العدد 5019 - الجمعة 03 يونيو 2016م الموافق 27 شعبان 1437هـ

القطان: رمضان شهر التجاوز عن الخطيئة والشحناء...وفيه يُترفَّع عن سفاسف الأمور

مثير الفتن في وطنه والمخل بأمن البلاد والعباد لا يستفيد من الشهر

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

الجفير - محرر الشئون المحلية 

03 يونيو 2016

أكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن «شهر رمضان يعتبر شهر العفو والمغفرة، وهو شهر التجاوز عن الخطيئة، والشحناء والبغضاء والقطيعة من موانع المغفرة الشديدة».

وقال القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (3 يونيو/ حزيران 2016)، إن «شهر رمضان يُستقبل بتهيئة النفوس وتنقيتها من الضغائن والأحقاد، والكراهية التي خلخلت عُرى المجتمع وأنهكت قواه، ومزقت المسلمين شرَّ ممزّق، وفرقت بين أبناء الوطن الواحد والبيت الواحد».

ورأى أن «الذي يطلُّ عليه رمضان عاقًّاً لوالديه، قاطعاً لأرحامه، هاجراً لإخوانه، مثيراً للفتن في وطنه، أفعاله قطيعة، ودوره في المجتمع الإفساد والنميمة وإثارة القلاقل، والإخلال بأمن البلاد والعباد، هيهات هيهات أن يستفيد من رمضان»، مشيراً إلى أن «حقيقة الصيام ترسخ الفضائل الجليلة، طبعاً لا تصنعاً، وسجية لا تكلفاً، وتبقيها لازمة لا تفارق، وصافية لا تكدر، فهلا جعلنا هذا الشهر الكريم، انطلاقة للسمو، والترفع عن سفاسف الأمور، والحذر من كل ضلال وزور».

وأوضح أن «رمضان هو شهر الموالاة للمؤمنين، والمواساة للفقراء والمساكين والمعوزين، من حِكَمِ رمضان أن يتفاعل المسلم مع إخوانه في وطنه وفي شتَّى بقاع الأرض، ويتجاوب مع نداءات الفقراء والضعفاء والمنكوبين، متجاوزاً بمشاعره كلَّ الفواصل، متسلِّقاً بمبادئه كلَّ الحواجز، يتألَّم لآلامهم، يحزن لأحزانهم، يشعر بفقرائهم، مبتدئاً بالموالاة والمواساة من بيته وموطنه، ولإخوانه من بني جِلْدَتِه وصَحْبِه وأقاربه، ومواساة المسلمين المستضعفين والمنكوبين في العالم».

وذكر أن «شهر رمضان يُستقبَلُ بنفسٍ معطاءةٍ، ويدٍ بالخير فيَّاضةٍ، يبسط يده بالصَّدقة والإنفاق».

ولفت إلى أن «شهر رمضان هو شهر النَّفحات والرَّحمات والدَّعوات، والمال الحرام سبب البلاء في الدنيا ويوم الجزاء، لا يُستجاب معه الدعاء، ولا تُفَتَّحُ له أبواب السماء؛ لذا يُستقبَلُ رمضان بتطهير الأموال من الحرام، فما أفظعها من حسرةٍ وندامةٍ أن تلهج الألسنُ بالدعاء والاستجابة».

ووصف الشهر بأنه «مدرسةٌ لتقوية الإيمان، وتهذيب الخُلُق، وتقوية الإرادة، ومَنْ كان هذا حاله فسيجد في نهاره لذَّة الصابرين، وفي مسائه وفي ليله لذَّة المناجاة في ساعاتها الغالية. هؤلاء هم الذين تُفَتَّحُ لهم أبواب الجنان في رمضان، وتُغَلَّقُ عنهم أبواب النيران، وتتلقَّاهم الملائكة ليلة القدر بالبِشْر والسلام. هؤلاء هم الذين ينسلخ عنهم رمضان مغفوراً لهم، مكفَّرةً عنهم سيِّئاتهم».

