انطلقت في بولندا اليوم الإثنين (6 يونيو / حزيران 2016) مناورة عسكرية كبيرة تشارك فيها أكثر من 20 دولة بحلف شمال الأطلسي وشركاء آخرين في إطار جهود لطمأنة دول شرق أوروبا التي ينتابها القلق جراء أفعال روسيا في أوكرانيا المجاورة.
وعلى مدى أكثر من عشرة أيام يشارك 30 ألف جندي يدعمهم عدد كبير من المركبات والطائرات والسفن في واحدة من أكبر المناورات على الطرف الشرقي لحلف الأطلسي منذ انتهاء الحرب الباردة في تحرك يزيد على الأرجح الضغوط على العلاقات المتوترة بالفعل بين الكرملين والغرب.
وتأتي المناورة قبل شهر من قمة لحلف الأطلسي في وارسو للموافقة على نشر المزيد من القوات في شرق أوروبا. وتشمل المناورة التي أطلق عليها اسم أناكوندا-16 تدريبات مثل هجوم ليلي بطائرات هليكوبتر وإسقاط مظليين أمريكيين لبناء جسر مؤقت على نهر فيستولا.
وقالت قيادة القوات الأمريكية في أوروبا إن الهدف من المناورة هو "تدريب وتمرين واندماج القيادة الوطنية البولندية وهياكل القوة في بيئة متعددة الجنسيات متحالفة ومشتركة."
وستشارك الولايات المتحدة بنحو 14 ألف جندي في المناورات وهو أكبر عدد لقوة أجنبية. وتشارك في المناورات أيضا دول من خارج الحلف مثل السويد وفنلندا.
وانضمت بولندا إلى حلف الأطلسي في عام 1999 بعد عقد من زوال الشيوعية التي كانت تدعمها موسكو في شرق أوروبا.
وتنتقد وارسو بشدة أفعال موسكو في أوكرانيا وحثت الحلف مرارا على تعزيز وجوده على الأراضي البولندية.
وتتهم روسيا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بتهديد أمنها من خلال توسعه شرقا وهددت باتخاذ إجراء.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الاثنين إن بلاده تشعر بالقلق من توسع الحلف وتحرك هيكله الأساسي نحو حدود روسيا وقال إن موسكو ستتخذ "الإجراءات المناسبة" لحماية أمنها.
وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره الفنلندي تيمو سويني في موسكو "لا نخفي موقفنا السلبي تجاه تحرك الهيكل العسكري الأساسي لحلف شمال الأطلسي نحو حدودنا ليضم دولا جديدة إلى الأنشطة العسكرية للحلف."
وتابع "هنا سنستخدم حق روسيا السيادي لضمان أمنها بإجراءات تتناسب مع الأخطار الراهنة. أنا واثق من أن أصدقائنا الفنلنديين وجيراننا سيتفهمون هذا أيضا."