جمال الأزياء التركية يمثل ثقافة خاصة، فهو يحمل الطابع الإسلامي من جهة، وطابع الابتكار على أيدي مصممي الأزياء الأتراك من جهة أخرى، وهذا ما ظهر بوضوح خلال أحدث عرض خلال الأيام الماضية احتضنته العاصمة "اسطنبول"، وكأنها تتهيأ لدخول عالم الموضة في قارتي آسيا وأوروبا لكن هذه المرة.. من تصاميم الأزياء الرمضانية أو لنقل المناسبة للمرأة المسلمة المحجبة.
والغريب في عرض أزياء "اسطنبول" أنه أقيم في محطة شهيرة وهي محطة "حيدر باشا للقطارات".. والأغرب، أنها قيد الترميم حاليًا، فسكة الحديد تلك أنشئت في العهد العثماني وتحديدًا في العام 1908 لتربط بين اسطنبول ومدينة بغداد، وتعد من أهم معالم مدينة اسطنبول والمعلومة اللطيفة أن هذه المحطة استخدمت على مدى سنوات مضت كاستوديو ضخم لتصوير الأفلام والدراما التركية.
عروض الأزياء الرمضانية تنوعت بين الأزياء القروية ولا سيما تلك التي تميزت به "أنتاليا" و"اسكندرونه" بالإضافة إلى فساتين الزفاف المعروفة باسم "سالفار" و "إنتاري"، وتصدر زي المحجبات حسب تقاليد مدينة "أزمير" التصاميم الجديدة، والعروض من تنظيم موقع "مودانيسا" التركي المتخصص في الأزياء الإسلامي على شبكة الإنترنت بالتعاون مع المجلس الإسلامي للموضة والتصميم.
الأزياء التركية، حسب المصمم ضياء كانماظ، تنقسم بين الأزياء الشعبية والأخرى المرتبطة بالقصور وهي تعكس هوية تركيا وتاريخها وثقافتها، فأزياء القصور تتميز بالفخامة من ناحية التطريز بالذهب والفضة كما كان سائدًا في قصور الإمبراطورية العثمانية وثروتها، وللعلم، كان تصميم زي معين لسيدات القصور يستغرق أشهرًا لتصميمها بصورتها النهائية، ثم أشهرًا أخرى لحياكتها.
القفطان والملابس العثمانية كانت ترتديها نساء القصور كذلك، وتتميز باعتمادها على الحرير والمخمل والديباج، كما تتميز بالألوان ولا سيما الأحمر، الأزرق المتوهج، الفيروزي، ولكل منطقة من مناطق تركيا أزياء تراثية تتميز بالحشمة والجمال والذوق الرفيع، وهذه كلها تتناغم مع استقبال شهر رمضان المبارك.
أما ثوب العرس التركي التقليدي فهو يتكون من زوج من السراويل الفضفاضة (سالفار) ومعها رداء أو بلوزة تعرف باسم :"إنتاري"، وهذه الأزياء مستخدمة منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، ثم تطورت النماذج الخاصة بفساتين الزفاف، لكن بقي السالفار والإنتاري هما الأشهر على الإطلاق.
العدد 5015 - الإثنين 30 مايو 2016م الموافق 23 شعبان 1437هـ
