دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس (الخميس)، عن مقاربته المثيرة للجدل حيال النزاع السوري، محذراً من خطر انزلاق الولايات المتحدة إلى حرب أهلية جديدة في الشرق الأوسط.
وقال أمام الأكاديمية العسكرية التابعة لسلاح الجو الأميركي في كولورادو سبرينغز (غرب) إن «المقترحات بتدخل عسكري أميركي أقوى في نزاع مشابه للحرب الأهلية في سورية يجب دراستها بدقة صارمة (...) مع الأخذ في الاعتبار المخاطر التي تنطوي عليها بشكل صادق».
وتساءل: «ماذا سيكون تأثير (هذا التدخل) على النزاع؟ وما هي الخطوة المقبلة».
وشدد أوباما على أن «الحل الحقيقي الوحيد للنزاع السوري هو الحل السياسي»، داعياً مرة أخرى إلى رحيل «الأسد الدكتاتور»، لكنه أكد أن ذلك يتطلب جهوداً دبلوماسية وليس «انجرار الجنود الأميركيين إلى حرب أهلية أخرى في الشرق الأوسط».
وفي مواجهة كارثة إنسانية ناجمة عن النزاع السوري الذي أودى بحياة 280 ألف شخص منذ أكثر من خمس سنوات ونزوح الملايين من منازلهم، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً اليوم (الجمعة) بشأن المساعدات.
وقال الرئيس الأميركي لطلاب الأكاديمية العسكرية: «يجب أن تكون سياستنا الخارجية قوية، لكنها يجب أن تكون ذكية أيضاً».
بيروت - أ ف ب، رويترز
تضغط الدول الغربية من أجل البدء بإلقاء المساعدات جواً للمناطق المحاصرة في سورية وخصوصاً مدينة داريا قرب العاصمة، إلا أن هذه العملية قد تحتاج وقتاً على حد قول الأمم المتحدة كما تحتاج إلى الضوء الأخضر من دمشق.
ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة حول سورية اليوم (الجمعة) للبحث في ما إذا كان من الضروري إلقاء مساعدات إنسانية من الجو للمناطق المحاصرة بعدما كانت حددت المجموعة الدولية لدعم سورية والأمم المتحدة الأول من يونيو/ حزيران كمهلة لبدء اعتماد هذا المسار في حال لم تتمكن قافلات المساعدات من الوصول براً.
واعتبر السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، ماثيو ريكفورت، الذي طلب عقد الجلسة الطارئة، أنه «لا بد من إلقاء مساعدات إنسانية من الجو».
وطالب نظيره الفرنسي، فرنسوا ديلاتر «بتنفيذ عمليات إلقاء مساعدات إنسانية من الجو على كل المناطق المحتاجة إليها، وبالدرجة الأولى على داريا والمعضمية ومضايا، حيث يواجه السكان المدنيون، بمن فيهم الأطفال، خطر الموت جوعاً».
إلا أن مساعد موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، رمزي عز الدين رمزي قال إن إلقاء مساعدات جواً «ليس وشيكاً»، خاصة أن برنامج الأغذية العالمي لم ينجز بعد خططه في هذا الشأن.
وشرح أنه نظراً إلى الطبيعة المعقدة لهذه العمليات التي تستلزم استخدام الممرات الجوية التي تعتمدها في العادة الطائرات التجارية، فإن الأمم المتحدة تحتاج إلى ضوء أخضر من الحكومة السورية للسير قدماً في خطتها.
وبالتزامن مع انتهاء مهلة الأول من يونيو/ حزيران المحددة لإلقاء المساعدات جواً، دخلت الأربعاء أول قافلة مساعدات إلى مدينة داريا جنوب دمشق، والتي تحاصرها قوات النظام منذ العام 2012، من دون أن تتضمن مواد غذائية، الأمر الذي علقت عليه منظمة «سايف ذي شيلدرن» بالقول إنه «صاعق وغير مقبول إطلاقاً منع الشاحنات من إدخال الطعام».
وأتى إدخال المساعدات في إطار هدنة مؤقتة فرضتها موسكو حليفة دمشق لمدة 48 ساعة في داريا.
ويقول الناشط شادي مطر في مدينة داريا «لم يعد هناك عمليات بيع وشراء في داريا، فليس هناك أي مواد لبيعها بل ما يجري الكثير من الأحيان هو مقايضات وتبديل بين السكان».
