نجحت شركة طيران الخليج المملوكة لحكومة مملكة البحرين في اجتياز قدر كبير من المصاعب والتحديات التي واجهتها على مدى سنوات عجاف شهدت خلالها الشركة نزفا ماليا، كبدها مئات الملايين وكادت قاب قوسين أو أدنى من السقوط، إلا ان قرارا جريئا اتُخذ في خريف 2012 قضى ببحرنة الإدارة التنفيذية ومنحها كامل الصلاحيات مع فصل تام للتدخلات، على ان يتم وضع وتنفيذ خطة مدروسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
الإدارة التنفيذية التي ظلت ثلاث سنوات (تحت الاختبار) دون تعيين بالأصالة أو ما يعرف بتثبيت كل في قطاعه الى ان يتبين نجاحها ومدى مقدرتها على تنفيذ خططها وهو ما أصبح واقعا حسب تأكيد الرئيس التنفيذي لطيران الخليج، ماهر المسلم، الذي كان وفريقه يتولون مناصبهم بالوكالة حتى صدر قرار مجلس الإدارة بتعيينهم بالأصالة قبل أيام معدودة.
المسلم الذي امتد عطاؤه العملي قرابة 35 سنة طياراً في سلاح الجو الملكي البحريني قبل انتقاله للعمل في الطيران المدني، وفي أول تصريحات صحافية له بعد تعيينه رسميا كشف خلال لقاء خص به صحيفة "السياسة" الكويتية اليوم الثلثاء (7 يونيو / حزيران 2016)، عن نجاح الإدارة التنفيذية في تخفيض 88 في المئة من خسائر الشركة المتراكمة وتقليص أعداد العاملين من 5 آلاف الى الفين و 800 عامل، لتقف طيران الخليج على أرض صلبة أسست لها الإدارة الحالية التي شرعت في تطبيق خطة إعادة الهيكلة والاستراتيجية العشرية، مؤكدا ان هذه الخطط قام بإعداد كفاءات وطنية موجودة بالشركة وليست نتاج استشارات خارجية كما كان يُعتمد عليها من قبل وكلفت عشرات الملايين من دون جدوى.
وتوقع المسلم ان يخرج الناقل الوطني لمملكة البحرين من عباءة الدعم المالي الحكومي الى الانتقال لمرحلة الاعتماد على الذات خلال العام المقبل، مشيدا بدور الفريق الإداري المعاون وجميع موظفي الشركة وكذلك وكلاؤها في الخارج لمساهمتهم في اجتياز العقبات… والمزيد من التفاصيل في الحوار الآتي:
كيف استقرت أوضاع الشركة بعد ان شهدت مخاضا عسيرا على مدى سنوات ماضية؟
- بداية أود أن أوضح ان "طيران الخليج" شركة حكومية تشكل إحدى دعائم البنية التحتية لمملكة البحرين، من خلال ربط المملكة بدول مجلس التعاون وباقي الدول عبر الجسور الجوية، كما أنها مشغل الأيدي العاملة البحرينية، حيث يعمل بها نحو أكثر من 2000 عامل بحريني إضافة الى 800 آخرين من جنسيات مختلفة ، فضلا عن أنها المشغل الرئيس لمطار البحرين الدولي بنسبة استحواذ تصل الى 75 في المئة من إجمالي حركة المطار، وبالتالي كان لابد من تكاتف الجميع لانتشال الشركة من السقوط بعد ان كان يملكها عدد من دول التعاون كان آخرها سلطنة عمان التي تخارجت في العام 2007، وبالفعل توحدت الأهداف وان كانت المرئيات مختلفة، وانصبت جميع الجهود في صالح انقاذ طيران المملكة.
في العام 2013 شرعنا في عملية إعادة الهيكلة في كافة القطاعات، ولا ننسى دور وكلائنا في الخارج من خلال دعمنا والعمل على تسويق الشركة بشكل أفضل، ووضعنا مؤخرا ستراتيجية عمل جديدة من شأنها زيادة حجم النمو وتطويرالأداء، وأيضا تحديث الاسطول.
