في طريقه إلى الإمارات كان الشاب يمسك صورة قديمة لوالده وقت أن كان ثلاثينياً، متخيلاً ملامحه وقد تجاوز السبعين من عمره، ظل يحلم بلحظة اللقاء وبدأت أسئلة عدة تدور في ذهنه، هل والده على قيد الحياة؟ هل سيتعرف إليه فور رؤيته؟ كيف ستكون المقابلة؟ وهل تستطيع شرطة دبي مساعدته في العثور عليه؟
وصل الشاب إلى دبي وتوجه على الفور إلى مركز شرطة نايف طالباً مساعدته في العثور على والده الذي تزوج بأمه في الهند قبل 40 عاماً، ثم تركها وعاد إلى الإمارات، مقدماً صورة والده القديمة وقسيمة الزواج وشهادة ميلاده، وقام مركز شرطة نايف بالتنسيق مع الإدارة العامة لحقوق الإنسان للبحث عن الوالد.
الحكاية أوردتها صحيفة "البيان" الإماراتية، كما رواها مدير الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي العميد محمد المر.
وأوضح المر أن الشاب يدعى أسعد، ويحمل الجواز الهندي، وقد ارتبط والده بأمه منذ 40 عاماً في الهند، ثم تركها وفي بطنها جنين وعاد إلى الإمارات، ولم تتمكن الأم من معرفة مكانه، وبعد سنوات تقدمت بطلب الطلاق من المحاكم الهندية وتزوجت بشخص خليجي، وانتقلت للعيش معه في بلده ومعها ابنها من زوجها الأول.
ولفت المر إلى أن الشاب تواصل مع وزارتي الداخلية والخارجية الإماراتية من خلال المراسلة من دولة قطر، حيث يعيش حالياً مع أمه وزوجها وإخوانه من الأم، وأرسل الأوراق والمستندات التي تثبت زواج والده (ر. ع. أ) الإماراتي بوالدته في شهر يونيو/ حزيران عام 74 في دولتها، ومكث معها نحو أسبوعين، وسافر عائداً..
وأشار إلى أن والده وفقاً للوثائق التي يحملها كان شرطياً في أحد الأجهزة، ويبلغ من العمر وقتها 33 عاماً، وكان متزوجاً، وأرفق بالمستندات صورة من عقد زواج والدته موثقة من الجهات الرسمية، موضحاً فيها اسم الأب والأم.
وقال إن الشاب آثر البحث عن والده وإخوته وقام بتدوين بلاغ في مركز شرطة نايف بالمستندات التي بحوزته، وبعد مرور فترة طويلة تمكن المركز من التوصل إلى أبيه الذي تبين أنه توفي قبل 13 عاماً، وترك له أخاً و5 شقيقات من زوجة أخرى.
وتم التواصل مع أخيه واستدعائه وتقابل الأخوان واطلعا على صور الأب الذي توفي من أعوام طويلة، فأبدى الأخ الإماراتي ترحيبه بأخيه، إلا أن المفاجأة كانت في عدم تطابق تحاليل الحمض النووي بين الأخوين، وفقاً لتقرير الطب الشرعي في شرطة دبي.
ونوه العميد المر بأن تطابق المستندات بين الأخوين عقد من المشكلة ما أدى إلى توجيهه إلى التقدم ببلاغ للنيابة ومحاولة استدعاء الأم والأخوات الخمس لأخذ عينات الحمض النووي للتوصل إلى أي نتيجة سواء كانت سلبية أم إيجابية.
وأشار إلى أن الإدارة العامة لحقوق الإنسان بذلت قصارى جهدها لمساعدته للوصول إلى أشقائه والحصول على جواز إماراتي، إلا أن القضية مازالت معقدة وتحتاج إلى العديد من الإجراءات القانونية من جهات أخرى غير شرطة دبي.
وأكدت رئيس قسم الدعم الاجتماعي بإدارة حماية المرأة والطفل الإماراتية فاطمة الكندي، أن فريق العمل حرص على التثبت من صحة المستندات والأوراق التي قدمها الابن فور تسلمها وتبين أنها صحيحة فعلياً، مشيرة إلى أن الإدارة العامة لحقوق الإنسان ساعدت حالات كثيرة مماثلة.
أدلة جديدة
وأكد «أسعد» الشاب الآسيوي الذي حضر إلى الدولة للبحث عن عائلته لـ«البيان»، أنه سيواصل رحلة البحث عن والده وعدم تطابق الحمض النووي لن يكون سبباً مقنعاً لكف البحث عن أدلة جديدة، خصوصاً وأن والدته اطلعت على الصور التي كانت بحوزة أخيه حسبما يعتقد، وتأكدت من أنه نفس الشخص الذي تزوجت به، منوهاً بأنه سيقوم بانتداب محام أو التوجه إلى النيابة لاستخراج إذن بإجراء الحمض النووي مع شقيقاته من أبيه ربما تظهر أدلة جديدة.
شنو هذا فلم الشرهه علي الي قراء القصه
الله يساعده - بالضبط نفس الأفلام الهندية