تشهد محال بيع الجوالات إقبالاً كبيراً من الشبان السعوديين بعد إقرار عودتها أخيراً.
وتعد محال الجوالات مجالاً مناسباً لاستقطاب الشبان للانخراط في العمل فيها بمميزات «مغرية». وفي المقابل، يرى شبان أن العمل في هذه المحال يحتاج إلى صوغ بنود من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، أو من صاحب المنشأة، وفق تقرير نشرته صحيفة "الحياة" اليوم السبت (4 يونيو/ حزيران 2016).
وقال الموظف حديثاً في محل هواتف جوالة في شارع فلسطين بجدة محمد السيد: «إن العمل يحتاج إلى إعادة نظر في مسألة الدوام، إذ إن الوقت المستهلك حوالى 9 ساعات، ولا مجال للجلوس. ونتمنى أن يكون على شكل ساعات متقطعة، بما يتيح الحصول على وقت للراحة والغداء».
إلا أن أشرف حمزة، وهو موظف في محل آخر، أبدى رضاه التام عن عمله، على رغم أنه حاصل على البكالوريوس في الهندسة. وقال: «إن المحل يمنحني زيادات سنوية وعمولات على بيع بعض الأجهزة، وهو الأمر الذي يجعل مزية التنافس للإقبال على العمل في هذا المجال، وهذا أمر محبب بالنسبة لي».
وأضاف حمزة: «زميلي يعمل ويدرس في آن واحد، لأن طبيعة العمل فيها الكثير من المرونة والتشجيع»، لافتاً إلى أنه خيار «مميز» للشبان والفتيات السعوديين.
بدوره، وصف رجل الأعمال عضو الغرفة التجارية السابق في محافظة جدة بسام أخضر قرار وزارة العمل بسعودة سوق الجوالات والاتصالات بــ«الصائب والضروري»، مؤكداً أنه مع دعم هذه الفرصة. ولفت إلى أن هذا السوق الذي يقوم بتشغيلها أكثر من 1.7 مليون عامل، «يمكن أن يوفر فرص عمل حقيقية وواعدة وكبيرة لشريحة مهمة من الشباب السعودي، إذا ما تم تنفيذ قرار سعودته بالشكل الصحيح والعملي».
وشجع أخضر الشباب السعودي على «الدخول في هذه السوق والاستثمار فيها بالشكل الأمثل، ولاسيما في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تعاني منها دول العالم أجمع»، داعياً إياهم إلى «التشمير عن سواعدهم والنزول إلى الميدان والعمل بجدية، بما يحقق لهم الربح والحياة الكريمة، وبما ينسجم مع رؤية المملكة 2030، التي يجب علينا جميعاً الانخراط فيها، وأن نكون جزءاً منها». وقال: «أرى هذا القرار فرصة وأرضية مناسبة لدخول الشباب السعودي في ميادين العمل الحقيقية، وأصبح من واجب الشباب أن يثبتوا أنهم أهل لهذه الثقة». وعن مدى إمكان تطبيق هذا القرار، قال رجال الأعمال بسام أخضر: «إن المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني أعلنت دورات وبرامج تدريبية لتهيئة الشباب على العمل في هذا القطاع الحيوي، بما يجعلهم يتعرفون على أدق تفاصيل العمل في هذه السوق الضخمة».
وأشار أخضر إلى أن هذه البرامج ستجعل الشباب المتدرب قادراً على تسوية أمور العملاء وتمنع حدوث أي خلل في حركة السوق، داعياً شركات الاتصالات إلى «توفير أماكن لتدريب الشباب السعودي وتهيئتهم قبل دخولهم سوق العمل والتعامل المباشر مع العملاء، بالشكل الذي يمنع حدوث أي خلل في جميع جوانب عمل هذه السوق».
وشدد على أهمية تطبيق القرار بشكل تدريجي، «منعاً لحدوث أي خلل على مستوى خدمة العملاء وصيانة الأجهزة وبيع شبكات الإنترنت وأجهزة الجوالات في هذه السوق، التي تعتبر الأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط لناحية حجم المبيعات». ورداً على سؤال ما إذا كان الشباب السعودي مهيأً للعمل في هذه السوق، أجاب أخضر: «هذه فرصة لشبابنا في اختبار قدراتهم والاستثمار فيها، وما الذي يمنعهم من الدخول في هذا القطاع الذي يكفل لهم حياة كريمة، إذا ما تعاملوا معه بشكل جدي وامتلكوا إرادة قوية لتعلم أسرار هذه المهنة»، مضيفاً: «لا مكان للكسل في هذه الأوقات التي يمر فيها العالم كله بأزمات اقتصادية، وعلينا التفكير بالاعتماد على أنفسنا من الآن فصاعداً».