استراتيجية جديدة
ما هي ملامح الاستراتيجية الجديدة؟
- الخطة الاستراتيجية الجديدة للسنوات العشر المقبلة تتضمن إعادة الهيكلة وتحديث الاسطول، ووفقا للخطة أتوقع ان تخرج الشركة من عباءة الدعم المالي الحكومي بنسبة مئة في المئة خلال العام المقبل لتبقى فقط تحت الاشراف والمظلة الحكومية، حيث تغطي الحكومة بعض الجوانب المالية خصوصا في سنوات إعادة الهيكلة، إذ ان الاستراتيجية تشتمل بندا مهما يتمثل في الاعتماد الكلي على التمويل الذاتي في المستقبل القريب من خلال عائدات وموارد الشركة من دون الدعم الحكومي، إلا أن الشركة تبقى تحت مظلة الحكومة البحرينية في جميع الأحوال .
ما أسباب زيارتكم الى الكويت؟
- بعد قرار مجلس إدارة الشركة بتعيين الادارة التنفيذية بالأصالة كل في منصبه ارتأينا القيام بزيارة أسواقنا الاستراتيجية كسوق الكويت المهم جدا بالنسبة لنا، خصوصا الذين وقفوا بجانب الشركة أثناء إعادة الهيكلة، إذ كانت طيران الخليج بحاجة الى من يساندها من جميع الأطراف داخليا وخارجيا حتى تسطيع الوقوف على أرضية صلبة، ومن ثم كان من بُد زيارة وكيل طيران الخليج بالكويت “سفريات الغانم ” لنشكرهم على الجهود التي قاموا بها خلال فترة إعادة الهيكلة التي خضعت لها الشركة من بداية 2013 ، حيث ان الغانم من أشد الذين ساندوا الشركة واستطاعوا العمل على زيادة أعداد المسافرين على متن الناقلة ، إضافة الى أننا اطلعنا شركة الغانم على استراتيجية الشركة الجديدة.
هل هناك نية لزيادة عدد الرحلات الى الكويت؟
- زدنا عدد الرحلات من والى الكويت مؤخرامن 5 ال 6 رحلات يوميا، ونأمل في زيادتها مستقبلا انطلاقنا من رغبتنا في ربط المسافرين من الكويت على وجهات أخرى في شبكة طيران الخليج. وأنوه الى ان زيادة الرحلات جاءت منذ فترة قليلة بعد مساهمة سفريات الغانم في هذه الزيادة واعتقد ان هذا العدد الكبير يعكس مدى الأريحية للمسافرين في السوق الكويتي واختيارهم لطيران الخليج.
هل هناك وجهات شهدت زيادة في الرحلات؟
- بالفعل زدنا عدد الرحلات من البحرين الى كل من الرياض وجدة بمعدل 4 رحلات يوميا، وهناك شريحة كبيرة من أشقائنا الكويتيين يتوجهون الى رحلات العمرة والحج عبر طيران الخليج.
تطوير الأسطول
ماذا عن الصفقات الجديدة مع الشركات المصنعة؟
-أبرمت الشركة صفقات مع كل من “بوينغ” و”ارباص” أثناء انعقاد معرض البحرين الدولي للطيران بداية العام الحالي 2016، حيث تم تأمين احتياجات الشركة من الطائرات التي تعزز وتطور من الاسطول لتخدم شبكة خطوط الشركة في انحاء العالم على مدى العشرين سنة مقبلة.
وتمثلت الاتفاقية مع ارباص بشراء 29 طائرة منهم 17 من طراز 321 A تتسلم الشركة 4 منها في 2020 والمتبقي خلال 2022. وأيضا عدد 12 طائرة 320 A تتسلم منهم طائرتان في 2018 وأربع طائرات في 2019 ، فيما المتبقي من هذا الطراز يتم تسلمهم خلال 2021 و 2022 .
فيما تم الاتفاق مع “بوينغ” على شراء وتأجير 16 طائرة من طراز 787- 900 ، الحجم العريض بطاقة استيعابية 285 مسافر وتخدم جميع الوجهات في شبكتنا ، وبالتالي تحل محل طائرات ال 330 المتقادمة، وسيتم الاستلام اعتبارا من إبريل وحتى يوم يونيو 2018 يكون بالخدمة ثلاث طائرات بمعدل طائرة كل شهر وذلك استعدادا لموسم صيف العام المذكور ، على ان يتم تسلم طائرتين في اكتوبر ونوفمبر ليصل العدد الى خمس طائرات بنهاية العام نفسه وطائرتين خلال 2019 ، وثلاث في 2020 ليصل الاسطول الجديد الى 10 طائرات.
