أكد الخبير الاقتصادي البحريني جعفر الصائغ في مقال له اليوم الجمعة (3 يونيو/ حزيران 2016) في صحيفة لوسيل الاقتصادية أن "من غير المعقول مقارنة وضعنا الاقتصادي والاجتماعي مع تلك الدول التي تتمتع باقتصاديات قوية وقادرة على خلق المزيد من فرص العمل لمواطنيها، وهذا شرط أساسي لضمان عدم حدوث اختلالات في سوق العمل بعد رفع سن التقاعد".
وذكر الصائغ أن "الدول الغربية التي رفعت سن التقاعد إلى 65 و70 عاماً، فإن هذه الدول أولاً لم تتخذ مثل هذا القرار دون أن تعطي فترة سماح للموظفين لمراجعة وضعهم الوظيفي ودراسة الخيارات المتاحة أمامهم قبل رفع سن التقاعد. فعلى سبيل المثال عندما قررت ألمانيا رفع سن التقاعد من 65 إلى 67 عاما لم تقرر تنفيذ القرار في الحال أو في الإجازة الصيفية، بل طلبت تنفيذه في عام 2029، وكذلك فرنسا التي قررت رفع سن التقاعد من 60 إلى 62 عاما وحددت عام 2018 لتنفيذه وذلك بعد عرضه على البرلمان لتمريره، وكذلك الحال مع بقية الدول التي رفعت سن التقاعد".
وتابع "كما أن معدل العمر في تلك الدول يصل إلى 90 عاما أو يزيد، أي أن لدى المتقاعد أكثر من 20 سنة ليستفيد من معاشه التقاعدي بينما في دولنا يصل معدل العمر إلى 70 سنة، أي سيكون لديه خمس سنوات فقط ليستفيد من حياته التقاعدية، عندها سيكون المواطن من الوظيفة إلى القبر".
وبين الصائغ أن "غالبية المجتمعات الأوروبية تعاني من مشكلة ديموغرافية خطيرة، حيث إن قاعدة الهرم السكاني فيها يهيمن عليها كبار السن (ما فوق 60 عاماً) وأن النمو السكاني فيها بطيء ولذلك تحاول حكوماتها ترميم الفجوة الديمغرافية (سد النقص البشري) من خلال فتح الهجرة الأجنبية من بلدان العالم النامي وأيضاً من خلال رفع سن التقاعد كأداة لسد ذلك النقص في سوق العمل".
وأشار الصائغ إلى أن "بعض الدول الخليجية يبدو إنها تعتزم رفع سن التقاعد لمواطنيها إلى ما فوق 60 عاما وذلك في محاولة لوقف العجز المالي المتوقع في صناديق التقاعد، مما يعني جعل الموظف يعمل لفترة أطول حتى لا يتكبد صندوق التقاعد أي عجز مالي مستقبلاً".
وتابع الصائغ "وحسب تصريحات بعض المسئولين فإن الوضع الحالي للصناديق التقاعدية لا يفي بمتطلباتها تجاه المشتركين على المدى البعيد"، وبين أن "المسئولين يؤكدون أن رفع سن التقاعد يعتبر أمرا ضرورياً وطبيعيا وقد طبقته دول عديدة في أوروبا وأميركا وغيرها، فيما يقول المعارضون إن هذا سيؤدي إلى التفريط في الحقوق الاجتماعية للعمال".
ولفت الصائغ إلى أن "هناك دولاً عديدة قامت برفع أو تخطط لرفع سن التقاعد، فعلى سبيل المثال في الولايات المتحدة الأميركية يبلغ سن التقاعد 66 عاما لكل من الرجال والنساء وفي ألمانيا واليابان 65 عاماً وسويسرا 65 عاما للرجال و64 عاما للنساء وإيطاليا 62 عاما و5 أشهر للرجال و62 عاما للنساء".
وشدد الصائغ على أن "نظام التقاعد يعتبر من الأنظمة الهامة التي تلعب دورا إستراتيجيا في الحياة الاقتصادية لأي مجتمع، كما أنه يصعب تغيير ذلك النظام من دون المس بالمستوى المعيشي لنسبة كبيرة من أفراد المجتمع فكافة العاملين من نساء ورجال ومسئولين وموظفين ينظرون إلى نظام التقاعد نظرة مستقبلية وكمصدر استقرار مالي لحياتهم ما بعد بلوغ سن التقاعد، فأي قرار بالتغيير في هذا النظام سيؤثر على وضعهم المعيشي المستقبلي".
وواصل "وهذا النظام لا يعني المتقاعدين فقط وإنما جميع العاملين الذين يأملون يوما ما بتقاعد مريح في نهاية خدمتهم الوظيفية، ولذلك يعمل الموظف على تحسين وضعه الوظيفي وراتبه الأساسي وزيادته على أمل أن ينعكس ذلك على معاشه التقاعدي"، وقال أن "الكثير من الحكومات ومن أجل ضمان تحقيق الاستقرار المالي للمتقاعدين تقدم الدعم لصناديق التقاعد فمثلا في ايطاليا تنفق الدولة أكثر من 14 في المائة من الناتج القومي على المتقاعدين، وفي فرنسا تنفق الدولة حوالي 13 في المائة على المتقاعدين".
اشكرك دكتور جعفر الصائغ على جهودك الرامية نحو تطبيق أنظمة عادلة مدروسة بحكمة من قبل المختصين الذي يهمهم الوطن والطبقة الكادحة
و زيادة على القهر اللي احنا فيه ان التجنيس مستمر و توظيف الاجانب مستمر و هدر اموال الدولة مستمر و الفساد ماشي و يشكون بعجز في الميزانية و تقشف على ظهر المواطنين يعيشون غلاء و دفع ضرايب
اهني رفع سن التقاعد فجأة و بدون سابق انذار
بل يطبق و يفرض على الناس بين يوم و ليلة من أجل تغطية عجزهم على حساب الناس المطحونة المغلوب على أمرها