قال الشيخ حسن الصفار في مقال له إن "في هذا الشهر الكريم الذي جاءت الآيات والأحاديث والروايات في تبيان فضله وعظمته، بما يفوق تصور الإنسان، علينا الاهتمام باستثمار فرص الخير والرحمة والمغفرة فيه".
فقد ورد عن رسول الله(ص) أنه قال لأصحابه لما حضر شهر رمضان: «سبحان الله ماذا تستقبلون وماذا يستقبلكم»[ مستدرك الوسائل. ج 7، ص 425، حديث 8589]، كما ورد في حديث آخر عنه(ص): «لو يعلم العبد ما في رمضان لودّ أن يكون رمضان السنة»[ بحار الأنوار. ج 93، ص 346، حديث12]، وفي حديث آخر عنه(ص): «شهر رمضان سيد الشهور»[ بحار الأنوار. ج 40، ص 54، حديث 89]، وعنه(ص): «هو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره الإجابة والعتق من النار».
وهذا الإمام الصادق(ع) يوصي ولده إذا دخل شهر رمضان قائلًا: «فأجهدوا أنفسكم، فإن فيه تقسم الأرزاق وتكتب الآجال، وفيه يكتب وفد الله الذين يفدون إليه، وفيه ليلةٌ العملُ فيها خير من العمل في ألف شهر»[ وسائل الشيعة. ج 10، ص 305، حديث 13481].
على الإنسان أن يضع له برنامجًا مميزًا لهذا الشهر المميز، حتى لايكون كغيره من الشهور، فليحرص الإنسان المؤمن بأن يكون له فيه برنامجان: على المستوى الفردي، وعلى المستوى العائلي، فعلى المستوى الفردي في هذا البرنامج:
أولًا: تلاوة القرآن الكريم والدعاء والاستغفار، يقول علي(ع): «عليكم في شهر رمضان بكثرة الاستغفار والدعاء، فأما الدعاء فيدفع به عنكم البلاء، وأما الاستغفار فيمحي ذنوبكم»[ الكافي. ج 4، ص 88، حديث 7].
وبحمد الله لدينا كنوز روحية من الدعاء، تركها أهل بيت النبوة، وجدهم رسول الله(ص) كدعاء السحر، وأدعية الأيام. فكلّ لحظة من لحظات هذا الشهر، وكلّ ساعة من ساعاته، هناك دعاء من الأدعية يقرأ فيها، فعلى الإنسان الاستفادة من ذلك.
ثانيًا: المواظبة على صلاة الجماعة.
ثالثًا: صلاة الليل والنوافل المستحبة، فإذا كان الإنسان طوال السنة لديه مختلف الأشغال والأعمال، فعليه في شهر رمضان المبارك أن يجعل له برنامجًا لأداء النوافل المستحبة، وأن يسعى بالمقدار الممكن لتعويد نفسه على هذه النوافل.
رابعًا: الصدقة، «فقد سئل رسول الله(ص)، أي الصدقة أفضل؟، قال: صدقة في رمضان»[ سنن البيهقي. ج 4، باب الجود والإفضال في شهر رمضان، ص 305]. فعلى الإنسان بذل ما يستطيع في هذا الشهر الكريم، لمختلف الأعمال الخيرية، من مساعدة للفقراء، ودعم للنشاطات الاجتماعية.
خامسًا: صلة الأرحام والتواصل الاجتماعي، بأن يكون للإنسان برنامج يومي لزيارة أرحامه، وتفقد أحوالهم.
سادسًا: حضور مجالس الذكر والمعرفة، ففيها من الفوائد الروحية والاجتماعية والثقافية الشيء الكثير.
وهناك برنامج على الصعيد العائلي: بإشعار العائلة بميزة هذا الشهر على سائر الشهور، ليس بالجوانب المادية فقط، ولكن بالجوانب الروحية، وهي الأهمّ. وذلك بتدريب الأولاد على الصلاة والصيام والقراءة الجماعية للقرآن والدعاء. والزيارات العائلية والاجتماعية، بأن تشارك العائلة كلّها في الزيارة للأرحام، ولسائر أبناء المجتمع.