لم يحظ انتي كاسيتش بتأييد الجماهير الكرواتية ابان تعيينه مدربا لمنتخب "برازيل أوروبا" أواخر العام الماضي، بيد أن الاتحاد المحلي للعبة شدد على أنه "الرجل المناسب" لقيادته في كاس أوروبا لكرة القدم المقررة في فرنسا من 10 يونيو/ حزيران الجاري إلى 10 يوليو/ تموز المقبل.
وقتها وتحديدا في سبتمبر الماضي، قال رئيس الاتحاد الكرواتي نجمه وهدافه التاريخي دافور سوكر: "أنا مقتنع بأن انتي كاسيتش يستحق أن يكون مدربا لمنتخبنا الوطني".
وأضاف "لقد عمل مع ثمانية او تسعة لاعبين من المنتخب سابقا وهذا عامل مهم جدا بالنسبة لنا".
قاد كاسيتش (62 عاما) دينامو زغرب إلى احراز الثنائية المحلية (الدوري والكأس) عام 2012، وعمل مدربا مساعدا لمنتخب شباب كرواتيا بين 1994 و1998، كما اشرف على تدريب المنتخب الليبي من 2003 إلى 2006.
لجأ سوكر إلى خدماته عقب الخسارة أمام النروج في الجولة الثامنة من تصفيات المجموعة الثامنة عندما تراجعت كرواتيا إلى المركز الثالث قبل جولتين من نهاية المشوار وأكد أنه مقتنع بقدرته على قيادة المنتخب إلى العرس القاري.
حقق كاسيتش العلامة الكاملة في المباراتين المتبقيتين واستفاد من خدمة ايطاليا التي تغلبت على النروج في الجولة الأخيرة وكان عند حسن ظن سوكر.
رغم ذلك، انقسمت وجهات نظر الكروات بخصوص كفاءة وخبرة كاسيس الذي سيخوض غمار أول بطولة كبيرة في مشواره التدريبي ومع منتخب بلده الأصلي.
رهان كاسيتش هو الرد او اقناع المشككين في قدراته وهو يملك الارضية الخصبة للقيام بذلك بالنظر إلى التشكيلة المدججة بالنجوم والمواهب ذوي الخبرة في البطولات الكييرة وعلى راسها "كرويف كرواتيا" لاعب وسط ريال مدريد الاسباني المنتشي بتتويجه بلقب مسابقة دوري ابطال أوروبا هذا الموسم، ولاعب الوسط الاخر نجم الغريم التقليدي برشلونة ايفان راكيتيتش وهداف يوفنتوس الايطالي ماريو ماندزوكيتش وثنائي انتر ميلان الايطالي ايفان بيريسيتش ومارسيلو بروزوفيتش.
على الورق، يمكن لكرواتيا - التي اوقعتها القرعة في المجموعة الرابعة إلى جانب تركيا وجمهورية التشيك واسبانيا حاملة اللقب في النسختين الاخيرتين - يمكنها تحقيق نتائج افضل من ابرز انجازاتها السابقة في البطولة وهي بلوغ الدور ربع النهائي عامي 1996 و2008.
ولكن على المستوى الجماعي، لم تحقق كرواتيا الشىء الكثير منذ مشاركتها التاريخية في مونديال فرنسا 1998 وحلولها ثالثة.
شهد مشوار كرواتيا في التصفيات احداث عنف و"تصرفات عنصرية لجماهيرها" كلفتها حسم نقطة من رصيدها، بالاضافة إلى توقيت اقالة نيكو كوفاتش والذي اثار جدلا كبيرا على غرار تعيين انسيتش.
كان انسيتش يملك ورشة في زغرب في الفترة بين 1978 و1991 لاصلاح التلفزيون والراديو، وعندما سئل مؤخرا عما اذا كان سيكون قادرا على إصلاح التلفزيون الان، قال ضاحكا: "ليس لدي الامكانية لذلك! لن أعرف كيفية فتحه، انه عالم مختلف".
لعب الحظ دوره في تعيين انسيتش على رأس الادارة الفنية للمنتخب الكرواتي مقارنة مع المدربين السابقين، فهو لا يملك مسيرة كروية كلاعب خلافا لهم وهو ما اثار حفيظة الجماهير بالنظر إلى مشوار المديرين الفنيين السابقين: كوفاتش، إيغور ستيماتش، سلافن بيليتش، أو المدرب الكاريزمي ميروسلاف "تشيرو" بلازيفيتش - الذين قاد كرواتيا إلى المركز الثالث في كأس العالم 1998، وجميعهم خاضوا مسيرة كروية متميزة وناجحة إلى حد ما كلاعبين ومدربين.
بعد عمله في اصلاح اجهزة التلفزيون والراديو، حصل كاسيتش على شهادة مدرب كرة قدم عبر جامعة التربية البدنية في زغرب.
وبعد فترة قصيرة على {اس الادارة الفنية للمنتخب الليبي تحت 20 عاما موسم 2005-2006، عاد إلى بلاده لتدريب دوبرافا ثم قاد انتر زابريسيتش إلى الدرجة الاولى، لكنه لم يعرف نجاحات بعد ذلك باستثناء ثنائية محلية مع دينامو زغرب موسم 2011-2012 علما بانه اقيل من منصبه في اقل من سنة، ولقي المصير ذاته مع ماريبور السلوفيني (2013) وسلافن فيلوبو (2014-2015).