وحول كيفية تأمين المواد الغذائية حالياً، أوضح شادي «تدخل بعض المواد عن طريق التهريب إذ أن البعض يخاطر بحياته ويتسلل خارج المدينة». وأضاف «اعتمدنا لفترات طويلة على أدوية منتهية الصلاحية فيما كان جزء كبير من الأدوية غير متوفر أساساً».
وختم شادي بالقول «داريا بحاجة إلى كل شيء».
وقتل الخميس مواطنان وأصيب أربعة آخرون بجروح في تفجير انتحاري استهدف مدينة اللاذقية في غرب سورية، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وفي مدينة حلب شمالاً، قتل خمسة مدنيين على الأقل، وفق الدفاع المدني، في قصف صاروخي لقوات النظام استهدف مناطق سكنية في حي العامرية في الجهة الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة.
وميدانياً، تتركز الأنظار على معركة تقودها قوات سورية الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية لطرد تنظيم «داعش» من مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وتمكنت قوات سورية الديمقراطية، وهي عبارة عن تحالف فصائل كردية وعربية، من التقدم «إذ باتت على بعد عشرة كيلومترات من منبج بعدما سيطرت على حوالى 20 قرية»، وفق المرصد السوري.
ولمدينة منبج أهمية استراتيجية إذ تقع على خط الإمداد الرئيسي لتنظيم «داعش» بين الرقة، معقله في سورية، والخارج
وقال وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر أمس (الخميس) إن تنظيم «داعش» استخدم مدينة منبج في شمال سورية قاعدة لتدبير مؤامرات ضد أوروبا وتركيا والولايات المتحدة ما جعل من الضروري شن هجوم بدعم أميركي ضد التنظيم.
وكشف مسئولون أميركيون لـ «رويترز» هذا الأسبوع أن آلافاً من المقاتلين الذين تدعمهم الولايات المتحدة في سورية يشنون هجوماً للسيطرة على ما يطلق عليه جيب منبج بعد أسابيع من الاستعدادات.
وأبلغ كارتر الصحافيين خلال توجهه إلى سنغافورة لحضور اجتماع أمني إقليمي إن القوة التي يقودها عرب وتدعمها الولايات المتحدة تزحف باتجاه مدينة منبج.
وقال إن المدينة كانت معبراً لتدفق المقاتلين الأجانب ما يجعلها «ضرورية ومهمة في القتال ضد التنظيم في سورية».
وقال كارتر «نعلم بوجود تآمر خارجي من مدينة منبج... ضد أوروبا وتركيا وكل أصدقائنا وحلفائنا والولايات المتحدة أيضاً».
ولم يوضح الوزير الأميركي المؤامرات التي يقصدها.
وتستهدف العملية -التي بدأت الثلثاء وقد تستغرق أسابيع لاستكمالها- منع التنظيم من الوصول إلى الأراضي السورية على الحدود التركية التي استغلها المتشددون لفترة طويلة كقاعدة لوجستية لنقل المقاتلين الأجانب من وإلى أوروبا.
وقال مسئولون أميركيون إن عدداً محدوداً من قوات العمليات الخاصة الأميركية سيدعمون الهجوم ميدانياً كمستشارين بعيداً عن الخطوط الأمامية.
وستعتمد العملية أيضاً على دعم الضربات الجوية الأميركية فضلاً عن دعم من مواقع برية على الحدود في تركيا.
وتمثل العملية مرحلة أولى للحملة التي تنفذها القوات السورية المدعومة من واشنطن باتجاه الرقة معقل التنظيم في سورية.
وقال المسئولون الأميركيون إن حرمان «داعش» من جيب منبج سيعزلها أكثر وسيقوض قدرتها على إرسال إمدادات إلى الرقة.
وقال كارتر إن محادثاته في سنغافورة ستشمل مناقشات مع بلدان إسلامية إقليمية بشأن التعاون في محاربة متشددي تنظيم «داعش» وأيضاً عمليات إعادة البناء في العراق.
العدد 5018 - الخميس 02 يونيو 2016م الموافق 26 شعبان 1437هـ
سيد كيرى
خمس سنوات و نحن نسمع عن رحيل الاسد و قريبا سينهى ولايتكم رحيل للأسد ليس فى يدكم انتو لأن مصيره مرطبت بأمن إسرائيل اذا رحل أسد من سيحمى إسرائيل؟ ؟؟؟؟؟؟
روح نام ..
أحسن ليك