ودعا القطان إلى «الصلاة بخشوع وخضوع وحضور قلب، والمحافظة على صلاة الجماعة، قراءة القرآن بتدبر وتأمل آياته، والعيش في ظلاله، واستنشاق نسماته، والاهتداء بهديه، وذكر الله عز وجل بالقلب واللسان والجوارح، واللهج بالتسبيح والتكبير والتحميد والتهليل، مناجاة الله عز وجل في الأسحار، الإكثار من الاستغفار، طلب العلم النافع، والتفقه في الدين، ومما يزيد الإيمان الصدقة، والبذل والعطاء، والتفكر في آيات الباري تبارك وتعالى، ومطالعة آثاره في الكائنات، وبديع صنعه في المخلوقات، ورمضان زمن صفاء ذهن المتأمل وإشراق فكر المتفكر، واستنارة قلب المعتبر، فهو جدير بالتفكر في بديع صنع الخالق تباركت أسماؤه»، مؤكداً أن هذه الأعمال تزيد في إيمانكم وتنمي يقينكم.

وتساءل: «كيف لا يبشر المؤمن بشهر يفتح الله فيه أبواب الجنة؟ كيف لا يبشر المذنب بشهر يغلق الله فيه أبواب النار؟ كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل الله فيه الشياطين؟ إنه شهر لا تحصى فضائله، ولا يحاط بفوائده».

وأفاد بأن «أعظم مَطْلَبٍ في هذا الشهر إصلاحُ القلوب؛ فالقلب الذي مازال مقيماً على المعصية يُفَوِّتُ خيراً عظيماً؛ فرمضان هو شهر القرآن، والقلوب هي أوعية القرآن ومستقرُّ الإيمان؛ فكيف بوعاءٍ لُوِّثَ بالآثام؛ وتدنس بالمعاصي، كيف يتأثر بالقرآن؟!».

وقال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي: «إن الواجب علينا جميعاً أن نتق الله عز وجل ونتخذ من استقبال شهرنا موقف محاسبة وتوبة، ونقطة رجوع إلى الله وعودة إلى حماه، فمن كان تاركاً للصلاة فليتب، ومن كان عاصياً لله فلينب، ليهتم كل أب ببيته وتربية أبنائه على تعاليم الإسلام، فإنه سيموت وحده، ويبعث وحده، ويحاسب على ما قدمت يداه، ليكن كل إنسان منا مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، وليجعل من نفسه مشعل خير في أهل بيته وحيّه ومن حوله وفي وطنه، لنكن أمة واحدة كما أراد الله منا «.

وأضاف «يا أسير الذنوب والشهوات، هذا شهر التوبة. يا عاكفاً على المعاصي والمحرمات، هذا شهر الطاعة. يا مدمن الغيبة والنميمة والنظر والاستماع إلى ما حرم الله، هذا شهر الرجوع إلى الله، يا آكل الربا، يا متعاملاً بالرشوة وآكلاً أموال الناس بالباطل، يا سارقاً ومختلساً من الأموال العامة والخاصة، يا شارباً للخمر ويا متعاطياً للمخدرات، ويا عابثاً بأعراض الناس، ويا مسيئاً لوطنه ومزعزعاً لأمنه واستقراره، هذا شهر الأوبة والإنابة، هذا شهر صوم الجوارح وصونها عن كل ما يغضب الله، هذا شهر القرآن فاتلوه، هذا شهر الغفران فاطلبوه، هذا شهر الصيام والقيام والبر والإحسان فافعلوه».

وخلص إلى أن «هذا الشهر فرصتنا للتوبة النصوح، وهذه الأيام غنيمة لنا، فهل نبادر الغنيمة والفرصة؟ صام معنا قوم العام الماضي ثم ردوا لمولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين، مضوا بأعمالهم وتركوا آثارهم».

العدد 5019 - الجمعة 03 يونيو 2016م الموافق 27 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً