في أحايين كثيرة يقف العاقل الواعي في مجتمعاتنا العربية والإسلامية حائراً، أمام التعامل السلبي المفرط من البعض في بعض حالات الاختلافات في الرأي، ويزداد دهشة وذهولاً وهو يسمع العبارات واللغة الهابطة أخلاقيّاً ويرى الأساليب غير اللائقة، التي تصدر من بعض الذين لم يستوعبوا مفهوم الاختلاف في الرأي، فالذي لا يؤمن بضرورة الاختلاف وأهميته، تراه ينحدر كثيراً في ألفاظه وتصرفاته وأخلاقياته، فبدلاً من أن يرتقي بلغته وكلماته وأخلاقه، تراه يتفنن في انتقاء الكلمات والعبارات الخادشة للحياء والجارحة للكرامة الإنسانية، ويحاول استخدام كل الوسائل الاقتصادية والإعلامية المتاحة لديه، من أجل النيل من الآخر بأسوأ ما يمكن من الإساءة، دون حياء من الله جلت عظمته، ولا من رسوله المصطفى (ص)، ولا من الناس العقلاء في المجتمع.
وتراه مرة يفتري على من يختلف معه، ويكذب عليه، ويقذفه بأقبح الكلمات، ويجتهد لتشويه سمعته أمام الرأي العام المحلي والخارجي، ومرة ثانية يخرجه من المِلَّة، ومرة ثالثة يشكك في ولائه لوطنه، ومرة رابعة يؤلف عليه القصص الخيالية التي لا توجد إلا في مخيلته، ولم يترك فرصة إلا ويستغلها للانتقام منه بمختلف الطرق والوسائل، واتهامه بأبشع الاتهامات، التي ما أنزل الله بها من سلطان، على رغم معرفته الأكيدة ببطلان ادعاءاته، وأن جل المجتمع ينظر إليه بنظرة دونية، ظنَّا منه أنه بهذا الفعل المستقبح من العقلاء يحسّن من وضعه المادي والاجتماعي، ويجعله مشهورا في أوساطه الاجتماعية، حتى وإن جاءت الشهرة بطرق غير سوية أخلاقيا وإنسانيا، كل ذلك يأتي بسبب أنه ينظر بسلبية مفرطة إلى مفهوم الاختلاف، فلهذا يعتبر سب وشتم وقذف كل من يختلف معهم في الرأي والنهج والموقف تعبيراً عن الرأي، وأكثر من هذا وذاك أنه يعتقد زورا وبهتانا أن من حقه أن يقول ما يشاء على من يشاء، وليس لأي أحد الحق في محاسبته أو مساءلته أو مقاضاته على كل أو بعض ما قاله.
لا ريب أن الشخص الذي يُجرِّم الاختلاف في الرأي بمعناه الإيجابي، ولا يعتبره ضرورة ملحة في المجتمعات الإنسانية، وينظر إليه أنه وسيلة هدامة للمجتمعات، ولا ينظر إليه أنَّه وسيلة تساهم بصورة مباشرة في إثراء العالم الإنساني بالكثير من الآراء والأفكار والثقافات والابتكارات والاختراعات العلمية المتنوعة، ويوجد المنافسات الشريفة في كل المجالات والميادين بين أبناء الوطن الواحد أولاً، وبين المجتمعات العربية والإسلامية والإنسانية ثانياً، من يحارب الاختلاف في الرأي، يريد لمجتمعه التراجع والإخفاق في كل المجالات والميادين، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والعلمية والتربوية والتعليمية وغيرها من المجالات والميادين المختلفة، وكأنه لا يعلم أن الأمم التي يزيد فيها الاختلاف الممدوح بكل أنواعه ومجالاته، تكون أكثر تنوعاً ونشاطاً وحيوية في السياسة والاقتصاد والعلم والثقافة والأدب والتعليم والفن والرياضة، أمَّا الأمم التي تنظر إلى الاختلاف في الرأي وكأنه نقمة عليها أو بعبع مخيف يجب التصدي إليه، لا شك أنها بهذا الفهم المعكوس تبتعد كثيراً عن مواكبة التطورات العالمية.
فالاختلاف في الرأي يوجد حالة من التنافس الإيجابي بين أبناء المجتمع، المبني على الأسس القانونية والحقوقية والإنسانية والأخلاقية، الذي يساعد على تنمية وتطوير قدراتهم ومهاراتهم، ويعطي لكل من يريد الارتقاء بذاته ووطنه، دافعا قويا للإبداع والابتكار وتحليل الأفكار والقضايا المطروحة عليه بموضوعية وعقلانية.
من المؤكد أن الاختلاف في أي مجتمع إذا ما أحسن استخدامه، يكون سببا رئيسيا في ترسيخ العلاقات الاجتماعية والإنسانية بين مختلف أطياف المجتمع ومكوناته، ويخفف كثيرا من الاحتقانات والخلافات المصطعنة التي تعاني منها الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية، ويبني قاعدة أساسها، الاختلاف لا يفسد في الود قضية، وإن رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، كما قال الإمام الشافعي (رحمه الله تعالى).
لابد أن نفهم جميعاً أن الاختلاف في الرأي لا يعني العداء الذي يؤدي إلى الخصام والقطيعة والإقصاء وممارسة التمييز بكل أشكاله وأنواعه، الاختلاف في الرأي يعني الانفتاح على ثقافات الغير والاستفادة من إيجابياتها، ألم يكن اختلاف العلماء في مشاربهم العقائدية والفقهية والعلمية يؤدي إلى تنوع نتاجاتهم العلمية والشرعية طوال تاريخنا الإسلامي والإنساني؟ لم نجد عالما أو مثقفاً يشهد إليه بالعقلانية يستخدم لغة رخيصة عند الاختلاف مع الآخرين؛ لأنه يعلم أن من يستخدمها يبتعد كليًّا عن أخلاقيات وأدبيات الاختلاف، وأكثر من ذلك فإنه يكشف عن ضحالة وعيه وضعف في فكره، وأنه يعاني من إفلاس في العلم.
إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"العدد 5019 - الجمعة 03 يونيو 2016م الموافق 27 شعبان 1437هـ
الاختلاف مدعاة لدخول الحبوس والاعتقال والسجن وسحب الجنسية وغيرها من الامور المستحدثة
استادى شعب البحرين كل يوم يبدى رايه ومن حقه ان يتكلم ويطالب عن حقوقه ومن حقه ان يتظاهر وقالها ولى العهد من حق الشعب التظاهر عجل لماذا اذا خرجو يتظاهرون يقمعونهم مع انه الدستور يجوز المظاهرات لطلب الحقوق لماذا يخرجون عن الدستور الي هم سانينه هاده هو السؤال لايقدرون ان يجيبو عليه لانهم يمشون على هواهم وليس على هوى الدستور الله افرج عن شعب البحرين الطيب
ايها البحرانى انت ليس لك حرية راي ان تكلمت مصيرك السجن اسكت المشتكى لله وقاتل الله الجهل
كلام يكتب بماء الذهب يطابق ما في القرأن وكل ما في الكتب السماويه ومع ذلك لك الحق ان تختلف معه بأدب
فان أصررت مع شيطانك على العناد
فكما تقول والدتي اطال الله بقاءها
"؟لاتبكي على من مات
ابكي من فقد عقله.
الله يهديك اذا تختلف معاهم انت م.. انت ... انت مدفوع الاجر