ما حجم اسطول الشركة الحالي وكم متوسط عمره؟
- اجمالي الاسطول الذي يعمل في الخدمة حاليا يبلغ 28 طائرة منها 6 طائرات ارباص 330 A ذات البدن العريض وهو الطراز الأقدم في الاسطول، إضافة الى 22 طائرة من عائلة ارباص 320 A بينها 6 طائرات A321، متوسط أعمارهذه الطائرات 4 سنوات، حيث دخلت الخدمة بداية 2010 وحتى 2012 . بالتالي يبدأ تقاعد ال 330 و320 تدريجيا بنهاية 2018 بوصول البوينغ وحتى الربع الأول من 2019، أما طائرات ارباص 330.
تمويل الصفقات
ماذا عن آلية تمويل تلك الصفقات؟
- التمويل بالكامل يتم من خلال المصارف، لكن ما أود قوله أننا استطعنا تأمين احتياجات طيران الخليج من اسطول جديد يليق بتاريخ الشركة الممتد لأكثر من 65 عاما وحفاظا على العلامة التجارية البارزة ولأقدم في منطقة الخليج، وهو ما يؤدي الى استمراريتها وتثبيها كاحدى الدعائم الرئيسية للبنية التحتية في مملكة البحرين التي تربط البحرين بجميع المحطات.
ما حجم المسافرين الذين نقلتهم طيران الخليج خلال 2015 وأيضا الأشهر الخمسة الماضية؟
- بلغ الإجمالي 5.3 مليون مسافر العام الماضي، ونستهدف زيادة العدد الى 5.6 مليون في 2016.
هل أنتم راضون عن حصتكم السوقية بالكويت؟
- الكويت كما قلت هي وجهة استراتيجية بالنسبة لنا، وما زاد عدد رحلات الشركة إلا بوجود نمو انعكس إيجابا على الحركة الأمر الذي حتم ضرورة الزيادة الى 6 رحلات يومية، واعتقد ان محطة الكويت بقيادة مديرها أحمد عبدالحميد المتروك الذي ساهم بقدر كبير في هذا النمو، وبهذه المناسبة لعلي أود التنويه الى ان توجهات طيران الخليج في تعيين قيادات المحطات الخارجية تفضل ان يكون بحريني الجنسية، وكذلك مدير مكتب المطار، وهذا كله من منطلق تقديرنا واهتمامنا بالمسافر.
تقليص الخسائر
هل قمتم خلال فترة إعادة الهيكلة بتخفيض الخسائر؟
- نعم نجحنا منذ البدء في إعادة الهيكلة العام 2013 حتى اليوم – في تخفيض نسبة 88 في المئة من الخسائر، وهو ما يعني أننا نعيد بناء الشركة من جديد، وبالتالي التمويل الذاتي بات قريبا من الواقع.
متى يتم تصفير الخسائر والانتقال الى مرحلة الربحية؟
- طيران الخليج شركة تبيع تذاكر فقط وليس لديها أي مصادر دخل أخرى بعكس شركات الطيران التي تدير الخدمات المساندة في المطار كحال الناقلات في الدول الشقيقة، وبالتالي لا يوجد لدينا إيرادات إضافية من شأنها تغطية تلك الخسائر نهائيا في فترة وجيزة، وما قمنا به يعد إنجازا كبيرا خلال ثلاث سنوات فقط خفضنا الخسائر بنسبة 88 في المئة رغم ان إيرادات الشركة تنحصر في عوائد بيع التذاكر فقط.
لكننا نجتهد ونحاول التقرب من خط التعادل أو كما أسميه ”خط بارليف” نظراً لصعوبة الوصول إليه فهي مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة في ظل عدم تنويع موارد الشركة واتاحة الخدمات المساندة لها في المطار، ورغم ذلك أبدي تفاؤلا للفترة المقبلة بعد استقرار الأوضاع السياسية، فبالإمكان إعداد برامج سياحية لجذب السياح مستقبلا مما يساعد على خلق مداخيل إضافية للشركة.
أليس لديكم شركة خدمات تتولى الخدمات الأرضية لمطار المملكة؟
- نمتلك 30 في المئة فقط من الشركة البحرينية للخدمات الأرضية ”باسكو” وبالتالي العوائد التي تحصلها طيران الخليج محدودة، وهو ما يستوجب توحيد الخدمات المساندة تحت سقف واحد عندئذ يمكن ان تنتقل الشركة الى مرحلة الربحية.
