خسر أسطورة الملاكمة العالمية نزاله الأخير، رافعاً الراية البيضاء، بعدما أُعلنت وفاته يوم أمس الأول (الجمعة) بعد صراع مع المرض.
واشنطن - أ ف ب
توفي بطل العالم السابق في الملاكمة محمد علي يوم أمس الأول (الجمعة) عن عمر 74 عاماً بحسب ما قال متحدث باسم أسرته.
وأكد المتحدث باسم أسرته بوب غانيل في بيان في وقت متأخر من ليل الجمعة وفاة علي بعد يوم من نقله إلى مستشفى بمنطقة فينيكس في أريزونا لإصابته بمشكلة في التنفس.
وأضاف البيان أن «بطل العالم في الوزن الثقيل 3 مرات توفي مساء» الجمعة، موضحاً أن جنازة أشهر ملاكم في العالم ستنظم في مسقط رأسه لويسفيل في ولاية كنتاكي.
وتابع أن عائلة محمد علي كلاي «تريد شكر كل الذين رافقوها في أفكارها وصلواتها ودعمها، وتطلب احترام حياتها الخاصة».
وكان مصدر قريب من العائلة صرح مساء الجمعة بأن بطل الملاكمة السابق «في حالة خطيرة جدّاً» بينما يتدفق أفراد عائلته إلى مستشفى فينيكس ليكونوا إلى جانبه، حسب وسائل إعلام أميركية.
وأدخل محمد علي الذي يعاني منذ ثمانينات القرن الماضي من داء باركنسون، الخميس الفائت إلى المستشفى لمعالجته من مشاكل تنفسية.
وعلى مدى مشواره في رياضة الملاكمة سجل علي أرقاماً قياسية وكان له حضور مميز بالإضافة إلى مواقفه المثيرة للجدل ما جعله واحدا من أشهر شخصيات القرن العشرين.
وقال الملاكم السابق جورج فورمان الذي كان منافساً لعلي عبر «تويتر» بعد نبأ الوفاة: «ذهب جزء مني... أغلى جزء».
بدوره قال الملاكم روي جونز جونيور عبر «تويتر» أيضاً: «أشعر بحزن شديد لكنني أشعر بارتياح وامتنان لأنه الآن في أفضل مكان».
وعانى علي من مرض باركنسون (الشلل الرعاش) لفترة طويلة والذي أثر على طريقة كلامه وجعله شبه مسجون في جسده. ووصل الملاكم السابق إلى أوج مجده في الستينات، وبخفة حركته وقبضتيه السريعتين استطاع على حد تعبيره أن يحلّق مثل الفراشة ويلدغ كالنحلة، وكان أول من يفوز ببطولة العالم للملاكمة للوزن الثقيل 3 مرات.
وأصبح علي أكثر من مجرد رياضي مثير للاهتمام فقد انتقد بجرأة التمييز العنصري في الستينات وكذلك حرب فيتنام.
ومن أبرز العبارات التي قالها علي وأثارت الجدل كانت عندما وصف نفسه بأنه «الأعظم» وكذلك «الأجرأ والأمهر».
ولد محمد علي في لويزفيل في كنتاكي وكان اسمه الأصلي كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور وغير اسمه العام 1964 بعد أن اعتنق الإسلام. وعلي متزوج من لوني وليامز التي عرفته منذ كانت طفلة في لويزفيل وله تسعة أبناء.
وخلال سنوات بطولاته وبعدها التقى بعشرات من زعماء العالم بل كان يعتبر لفترة أبرز شخص على وجه البسيطة حتى أن صيته امتد إلى قرى نائية بعيدة كل البعد عن الولايات المتحدة.
وأصيب علي بمرض باركنسون بعد حوالي ثلاث سنوات من اعتزاله الملاكمة العام 1981. وامتد تأثير علي لما هو أبعد كثيرا من حلبات الملاكمة. فقد أصبح المتحدث غير الرسمي باسم ملايين السود والمقهورين في أنحاء العالم لرفضه المهادنة في آرائه ولوقوفه أمام السلطات البيضاء.
وفي مجال يصارع فيه الرياضيون عادة عدم القدرة على التعبير عن أنفسهم نال بطل الملاكمة المعروف وصف «شفاه لويزفيل» وعرف عنه حبه للحديث وبخاصة عن نفسه.
وقال ذات مرة لأحد الصحافيين «وجدت أن البسطاء لا يحصلون على الكثير».
وربما كانت تعبيراته الساخرة لاذعة. وقال في إحدى المرات «جو فريزر قبيح لدرجة أنه عندما يبكي تستدير دموعه وتنهمر من مؤخرة رأسه».
ووصف فريزر أيضا بأنه «غوريلا» لكنه اعتذر فيما بعد وقال إن هذا كله كان لمجرد الترويج إعلاميا للمباراة.
وسئل ذات مرة عن الإرث الذي يتمنى أن يتركه فقال: «أود أن يتذكرني الناس كرجل فاز ببطولة وزن الثقيل ثلاث مرات، وكان يتمتع بروح الدعابة وكان يعامل الجميع على النحو الملائم... كرجل لم ينظر من علياء قط إلى من كانوا ينظرون إليه بتقدير... كرجل دافع عن معتقداته... وحاول أن يوحد كل البشر بالإيمان والحب.
«وإذا كان ذلك كله كثيرا جدا... فأظن أنه سيرضيني أن يتذكرني الناس فقط كملاكم عظيم أصبح زعيماً ومناصراً لجمهوره. ولن أكترث حتى إذا نسيت الجماهير كم كنت لطيفا».
وفي سن الـ 22، هزم بطل الوزن الثقيل سوني ليستون في مباراة سريعة ومذهلة. ثم اعتنق الإسلام وأصبح اسمه محمد علي ورفض علنا اسمه السابق.
وأصبح شخصية محورية كممثل لحركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، وكرمز لمقاومة حرب فيتنام، عندما رفض التجنيد في الجيش. وقال: «لست في نزاع مع الفيتناميين.. لم يصفني أي فيتنامي بأني زنجي».
وأدين بعد ذلك بالتهرب من الخدمة العسكرية، وتم تجريده من لقبه كبطل للعالم في الملاكمة، لكنه طعن على القرار حتى وصل إلى المحكمة العليا التي نقضت الحكم، في العام 1971.
وعاد بعد ذلك للفوز مجددا باللقب قبل أن يخسره مرتين.
العدد 5020 - السبت 04 يونيو 2016م الموافق 28 شعبان 1437هـ