حذر ناشطون بيئيون من أن إلقاء مواد بلاستيكية في البحر يؤدي إلى مقتل الآلاف من الحيوانات والكائنات البحرين في البحرين سنويا، داعين إلى وقف إلقاء هذه النفايات التي لا تتحلل بل تتفتت إلى أجزاء صغيرة تقوم الحيوانات بالتقاطها وأكلها، وبالتالي تودي بحياتهم.
وذكروا في ندوة بيئية عقدت في مقر جمعية المنبر التقدمي في مدينة عيسى مساء الأحد (5 يونيو/ حزيران 2016)، تحت عنوان «النشاطات الجائرة في البيئة البحرية»، أن «التلوث في السنوات الأخيرة زاد بشكل كبير؛ نظرا للتوسع العمراني ومواجهة أغلبية الوجهات البحرية إلى المناطق السكنية، إضافة إلى مشكلة الدفان».
ومن جانبه، ذكر عضو فريق إيثار لحماية الحياة البيئية أحمد سرحان أن «المنطقة البحرية في البحرين غنية بالمحميات الطبيعية، التي تشكل بيئة خصبة لحيوانات بحرية مختلفة مثل السلاحف والدلافين والطحالب والمرجان».
وأضاف سرحان «من المخاطر التي تهدد الحياة البيئية في البحرين، على رأسها يأتي البلاستيك باعتباره من المواد لتي لا تتحلل، حيث أن نسبة البلاستيك من الأوساخ التي ترمى في البيئة البحرية في البحرين تتراوح بين 80 و90 في المئة».
وأردف «حوالي 100 ألف كائن بحري مثل الدلافين والسلاحف يموت كل سنة بسبب البلاستيك، حيث يأخذون في التقاطه وأكله بعد تفتته في البحر ظنا منهم أنه طعام، ومجمل الأحياء متضررة من ذلك وخاصة الطيور التي يموت العديد منها سنويا بسبب ذلك».
وتابع «في دراسة قاموا بها، أكد باحثون في جامعة أميركية أن 55 في المئة من السمك المصطاد في إندونيسيا تتضمن في داخلها جسيمات للمواد البلاستيكية الناجمة عن نشاط الإنسان، وذكرت الدراسة أن السمك المصطاد بالقرب من ساحل كاليفورنيا، تضمن 68 في المئة منه نفايات بلاستيكية».
وأوضح أنه «مع تزايد أعداد الصيادين في البحار هناك العديد منهم يستخدم طرق صيد خاطئة، مثل رمي شباك الصيد على المرجان، وأيضا إلقاء هياكل السيارات والقوارب التالفة وإطارات السيارات وخزانات المياه وشباك الصيد التالفة في عرض البحر، ما يؤدي إلى تضرر المحميات الطبيعية ودمارها وتلوث الحياة البحرية».
وأردف سرحان «هناك عدة محميات طبيعية تضررت بشكل نهائي، ومنها الشعاب المرجانية وهي إحدى النظم البيئية البحرية التي تضررت بشكلٍ كبير على مدى 4 عقود، وقد شهدت مجتمعات الشعاب المرجانية ظروفا صعبة على نحو متزايد نتيجة التلوث البيئي وطرق الصيد الخاطئة».
وقال إن «آباءنا الصيادين عندما كنت أجلس معهم كنت اسألهم كيف كنتم تصطادون بالقرب من الشعب المرجانية، كانوا يقولون لي أنهم يلقون الغزل بعيدا عن هذه الشعب، حتى لا تتضرر، هذا الشعور بالمسئولية لم يعد موجودا حاليا لدى الكثير من الصيادين».
وتابع «التلوث في السنوات الأخيرة زاد بشكل كبير نظرا للتوسع العمراني ومواجهة أغلبية الوجهات البحرية إلى المناطق السكنية، إضافة إلى مشكلة الدفان من اجل أنشطة البناء على الساحل، وهذه في حد ذاتها تعد تلوثا، فضلا عن النشاط البشري الذي يتسبب في التلوث».
وأضاف سرحان «الرقابة قد تكون موجودة على مخلفات الدفان، ولكنها محدودة، ونحتاج إلى دراسات بيئية إلى المشاريع العمرانية التي تقام في البحرين».
وأفاد «من طرق الحد من المخاطر التي تهدد الحياة البحرية، حملات التنظيف وانتشال المخلفات الضارة بالبيئة من السواحل ومن أعماق البحر، كما يجب إعمار المحميات الطبيعية المتضررة من طرق الصيد الخاطئة، والقيام بحملات توعية لأفراد المجتمع بالمخاطر المحيطة بالبيئة البحرية والتي يعود ضررها على الإنسان، والعمل على توعية الصيادين بضرر طرق الصيد الخاطئة والمواد المضرة بالحياة البحرية، كما يجب تدوير المواد البلاستيكية حتى يستفاد منها، بحيث لا تشكل خطرا على البيئة البحرية».
وختم سرحان «الدولة تفرض قوانين لحماية البيئة البحرية، ولكن بعض الصيادين لا يلتزمون بها، وابسط مثال على ذلك أوقات صيد الروبيان الممنوع، هناك قوانين تطبق ولكن للأسف لا يتم تطبيقها بشكلٍ صارم أحيانا، نحن نحتاج إلى فرض الرقابة والقانون على الجميع لحماية البيئة البحرية».
ومن جانبه، قال رئيس جمعية البحرين للبيئة شبّر الوداعي «نحن في البحرين توجد لدينا منظومة من القرارات والتشريعات المعنية بالبيئة، ولكن نحن بحاجة إلى تشريع يقرر بشكل متكامل قضايا البيئة وحمايتها، وإذا اقر هذا القانون سيحدد الكثير من القضايا البيئية».
وأضاف الوداعي «نحن بحاجة إلى بناء آليات رقابة بيئية واضحة من اجل توقف المخالفات البيئية، ويجب أن تكون هناك مسئولية في تطبيق القانون، بمعنى أن تكون هناك إرادة لوقف التجاوزات».
وشدد «نحن علاقتنا بالمجلس الأعلى للبيئة علاقة وثيقة، ونعمل معهم في الحفاظ على البيئة».
العدد 5022 - الإثنين 06 يونيو 2016م الموافق 30 شعبان 1437هـ