صارت حكومة كرواتيا على بعد خطوات من الانهيار، اليوم الجمعة (3 يونيو/ حزيران 2016)، وسط رفض شريكي التحالف الحكومي المتنازعين الاستقالة من منصبيهما الوزاريين استجابة لطلب رئيس الوزراء تيهومير أوريسكوفيتش، وسحب دعمهما له.
وقال رئيس الوزراء إن الصراع بين نائبيه، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكرواتي (إتش دي زد)، توميسلاف كاراماركو، وبوزو بتروف، رئيس الشريك الأصغر حزب "موست" أو " الجسر" الإصلاحي )، منع الحكومة من أداء وظيفتها على الرغم من كونها في السلطة منذ ستة أشهر فقط.
وأوضح أوريسكوفيتش في خطاب إلى الأمة، أن "العلاقات بين السيد كاراماركو والسيد بتروف أصبحت عبئا ثقيلا على هذه الحكومة وعلى كرواتيا".
ويتنازع النائبان حول مزاعم الفساد التي وجهها بتروف إلى كاراماركو، قبل أن يطالب باستقالته الأسبوع الماضي.
وشكل حزبا "إتش دي زد" و"موست" حكومة في كانون ثان/يناير الماضي بعد محادثات صعبة لتشكيل ائتلاف، واتفقا على دعم أوريسكوفيتش، غير المنتمي لأحزاب، كرئيس للوزراء. ولكنهما ظلا على خلاف منذ ذلك الحين في الغالب، وعرقلا عمل أوريسكوفيتش، وأثارا احتمال إجراء انتخابات جديدة.
وقال أوريسكوفيتش، السياسي المبتدئ الذي كان مدير أعمال ناجحا على الصعيد الدولي قبل تولي هذا المنصب، "لقد بذلت الكثير من الجهد في الأيام الأخيرة لتحسين العلاقات بينهما، ولكن دون جدوى. لذا، أدعو كاراماركو وبتروف إلى التنحي عن منصبيهما لمصلحة الأمة".
وأضاف أن إجراء انتخابات جديدة لن يكون حلا جيدا، لأنها ستكلف "مليارات اليورو".
وبدا مصير أوريسكوفيتش في منصبه غير مؤكد وسط رفض كلا الزعيمين طلبه.
وقال كاراماركو " نرفض الدعوة للاستقالة. فنحن أقوى حزب في البرلمان"، مضيفا أن دعوة أوريسكوفيتش "غير مفهومة"، وأن رئيس الوزراء "لم يعد يحظى بثقة حزب الاتحاد الديمقراطي الكرواتي".
فيما قال بيتروف إنه "على استعداد للاستقالة إذا كان هذا ثمن استقرار كرواتيا"، لكنه اشترط أن يتوازى هذا مع رحيل كاراماركو واثنين آخرين من وزراء حزب الاتحاد الديمقراطي الكرواتي - وهو ما رفضه الحزب بالفعل.
وأنتجت انتخابات 8 تشرين ثان/نوفمبر الماضي فوزا بفارق ضئيل لحزب الاتحاد الديمقراطي الكرواتي بزعامة كاراماركو، على الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة رئيس الوزراء السابق زوران ميلانوفيتش. وحقق حزب الاتحاد الديمقراطي الكرواتي 59 مقعدا في البرلمان المكون من 151 مقعدا مقابل 56 للحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وسمحت هذه النتيجة لحزب "موست" الحاصل على 19 مقعدا، بالقيام بدور صانع الملوك. ولكن الحزب تشرذم منذ ذلك الحين، وأصبح من غير الواضح ما إذا كان سينجو من صراع داخلي آخر.
وأصبحت كرواتيا، الجمهورية اليوغوسلافية السابقة التي كان عليها القتال من أجل استقلالها وسيادتها في تسعينيات القرن الماضي، أحدث إضافة إلى الاتحاد الأوروبي قبل ثلاث سنوات.