هل اعتمدتم في خططكم على شركات استشارية أجنبية؟
- الحكومة البحرينية استعانت في بداية إعادة الهيكلة بإحدى الشركات الاجنبية لفترة قليلة، وذلك بعد ان وصلت لمرحلة اليأس في إنجاح طيران الخليج، فاضطرت الى ذلك سبيلا، لكن لم يدم الوضع طويلا على نهج جهات استشارية لا تقدم جديدا مقابل تقاضيها لملايين.
أما خطة إعادة الهيكلة والستراتيجية فهما بالكامل نتاج بحريني مئة في المئة، واحقاقا للحق فإن كل ما فعلته الشركة الاستشارية أنها ساعدتنا في إعادة بعض الطائرات المستأجرة على أساس ألا يكون هناك التزامات على كسر العقود وقمنا بوضع الخطة من خلال فريق العمل المتخصص بالشركة وجميعهم مواطنون بحرينيون ومضينا في تنفيذها خلال السنوات الثلاث الأخيرة وتمكنا من النجاح الى ان خفضنا الخسائر بالنسبة التي ذكرت سلفا، وشهدت الشركة نموا ملحوظا في عملياتها.
إعادة الهيكلة
ما هو مضمون خطة إعادة الهيكلة، لاسيما ما يتعلق بالوجهات؟
- بطبيعة الحال كما في وضع أي شركة طيران لابد من تقليص الوجهات الخاسرة فقد أوقفنا 8 خطوط غير مربحة، بعض منها في أوربا مثل كوبنهاجن، كابول، عدن، البصرة، وغيرها، حيث لا نستطيع الاستمرار فيها بوضعنا الحالي، أما الوجهات التي نعمل حاليا على إعادة فتحها مجددا ” دكا ” وكتمنوا ”.
أخيراً ما رأيك في سوق الكويت وكيف تقيم علاقتكم مع الإدارة العامة للطيران المدني؟
- ان علاقة الكويت بالبحرين تاريخية وممتدة، حيث تربط البلدين علاقات قرابة ونسب بدءًا من العائلات الحاكمة، وصولا الى المواطنين العاديين الأمر الذي يعمل على التنسيق والتفاهم بين البلدين على جميع الأصعدة الحكومية والاقتصادية.
ان إدارة الطيران المدني الكويتي بقيادة الرئيس فواز الفرح ساهمت في تسهيل كثير من المصاعب لطيران الخليج في الكويت، من خلال تيسير الإجراءات وكثير من الأمور للشركة.
للاسف كلام المسلم مجرد انشائي تحدث به سابقيه واذا كنتم تريدون ارجاع الارباح استعيونا بمدراء الخطوط العربية او الامارات او قطر لتعرفوا تعريفهم للاستراتيجية. هل اعادة الهيكلة اصبحت من النقاط الاستراتيجية؟ صار لكم 9 سنوات وانتم مع اعادة الهيكلة. لن نكون سلبييين لكن كل ادارة تخلف سابقتها، ننتظر 10 سنوات بخسائرها لتقول لنا بأننا سنصل لنقطة التعادل؟ هل هذا منطق اقتصادي؟ للاسف اذا اردتم الربحية اقيلوا الادارة الحالية واعلنوا عن الوظائف للبحرينيين وسترون النتائج لان الجميع يعرف كيف يتم التوظيف!
عموما ازمة الشركة بدأت بعد قطع الرحلات عن العراق و ايران لاكن مع عودة الرحلات عاد الانتعاش اليها
قال لك يوصل خط بارليف نهاية هذي السنة أو بداية سنة 2017 و الطائرات توصل من 2018 الى 2022 و تمويلهم عن طريق بيع الطائرات الحالية و عن طريق المصارف و البنوك و القطرية و الأماراتية و الأتحاد يتبعون هذي الطريقة
هل كيف بتدخلون خط بارليف والسنة القادمة طائرات جديدة بتدخل الخدمة بتمويل ضخم جدا؟
الان الطائرات اشترتهم الحكومة و ليس الشركة و تم ارساء مناقصة لهم و اعتقد مدير شركة طيران الخليج ماذكر اعتماد الشركة على الحكومة للشراء طائرات