رمضان هو شهر العبادة والغفران، وهو شهر مقدّس لدى جميع المسلمين، ومن بدايته إلى نهايته لا يتوقّف العابدون ولا المحسنون ولا المتصدّقون، ويزداد فيه قراءة القرآن والذهاب إلى الصلاة، والحرص على التراويح، والاجتماع بالأهل، تقريباً يومياً، ولكن كيف بدأ رمضان ولكننا لم نبدأ المصالحة مع أنفسنا؟!
المصالحة مع النفس هي أعظم الجهاد في رمضان، وهي من أفضل الأمور التي يقوم بها الإنسان في أي شهر من أشهر السنة، وليس رمضان فقط، ولكن لأنّ قدسية هذا الشهر عظيمة، فالبعض يعوّل على الاستفادة منه في المصالحة.
المصالحة مع النفس من الشرور ومن الحقد ومن الكراهية للآخر، والأمر ليس سهلاً، وخاصّة إذا استنفع النّاس من وراء الحقد والكراهية، وللأسف هناك نماذج كثيرة على أمثال هؤلاء، وهؤلاء لا يستطيعون الشعور بالطمأنينة والمصالحة مع النفس، لأنّهم دوماً يركضون وراء الإضرار بالآخر.
هي سعادتهم وليست سعادة البعض، فهناك من هو متصالح مع نفسه، ويحب الطمأنينة والسكينة، ليس في هذا الشهر الفضيل، بل على مدى أشهر السنة، فالطمأنينة مدعاة للسعادة التي لا يعرف طريقها بعض النّاس.
أوتعلمون كيف نتصالح مع أنفسنا؟! هي 3 أركان مهمّة جداً، ولا نستطيع التخلّي عنها من أجل التصالح مع النفس، هذه الأركان هي القناعة والرضا وحب الآخر، ونضع على حب الآخر دائرة خضراء، ذلك أنّ القناعة والرضا تنعكس على الذات، أما حب الآخر وإيثاره فينعكس على المجتمع، وله آثاره الإيجابية جداً عليه.
يا ترى كيف نعرف بأنّنا وصلنا إلى الطمأنينة، وأن لدينا قناعة ورضا وحباً للآخر؟! نعرف عندما لا نضع ذواتنا قبل ذوات الآخرين، ولا نحقد أو نكره الآخرين مهما حقدوا علينا أو بيّنوا لنا كراهيّتهم، فالترفّع عن هؤلاء قد يؤثّر فيهم للأفضل، وقد يبعدهم عن أذيّة أهل المجتمع!
ولنكن على ثقة بأنّ المصالحة مع الذّات من خلال القناعة والرضا وحب الآخر تستطيع تغيير أي مجتمع، وتعديل أوضاعه، وهذه ليست مثالية، فرسول الأمّة (ص) أتى ليتمّم لنا مكارم الأخلاق، فهو لم يتحدّث عن مال أو جاه أو سلطة، بل تحدّث عن قيم، تدخل بعضها في التسامح وبعضها في التصالح والبعض الآخر في قبول مكوّنات المجتمع المختلفة.
لنبدأ صفحة جديدة في رمضان، ولنحاول تعديل أوضاع أنفسنا قبل غيرنا، وعندما نتصالح مع أنفسنا ونحب الآخر، بالطّبع سنستطيع تغيير ما لا يمكن تغييره، وتعديل ما لا يمكن تعديله، فنقدّم للمجتمع وبالتّالي نؤثّر فيه.
رمضان كريم، وما أجمله من أجل التفكّر والتعقّل في بعض الأمور، وما مصالحة النفس إلَّا واحدة من التفكّر والتعقّل، فلنستثمره في الخير ولا نستثمره في الشر، فكل شيء علينا رقيب، الكلمة والقلم واليد والتصرّف، جميعهم سيشهدون على ما نصنع للمجتمع في يوم ما.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 5021 - الأحد 05 يونيو 2016م الموافق 30 شعبان 1437هـ
بامكانهم فتح صفحة جديدة مع الشعب الطيب بالافراج عن المعتقلين لاكنهم مصرين على عنادهم وتركو الرحمة التى فى قلوبهم لاكن نقول المشتكى لله ونفوض امرنه الى الله القدير ولا راح نحس بطعم السعاده الى ان يفرج عن معتقلينا والله كريم
مبروك لشعبنا قدوم الشهر الكريم ياخت مريم الكلام العام والتمنيات لا تفيد مع وضعنا وتفرقنا لأن من يقودان الشعب لا يمكن حتى أن يجتمعا مع بعص
أحسنت يا أيها الطيبة أخت مريم! مقال يعجبني! نحتاجه صراحه في هذه الضروف! نحن في زمن قست فيه القلوب واقعا!
أحسنت أخت مريم على هذا المقال الرائع الصادق الطيب! تسلم أناملك الكريمة! والإمام علي عليه السلام يقول: لا راحة لبخيل....ويقول الله تعالى: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما
نعم المصالحه مع النفس
مقال يجب أن يكون وثيقة في عنق كل مسلم وشعار يجب أن يوضع في مدخل كل مسجد وماتم ومجلس ومنتدى بل يكون من الأطباق الرئيسيه على مائدة الإفطار
المعنويه اختي الغاليه مريم الشروقي واقعا احتار أن أصف ملامح شخصيتك الكبيرة بحجم الوطن الكبير أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يوفقك لصيام شهره الكريم على أفضل حال (اخوك بحراني فقير*)
حسرة وغصة
في هذا الشهر الكريم نجلس على مائدة الفطور ونحبس الزفرات والآهات والدموع لأن شبابنا وشيوخنا واطفالنا ونساءنا مكبلين الأيدي وفي ظلمات السجون....واحسرتاه
رمضان كريم ..
شكرا لك استاذه ونسأل الله ان يتقبل صيامنا وقيامنا وعساكم من عواده .
شهر رمضان كما قال الله في كتابه المجيد
بكره ان يقال رمضان بدون شهر كل عام والمسلمون في خير وعافيه وسلام
مريم
كلامك عسل عسل وكل عام وانتي بخير رمضان كريم يا مريم يا بنت المملكة البحرين الحبيبة . من غازي حسين .