العدد 5024 - الأربعاء 08 يونيو 2016م الموافق 03 رمضان 1437هـ

حسن الحجيري: أُعجِب الأساتذة بموسيقاي فعرضوا عليَّ الانضمام لجامعتهم

يعزف الآلات التقليدية بطريقة حديثة... أول بحريني يلتحق بجامعة كورية...

حسن الحجيري
حسن الحجيري

المنامة - منصورة عبدالأمير 

تحديث: 12 مايو 2017

في شهر أبريل/ نيسان 2016، تعاون الفنان والمؤلف الموسيقي حسن الحجيري مع مجموعة من الفنانين لإعادة تقديم مجموعة من مؤلفات الموسيقي البحريني الراحل مجيد مرهون. كانت تلك فعالية «سيمفونيات الذات» التي احتضنتها الصالة الثقافية وأقامتها هيئة البحرين للثقافة والآثار على مدى يومين احتفاء بإبداعات الفنان الراحل.

الحجيري، شارك في عمل جماعي في تلك الأمسية، معيَّة مجموعة من الموسيقيين البحرينيين، لعزف سبع من مؤلفات مرهون. قدَّم نوتة مرهون عبر موسيقي تجريبية من قاموس مجيد مرهون.

لم ألتقِ حسن بناء على مشاركته تلك، بل جاء اللقاء أثناء تحضيري لملف متكامل حول زيارتي إلى كوريا الجنوبية التي قمت بها في شهر أبريل 2016 بناء على دعوة من وزارة الثقافة والرياضة والسياحة في كوريا. وجاء اختيار الحجيري باعتباره أول طالب بحرين يلتحق بجامعة كورية، بالإضافة إلى كونه طالباً بحرينياً مميزاً يحضِّر لشهادة عالية في تخصص نادر في إحدى جامعات كوريا الجنوبية.

بداية تحدَّث حسن عن مشاركته في أمسية الراحل مجيد مرهون، مشيراً إلى أن الخطوة القادمة التي يعتزم الموسيقيون المشرفون على المبادرة القيام بها، هي الخروج بفكرة للمحافظة على «نوتات» الموسيقي الراحل، مفيداً بأنه «لدينا عشرة من أعماله فقط مع أنه ألَّف أكثر من مئة عمل. وكان وضع نوتات كل عمل أوركسترا يستغرق من الراحل شهوراً عديدة، ولذا أخشى بأن تضيع هذه الأعمال ولا يعرف عنها أحد إذا لم يتم تحويلها إلى أعمال موسيقية».

حسن أكد بأنه «كمؤلف موسيقي، أجد أنه من العيب ألاَّ أكون مطلعاً وعارفاً بالأعمال الموسيقية للمؤلفين البحرينيين» كما أشار إلى أن مسئولية تقديم هذه الأعمال وإيصالها إلى الجمهور العادي تقع على عاتق الموسيقيين والمتخصصين، مفيداً بأن «الكثيرين ممن حضروا الحفلة المذكورة لم يسمعوا موسيقى مرهون قبلها، بل إنهم لم يحضروا حفلة موسيقى كلاسيكية سابقاً».

وأضاف «هذه الحفلات هي فرصة للجمهور العادي لكي يعتاد على الموسيقى الكلاسيكية التي يشعر بأنه يجب أن يقوم متخصص بتعريفها له ومنحه مدخلاً لها ليتذوقها»، مؤكداً «مع مرور الوقت وإقامة العديد من هذه الحفلات سيعتاد الناس هذه الموسيقى وقد يشجِّع ذلك الجيل الجديد على دخول مجال التأليف الموسيقي الكلاسيكي».

حسن أخبرني يومها، أنه على وشك العودة، إلى كوريا، لاستئناف دراسته في جامعة سول الوطنية حيث يكمل عامه الثالث والأخير محضِّراً لشهادة الدكتوراه في التأليف الموسيقي.

سألته لماذا اختار التأليف الموسيقي وكيف جاءت فكرة الالتحاق بجامعة كورية، فقال: «في العام 2012، التحقت ببرنامج إقامة فنية للباحثين والفنانين في مدينة سول، وهو برنامج CPI أو Cultural Partnership Initiative ويتم اختيار 60 شخصاً سنوياً للمشاركة فيه. ويأتي هؤلاء من دول آسيا وإفريقيا وأوروبا الشرقية وأميركا اللاتينية، وجميعهم يجب أن يكونوا من المنتسبين لحقل الثقافة والفن.

تم اختياري للمشاركة في البرنامج، وتُرك لي أمر اختيار المادة التي أود دراستها. يومها اخترت دراسة الموسيقي التقليدية الكورية والتحقت بالجامعة الكورية الوطنية للفنون Korean National University of Art. في الجامعة درست الموسيقي التقليدية الكورية والنظريات الموسيقية المعاصرة والموسيقى الالكترونية لمدة ستة أشهر. بعدها قدَّمت مشروعاً تجريبياً باستخدام الموسيقى التقليدية الكورية، وفي يوم عرض مشروعي، كان ضمن الحضور أساتذة من جامعة سول الوطنية أدهشتهم الموسيقى التي ألفتها، فعرضوا عليَّ الالتحاق ببرنامج الدكتوراه في جامعتهم. أخبرتهم أني لا احمل شهادة بكالوريوس أو ماجستير في الموسيقى، فتم قبولي بناء على مجموعة مؤلفاتي الموسيقية».

وحول سر اهتمامه بالموسيقى الكورية التقليدية، قال: «أثناء وجودي في اليابان، لتحضير الماجستير في التاريخ الاقتصادي، أصبح لديَّ اهتمام بالموسيقي الكورية التقليدية في السبعينات؛ إذ وجدت أن الآلات القديمة كانت تستخدم بطريقة حديثة معاصرة، وهو أمر يتناسب مع اهتماماتي السابقة؛ إذ إنني، كعازف عود، كنت مهتماً بفكرة توظيف الموسيقي التقليدية وتقديمها بطريقة حديثة».

