد فرص عمل في داخل كوريا، كذلك يمكن للطلبة الحصول على مثل هذه الفرص بالرجوع إلى موقع دعم توظيف الطلاب الأجانب على الانترنت (www.goldcard.or.kr)





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً