يعبق جو هذا الشهر القمري بأجواء الرحمة ونسمات الكرامة والمغفرة والرضوان، فهو الشهر الذي اختصه الله سبحانه لنفسه وفتح لعباده فيه أوسع أبواب رحمته.
أعدّ الخالق هذا الشهر ليكون شهر ضيافته، فمن اليوم الأول، والليلة الأولى، تشعر بتلك النقلة النفسية الكبيرة باتجاه مشاعر التراحم الجماعية. فيكثر ميل النفوس إلى عمل الخير والحرص على الطاعات. أجواء قيّضها الله لعباده ليقتنصوها فيشملهم برحمته وبركاته.
في هذا الشهر الذي افتتحت به الرسالة الجديدة بنزول القرآن الكريم، لتكون رسالة توحيدٍ للقبائل الضائعة في جزيرة العرب، حيث ظلت عاكفةً قروناً على عبادة الأصنام والأحجار، لتتجاوز واقعها المتخلف، متسلّحةً بكلمة السر الكبرى على طريق الحضارة: «اقرأ».
في هذا الشهر، فُرض على المؤمنين الجدد الصيام، كما كُتب على الذين من قبلهم، في تذكيرٍ بالتواصل بين الأديان، التي تنبع من معين واحد، وتشعّ من مشكاةٍ واحدة... حتى فرقتهم المصالح والعصبيات، وكما حدث أيضاً بين المسلمين أنفسهم، حيث عادوا ليتفرقوا شيَعاً وقبائل متناحرة وأحزاباً.
في السنوات والعقود السابقة، كان دخول الشهر الكريم يُشيع شعوراً بالانتماء الجماعي لأمةٍ عظيمةٍ، يجمعها الإيمان بالله، وتلعب وسائل الإعلام، وخصوصاً التلفزيون، التي لم يكن يسيطر عليها «المتدينون»، دوراً في هذا التقارب الوجداني بين الشعوب، عبر ما تبثه من برامج وتعريف بالشعوب الإسلامية والأقليات المسلمة في الدول الأجنبية، وعاداتها، وأكلاتها وطرق احتفائها وأحيائها للشهر الفضيل. اليوم ومع انتشار الفضائيات الدينية، السنية والشيعية، تراجع هذا الشعور بالانتماء للأمة الواحدة العظيمة، لصالح الانتماء للطوائف والمذاهب والمناطق والدوائر الصغرى.
أغلب هذه الفضائيات، التي يصرف عليها الملايين، تعمل على زيادة الهوة بين المسلمين، وتعميق الخلافات، وزيادة التشنّجات. لقد اختفت الأسماء التوحيدية الكبيرة الجامعة مثل الشيخ محمد الغزالي والشيخ أحمد الوائلي، وحلّ محلها أسماء دعاة ونجوم الفضائيات. تزداد البرامج وساعات البث، وتقلّ معها الفوائد، ويقلّ الحصاد الفكري والروحي، ويقلّ فيها الحرص على مصير الأمة لضعف مخافة الله.
في هذا الشهر اعتدنا على استذكار قصص كفاح الرسول (ص) وصحابته الأجلاء (رض) من الرعيل الإسلامي الأول، في حربهم الشهيرة في «بدر»، ضد الوثنية، وكيف استطاعت ثلةٌ صغيرةٌ كسر سيطرة أرباب قريش وكبرائها، على مفاصل الاقتصاد والتحكّم في حياة عشرات الآلاف من الأحرار والعبيد. وبذلك غيّرت مجرى التاريخ ليبدأ فصلٌ جديدٌ في حياة البشرية، يقوم على العدل والمساواة، وتحكمه القاعدة الذهبية: «لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى».
هذا هو تاريخنا... أما واقعنا فمختلفٌ جداً. فقد تحوّلنا، خصوصاً في السنوات الأخيرة، إلى أمةٍ تقتل نفسها بأيديها، لتمارس أكبر عملية انتحار في التاريخ. أمةٌ تقوم بتفجير مساجدها كما لم يفعل أعداؤها، وتقتل المصلين الآمنين فيها، وتتلذّذ بإيقاع أكبر عددٍ من الأبرياء قتلى وتقطيعهم إلى أشلاء. أوصانا الله بأن نكون رحماء بيننا، فصرنا ذئاباً وضباعاً، لا يرضي جنونها إلا سفك مزيدٍ من الدماء، في هذا الجو القاتم من الحروب الداخلية والفتن.
مع مطلع الشهر الفضيل، نتمنّى أن نعود إلى وعينا، وتعود إلينا عقولنا، وتعود إلينا مبادؤنا، ونقوّم أخلاقنا وأفكارنا، ونعود إلى رمضان الذي كنّا نعرفه، ولنتذكر قوله تعالى في سورة الأنبياء (92): «إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون».
لقد عاد رمضان، مائدةً بسطها الرحمن لعباده، ولكن نحن المغتربين الضائعين، بحاجةٍ إلى العودة إلى رمضان.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 5022 - الإثنين 06 يونيو 2016م الموافق 30 شعبان 1437هـ
لانهم ابتعدوا عن الله ومارسو جهلهم الذى دمر الاوطان العربيه والله رزقهم رسول عظيم تركوه واتبعو الشيطان والله حسافة على المسلمين يتقاتلون والكفار يتفرجون عليهم قاتل الله الجهل اللهم فرج عن شعب البحرين وعن شعب العراق وعن شعب سورية وعن شعب اليمن يالله ياكريم
رمضان كريم
ومع مطلع الشهر الفضيل، نتمنّى أن نعود إلى وعينا، وتعود إلينا عقولنا، وتعود إلينا مبادؤنا، ونقوّم أخلاقنا وأفكارنا، ونعود إلى رمضان الذي كنّا نعرفه، ولنتذكر قوله تعالى في سورة الأنبياء (92): «إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون».
أيه والله أهم شيء أن يكون الانسان أنسان بأحساس , لأن الانسان بدون أحساس مشكلة يا دافع البلاء , اللهم بحق هالصباح الجميل ثبت عقولنا ووفقنا لما تحبه وترضاه يارب , وكل عام والصائمين بصحة وخير وعافية وأجر من الله الكريم .اللهم صل على محمد وآل محمد. .بلادية .
نذكر في تلفيزيون اواخر الثماينيات في شهر رمضان فرجان لول والبيت العود وحزاوي الدار وإهني وإهني وهناك بقرية المالكية والسهلة الحدرية أو التحتية وبلمحرق والسهلة الفوقية إذا ماخانتي الذاكرة وألحين الفضائية إندمرت وحتى رقمها من بين الفضائيات ضاع.