اهتمام حسن بالموسيقى ليس جديداً، فمنذ صغره أحبها وشغف بها، عزف الجيتار الكلاسيكي والعود. لكن الأمر بداية لم يتعد كونه هواية، لم يأخذ الموسيقى بجدية، ظل محباً لها، مواظباً على حضور الفعاليات الموسيقية في البحرين وخارجها، حيث درس، في أميركا وبريطانيا، لكنه لم يسْعَ أبدا للحصول على شهادة فيها. تغير كل ذلك في مرحلة ما في حياته، كان ذلك في العام 2010 حين جاءته فرصة المشاركة في تقديم مشروع موسيقي في غلاسغو بسكوتلندا وكانت تلك المرة الأولى التي يعمل فيها على مشروع موسيقي كبير. يقول حسن: «بعد عودتي إلى البحرين، وجدت أن الموسيقى لم تعد هواية بالنسبة لي. جاءت فرصة السفر إلى اليابان، وهناك تعزَّزت علاقتي مع الموسيقى وبدأت في دخول مجال التأليف الموسيقي».

في اليابان تعرَّف حسن على الموسيقى اليابانية التقليدية وعلى الموسيقيين اليابانيين الذين يوظِّفون الآلات التقليدية بطريقة حديثة. شغفه بالفكرة أخذه إلى الموسيقى التجريبية والالكترونية. أراد تطبيق الأمر على العود وتوظيفه بطريقة حديثة. بعد عودته بدأ الأمر يأخذ جدية أكبر، أخذته الموسيقى الالكترونية إلى التأليف الموسيقي فسعى للمشاركة في جميع الفعاليات وورش العمل ذات العلاقة بالتأليف الموسيقي.

ويوضح «أصبحت مهتماً بالتأليف الموسيقي الكلاسيكي، ووجدت أن الأمر ليس سهلاً بل يحتاج إلى كثير من التفرُّغ والجدِّية، كما وجدت أن محاولاتي السابقة في التأليف الموسيقي كانت بسيطة وليست ذات مستوى، وخصوصاً بعد التجارب الموسيقية التي خضتها».

التجارب التي يتحدَّث عنها الحجيري، بالإضافة إلى تجربته في التعرُّف على الموسيقى اليابانية التقليدية، المذكورة أعلاه، تتمثل أيضاً في تجربة التحاقه بالدراسة في الجامعة الكورية، التي أطلعته بشكل واسع على الموسيقي الكورية التقليدية وطرق توظيفها في ألحان حديثة، بالإضافة إلى اطلاعه على النظريات الغربية في الموسيقى.

الجزء الأهم في دراسة الحجيري تلك، هو كما يشير «الجزء التطبيقي الذي يتمثل في التأليف الموسيقي وكتابة نوتات يعزفها الطلبة لمدة ساعة. سيكون ذلك في نهاية البرنامج حيث سيتم تقييم أعمالي حينها».

من أجل وضع نوته موسيقية يقول حسن: «يتطلب الأمر الكثير من الدراسة والقراءة والاطلاع، بالإضافة إلى الاستماع إلى أنواع كثيرة من الموسيقى. أنا شخصياً استمع لكل أنواع الموسيقى الكلاسيكية الفجيري، وقد أخذت منها بعض الأفكار التي أقدِّمها بطريقة حديثة».

وإلى جانب العود والجيتار، يقدِّم حسن بعض معزوفاته على الكمبيوتر بالإضافة إلى بعض الآلات الكورية واليابانية مثل الديوا التي تشبه العُود، ويوضح «تعاملت مع فنانين من دول مختلفة يعزفون على آلات متنوعة، لكن من أغرب الآلات التي عزفتها آلة الثيرمن الروسية، وهي من أقدم الآلات الإلكترونية التي يعود تاريخ استخدامها إلى العشرينات والتي يتم العزف عليها دون لمسها، بل ينطلق الصوت منها بحسب حركة اليدين».

وبشأن الدراسة في كوريا، أوضح «مستوى الدراسة في كوريا ممتاز في جميع المجالات، وبالنسبة لي هي تجربة ممتازة. وهناك الكثير من الطلبة الأجانب يدرسون في كوريا ومن الخليج هناك الكثير من الطلبة السعوديين والكويتيين والإماراتيين المبتعثين للدراسة في هذه الجامعات من قبل حكومات بلادهم، وهم يدرسون مختلف التخصصات».

وبشأن الصعوبات التي واجهته قال: «لم أواجه الكثير من الصعوبات فأنا معتاد على العيش في الخارج، وعموماً، كوريا بلد مريح من حيث مستوى الدراسة والسكن وغير ذلك، كما إن الدراسة فيها غير مكلفة، بالإضافة إلى أن أمر الحصول على بعثة من الجامعات الكورية لن يكون صعباً للطلبة المتفوقين والمتميزين أثناء دارستهم. أضف إلى ذلك كله فإن دماثة ولطف الشعب الكوري تسهل الأمور كثيراً. الناس هناك مؤدبون يحترمون الجميع، وهناك شعور حقيقي بالأمان، كما إن لهم ثقافة جميلة تشابه ثقافتنا العربية في بعض الأمور خاصة في مدى التلاحم الذي تعيشه العائلة الكورية».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:56 م

      بل توفيق يابوعلي خلك اهناك ولة اتحط ارجولك في هل ديرة إذا بقيت اتتطور لانة عندنة مقبرة الفنانين....

اقرأ ايضاً