العدد 5023 - الثلثاء 07 يونيو 2016م الموافق 02 رمضان 1437هـ

قاع البحار معروف للعلماء اقل من سطح القمر

دعا خبراء دوليون، في اليوم العالمي للمحيطات، الى الاستثمار في استكشاف ملامح قاع البحار التي ما زالت مجهولة للعلماء اكثر من سطح القمر.


وقالت الباحثة فرانسواز غيل العاملة في تجمع للمنظمات البيئية والعلمية يعني باثارة قضايا المحيطات لدى المسؤولين السياسيين "انه امر غريب الا نكون قادرين اليوم على معرفة ملامح قاع المحيط".


فاقل من 10 في المئة فقط من قاع المحيطات فقط، على عمق اكثر من 200 متر، معروف للعلماء، بحسب المنظمة الهيدروغرافية الدولية، علما ان ثلثي المياه تغطي ثلثي كوكب الارض.


واضافت الباحثة "ليس هناك مبرر لان تكون معارفنا عن القمر اقوى من معارفنا عن قاع المحيطات".


وسيكون هذا الموضوع في صلب اهتمامات اليوم العالمي للمحطيات الذي ينظمه تجمع المنظمات البيئية والعلمية بالتعاون مع منظمة يونيسكو.


وبحسب دراسة اميركية اعدت في العام 2001، يتطلب مسح قاع البحار على عمق اكثر من 500 متر بواسطة سفينة مسح واحدة 200 عام.


اما في حال استخدام اربعين سفينة، فان الامر سيستغرق خمس سنوات، وستكون تكلفته ما بين ملياري دولار وثلاثة مليارات، وفقا لووتر سميث عالم الجيوفيزياء والباحث في الوكالة الاميركية للمحيطات والغلاف الجوي.


وقال "يمكن ان ينظر الى هذا المبلغ على انه كبير، لكنه اقل مما ترصده وكالة الفضاء الاميركية ناسا في مهمات اكتشاف الجرم اوروبا، القمر الغامض لكوكب المشتري".

البحث عن الطائرات والسفن الغارقة

ويوضح الخبير في قياس اعماق البحار تييري شميت "لدينا نظرة شاملة عن اعماق البحار، بفضل الاقمار الاصطناعية، لكنها ليست دقيقة..وحدها المعلومات المستقاة من مجسات تنزل الى اعماق المحيطات تكون دقيقة، لكن هذه التقنيات عادة ما تكون بطيئة".


ومن تبعات غموض ملامح اعماق البحار لدى العلماء، ان الصندوقين الاسودين للطائرة الفرنسية التي تحطمت في المحيط الاطلسي اثناء توجهها من ريو دي جانيرو الى باريس في حزيران/يونيو عام 2009، لم يعثر عليها سوى بعد 23 شهرا، على عمق ثلاثة الاف و900 متر.


ويقول سميث "حين يقع شخص في البحر، او حين تطلق باخرة ما صافرة انذار، او حين تتحطم طائرة في البحر ينبغي تقدير حركة التيارات، لكن هذا الامر صعب في ظل عدم معرفتنا للتضاريس البحرية".


ويضيف "اما انتظار ان تسقط طائرة في البحر لنبدأ بعد ذلك برسم خريطة والبحث عنها، فسيكون الوقت تأخر كثيرا".


ويتيح التعرف على تضاريس اعماق البحار ايضا معرفة اوسع للموارد البحرية، سواء لهدف استغلالها او الحفاظ عليها، وايضا معرفة اوسع بموجات المد البحري والاعاصير.
وتتفاوت معرفة اعماق البحار بشكل كبير بين منطقة واخرى في العالم، فاكثر من 95 في المئة من المناطق التي لا يزيد عمقها عن 200 متر في جنوب غرب المحيط الهادئ والمناطق القطبية لم تسبر من قبل، علما ان هذه النسبة لا تزيد عن 19 في المئة في فرنسا و30 في المئة في بريطانيا و40 في المئة في الولايات المتحدة.


ويقول الباحث في المنظمة الهيدروغرافية الدولية ايف غيوم "الاولويات لدى الدول لا تشمل الاستثمار في الموارد البحرية او البنى التحتية البحثية، لان عائداتها الاقتصادية والبيئية والاجتماعية لا تتحقق سوى على المدى الطويل".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً