قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت (4 يونيو/ حزيران 2016) إن الجيش السوري دخل محافظة الرقة حيث المعقل الرئيسي لتنظيم داعش بعد هجوم كبير بدعم من روسيا.
وهذا هو ثالث هجوم ضخم على معاقل التنظيم في سوريا والعراق في الأيام الأخيرة بعد محاولة القوات العراقية اقتحام مدينة الفلوجة في وسط العراق وبعد تقدم فصيل سوري للمعارضة المسلحة بدعم أميركي صوب منبج في الشمال قرب الحدود التركية.
ويعد هذا الهجوم أحد أقوى الهجمات ضد تنظيم داعش منذ إعلان هدفه بحكم جميع المسلمين من مناطق يسيطر عليها بسوريا والعراق قبل عامين.
وشهد هجوم يوم الجمعة وصول الجيش إلى أطراف محافظة الرقة السورية بعد شن روسيا غارات جوية عنيفة على أراضي خاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد في مناطق بشرق محافظة حماة المجاورة.
ومدينة الرقة -التي تقع إلى الشرق - هي المعقل الرئيسي لداعش في سوريا إلى جانب مدينة الموصل في العراق وهما الهدف النهائي للقوى الساعية إلى القضاء على التنظيم.
وقالت وسائل الإعلام الرسمية يوم الجمعة إن الجيش حقق مكاسب على الأرض وألحق خسائر فادحة بالتنظيم.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من متحدثين باسم الجيش السوري.
ولم تذكر وسائل الإعلام الرسمية حجم القوات المشاركة في الهجوم أو الأسلحة التي تستخدمها.
ولم يعلق المرصد السوري أيضا على عدد أفراد القوات أو الأسلحة لكنه قال إن 26 من مقاتلي داعش على الأقل قتلوا إضافة إلى مقتل تسعة من القوات السورية والقوات الموالية لها في المعارك "منذ فجر أمس الأول".
ولم يكن لدى المرصد أيضا تعليق بشأن الأعداد أو الأسلحة ولكنه قال إن ما لا يقل عن 26 من مقاتلي تنظيم داعش قُتلوا إلى جانب تسعة من القوات السورية والقوات المتحالفة معها.
وقال إن تقدم الجيش يعني أنه يبعد الآن نحو 40 كيلومترا عن منطقة يشن فيها مقاتلو المعارضة المدعومين من الولايات المتحدة هجوما لعزل معاقل المتشددين في شمال حلب عن الأراضي التي يسيطرون عليها شرقي نهر الفرات حيث تقع مدينة الرقة.
وإذا تمكن الجيش من الوصول للمنطقة التي يحارب فيها مقاتلو المعارضة داعش فسيؤدي ذلك لتطويق مقاتلي التنظيم المتشدد في المنطقة وإن كان من غير المرجح بشدة أن يعمل الجانبان معا لأنهما نفسهما طرفان متحاربان في الصراع السوري متعدد الأطراف.
هجوم حلب
وقالت مصادر كردية والمرصد السوري إن المسلحين المدعومين من الولايات المتحدة واصلوا تقدمهم السريع في الهجوم الذي يشنوه على مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم داعش في محافظة حلب والذي بدأ بمنطقة منبج حيث واصلوا السيطرة على مزيد من الأراضي.
ويهدف الهجوم الذي تدعمه قوات خاصة أميركية إلى حرمان داعش من أي وصول إلى الحدود التركية التي تعد مصدرا حيويا لإمدادات الأسلحة والغذاء.
وقال المرصد إن هذه القوات استطاعت الوصول إلى مسافة تبعد ما يتراوح بين خمسة وستة كيلومترات عن بلدة منبج مشددة الخناق حول تنظيم داعش من خلال قطع خطوط الإمداد الرئيسية للبلدة مع الرقة ومحاصرة مقاتليها المتحصنين في المدينة.
وقالت صحيفة الأخبار اللبنانية الموالية للحكومة السورية يوم الجمعة إن حملة الجيش لا تهدف للوصول إلى مدينة الرقة خلال الأسابيع القادمة وإنما الوصول إلى مدينة الطبقة وبحيرة الأسد.
وسيطرت داعش على الطبقة عام 2014 في أوج توسعها السريع في سوريا والعراق. وتقع الطبقة على بعد نحو 50 كيلومترا إلى الغرب من مدينة الرقة وهي تحوي قاعدة جوية.
وتقع المدينة على طريق رئيسي يربط الرقة بمناطق يسيطر عليها التنظيم المتشدد في شمال حلب.
من ناحية أخرى قالت جماعات مسلحة إن مقاتلين من جماعات إسلامية متشددة تقودها جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة عززوا مكاسبهم في الساعات الأربع والعشرين الماضية في جنوب حلب.
وقال المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا في بيان يوم السبت إن أكثر من ألف مسلح بدأوا هجوما على مواقع للجيش السوري جنوب غربي حلب.
ونقل المركز عن مدنيين في حلب قولهم إن جماعات مسلحة تتألف جزئيا من جنود أتراك ظهرت في شمالي المدينة.
وسيزيد تقدم المسلحين الأمر صعوبة على الجيش وحلفائه لتطويق المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في مدينة حلب. وتعرضت المدينة لقصف مكثف خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أدى إلى مقتل عشرات المدنيين جراء سقوط براميل متفجرة على مناطق سكنية.