في ظاهرة غريبة، اتجه العديد من الأفراد في مختلف وزارات الدولة للحصول على التقاعد المبكر، في ظل الأخبار الواردة عن تغيير بعض أنظمة التقاعد في البحرين، حتى أني شخصياً تفاجأت، فبعد سفري خارج البحرين لمدة أسبوع رجعت وكأن الدنيا انقلبت رأساً على عقب.
أكثر من سبع زميلات عمل قدّمن للتقاعد المبكر خلال أسبوع سفري، أروقة بعض الوزارات باتت مزدحمةً لدرجة غير مسبوقة، بالتأكيد ذكرني هذا بما حصل عند ارتفاع أسعار البترول وتدافع الناس لملء خزاناتهم في سبيل توفير دينار أو دينارين لليوم الثاني.
أصبح الفرد مترقباً لما سيحدث في المستقبل بخوف وتشاؤم في ظلّ عدم تأثر آخرين بكل ما يحدث، وكأن البلد انقسمت نصفين، نصف مرفه وغير عابئ بما يحدث يتم تجديد عقده بالنظام الجزئي بعد التقاعد منذ سنوات ربما أكبر من سنوات عمري مجتمعةً، ونصف متأثر بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يلهث راكضاً للتقاعد حتى لا يتم إدراجه مع التعديلات الجديدة والتي لم تطبق رسمياً ولكن بحسب المثل المصري (اللي يتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي).
فمع كل التغييرات التي ظهرت في السابق بأنها قيد الدراسة، يتفاجأ المواطن بتطبيقها بعد أيام أو ساعات فقط (فيا تلحق اتشيل عمرك أو ما تلحق). لست محللةً اقتصاديةً أو سياسيةً، ولم أبلغ سن التقاعد حتى الآن، ومهنتي وبحوثي وعلاقاتي في مجملها تنصب في الجانب النفسي والاجتماعي، وكما كنت ولازلت أقول إننا لا نستطيع أن نفصل أي جانب عن الآخر، فحين نتحدّث عن الغضب الذي نراه في الشارع بين الأفراد والصراخ حتى على أبسط الأمور كالتأخر في السير عند الإشارة الضوئية أو مسلسل الضرب بين النساء، أو رداءة الخدمات التي تقدّم في أغلب الأماكن والتي باتت واضحة للعيان ليس لشيء سوى لأنهم بشر «ولا أدري متى سيتم إدراك أن موظف = إنسان وليس آلة»، لا شيء بات يضايقني سوى رؤية الكثيرين يصابون بالاكتئاب والقلق ويبحثون عن ما يهدّئ ممّا أصابهم، ويتخبطون بين أدوية غير موصوفة طبياً، أو مدربين غير مختصين يبيعونهم وهم العلاج والعصا السحرية لجميع مشكلاتهم.
ولأني أخصائية علاج نفسي متخصصة في أحيان لا أنكر عجزي عن إعطاء الحل الأنسب لهم، وذلك ببساطة لأن حل مشكلاتهم في تخفيف الضغوط، فما بين بصمة الحضور والانصراف الدقيقة وتسلط مدير وقرارات وإجراءات مفاجئة أقف.
فالخوف من المجهول والمستقبل من أكثر العوامل فاعلية في التأثير على مشاعر الناس؛ هذا الخوف والقلق المبالغ فيه من الآتي، والذي يظهر لملايين البشر يومياً من جميع الأعمار، قد لا يوجد له رادع. كل هذا بسبب سيطرة أفكار تتعلق باحتمالات ما (قد) يحدث في المستقبل المجهول.
تأكدوا إنه لم يفت الأوان بعد، فهناك دائماً فرصة سانحة لتعلم شيء جديد يمكن أن يحدث التغيير الإيجابي في حياتنا، فلِمَ لا يكون الهدف هذه المرة ترويض النفس على اكتساب مهارة نفسية جديدة، من شأنها أن تقمع سيطرة الأفكار السلبية على حياتنا وتعلّمنا كيف نسيطر على قلقنا.
فهذا النوع من المخاوف سيؤثر سلباً على الصحة كونه يتسبب في ضيق الصدر واضطراب ضربات القلب، إضافةً إلى آلام المعدة والصداع والدوار، وهذه الأمور يمكن أن تحمل نتائج عكسية لمسببات القلق غير المبرّر؛ فهذا المجهول الذي نخافه قد يكون تدهوراً في الصحة، لذلك يتوجب علينا محاربته حفاظاً على صحتنا.
إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"العدد 5018 - الخميس 02 يونيو 2016م الموافق 26 شعبان 1437هـ
الله يجازي الي كان السبب .
الكاسر
نصف شعب البحرين مرضي قلب وسكري وضغط
من شنو من قرارات الحكومة والضيق في العمل والمعاش وكثرة المصاريف والله العالم الجاي اكثر من الرايح
الابتعاد عن الله عزل وجل يسبب كل هذه الاشباء
مقال جميل .. يعطيج العافية
التقاعد
قد يكون التقاعد المبكر سبيل إلى تخفيف وطأة الاكتئاب التي تصيب المواطن من عمله الدؤوب الذي لا يكاد يفر منه.
آخ بس لو اقدر اتقاعد
القانون يمكن ان يتغير فلماذا اتقاعد ،لأنه الطريق الصحيح لابد ان يكون في يوم من الأيام أن يأتي .
Like. Like. Like
شكراً لك
محترمة وأنيقة وشفافة ومتواضعة وكريمة وذات خلق عال .. كتاباتك تشرح الصدر دوماً كما تعاملاتك ..ورحم الله من عرف قدر نفسه !
Like
فاطمة
كلامك عسل عسل . أهالي قرية عين الدار جدحفص
كلام سليم