قال خطيب جامع عالي الكبير، الشيخ ناصر العصفور في خطبته أمس الجمعة (3 يونيو / حزيران 2016) إننا في زمن يُراد إنتاجه الآن من فكر جديد ورؤية جديدة باسم الدين والإسلام تحت مسمى الإسلام الجديد المعتدل والذي تعمل بعض الدوائر في الغرب لإنتاجه كنموذج للإسلام الذي يرونه مناسباً وبحسب مقاساتهم ورؤيتهم الخاصة.
وقال العصفور: "نحن في زمن اختلطت فيه الكثير من الأمور والقضايا، والأخطر هو تحول المفاهيم وانقلاب المقاييس والموازين بحيث تجد المنكر قد تحول في نظر كثير من الناس إلى معروف وأمر مألوف بلا نكير، والأخطر من كل ذلك هو تحوير الدين وتبديل القيم والمفاهيم الدينية الى النقيض والعمل على تمييع العبادات والطاعات والشعائر الدينية لأغراض وأهداف وغايات".
وأضاف "على سبيل المثال: تنتشر بين الحين والآخر أخبار ومقاطع وفيديوهات لممارسات وأعمال ممجوجة ومنكرة وتحت مسمى صلاة جماعة أو جمعة مختلطة، وتؤم المصلين امرأة والمصلون من الرجال والنساء والمرأة بلا حجاب، وآخر نموذج في سويسرا امرأة تخطب المصلين الجمعة وأخرى تؤم المصلين وفاصل موسيقي بين الخطبتين".
وبين أن "هذه التصرفات والممارسات المشوهة تهدف الى تلويث صورة الصلاة والعبادة والطاعة والشعائر العبادية وهي ليست تصرفات فردية، وهذه الأعمال والنشاطات ليست أمرا عفويا أو فرديا وإنما هي طبق مخطط مدروس يمهد لما هو قادم".
وقال الشيخ ناصر العصفور في خطبته: "نحن الآن نتناول هذه الأخبار من باب الاستغراب والتعجب وربما من باب السخرية والتهكم ونعتبرها من المهازل الممجوجة، لكن القائمين عليها يعملون ويخططون لما هو أبعد وأعمق، هذه مجرد بالونات اختبار ومجسات لمعرفة مدى وقوة ردات الفعل عندنا، وكيف نتعامل مع هذه الحالات الجديدة والغريبة، وكيف يتقبل الجيل والشباب عندنا كمجتمعات مسلمة محافظة مثل هذه الأعمال والسلوكيات، فهناك مخطط لتقديم إسلام جديد وبرؤية عصرية جديدة كما يدعون، هذه الدوائر في الغرب تعمل على إعداده بشكل مكثف، وهناك معلومات ودلائل على ذلك، هذه الدوائر تستقطب مفكرين وخبراء وممثلين من مختلف الدول والأعراق والمذاهب والاتجاهات لتقديم رؤاهم وأفكارهم ووجهات نظرهم يرصدون ويحللون ويعملون الآن على إنشاء جامعات متخصصة ومراكز بحثية لهذا الغرض تعمل على تدريس الدين وتخريج مختصين بالنسخة الجديدة من الإسلام الذي سيطرحونه ويسّوقونه الآن في الغرب، هذه النسخة من الإسلام الجديد وبالرؤية الغربية الحداثية العصرية كما يدعون ستطرح في المجتمعات الغربية، وربما تُفرض على الجاليات المسلمة هناك في المستقبل ومن غير البعيد ألا يُقبل امام مسجد هناك يزاول مهامه الا ان يكون خريجا من هذه الجامعات والمراكز وبهذه الرؤية الجديدة للإسلام".
كما وضح العصفور أن "الأمر لا يقف عند هذا الحد، بل ان رؤيتهم تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، فبعد جيل أو جيلين سُتصدَّر هذه النسخة للبلدان الإسلامية، بل لا نبالغ فلربما أن بعض المسلمين وخصوصا الجيل القادم من الشباب - ولو في حدود ما - قد يرى في هذه النسخة الجديدة النموذج العصري الأمثل للدين والإسلام الذي يتماشى مع الحياة والتجديد والحداثة والمعاصرة، نحن الآن نتعامل مع هذه الأخبار والمعلومات ببساطة وعفوية وبنوع من التساهل، كما لو كانت تصرفات طارئة وفردية ظهرت بطريقة عفوية، لكنها ليست كذلك، فوراء الإكمة ما وراءها".
وختتم العصفور بالقول: "نعم تقع المسئولية الآن على عاتق العلماء والمفكرين والساسة وقادة الدول والحكومات في البلاد العربية والإسلامية لمواجهات هذا النموذج الخطر على واقع المسلمين، وقبل أن تقع الفأس في الرأس ولات حين مناص".