تلقى فريق بوروسيا دورتموند الألماني لكرة القدم ضربة أخرى موجعة قبل بدء استعداداته للموسم الجديد عقب رحيل نجمه إيلكاي جوندوجان إلى صفوف مانشستر سيتي الانجليزي اليوم الخميس (2 يونيو/ حزيران 2016).
وعلى رغم أن المقابل المادي لانتقال جوندوجان لسيتي، والذي يقدر بـ20 مليون جنيه استرليني (29 مليون دولار) حسبما أفادت تقارير إخبارية، قد يخفف من وطأة الصدمة إلا أنه لن يغير من حقيقة معاناة دورتموند من ثغرة عميقة في وسط ملعبه بغياب النجم الدولي الألماني.
ويأتي انتقال جوندوجان لمانشستر سيتي بعد أسابيع قليلة من إعلان ماتس هوميلس قائد الفريق الانضمام إلى صفوف الغريم التقليدي بايرن ميونيخ، فيما أثار صانع الألعاب الأرميني هنريخ مخيتاريان الشكوك بإمكانية رحيله عن دورتموند مستقبلا بعدما أبدى عدم اهتمامه بتمديد تعاقده الحالي مع الفريق الذين ينتهي بنهاية الموسم المقبل.
وظهر مخيتاريان بشكل لافت مع دورتموند خلال الموسم المنقضي، مما دفع مسئولي ناديي أرسنال وتشلسي الانجليزي لمحاولة الحصول على خدماته، طبقا لما أفادت به تقارير إعلامية، قبل أن يضيف مينو رايولا وكيل أعمال مخيتاريان مزيدا من الغموض بشأن مستقبل اللاعب مع الفريق الألماني.
وصرح رايولا لصحيفة (بيلد) الألمانية "لماذا يتم تمديد التعاقد الآن"؟
وأوضح رايولا "إن عقد مخيتاريان الحالي ينتهي في يونيو 2017، ونحن نبحث خياراته المستقبلية".
وفي حال رحيل مخيتاريان، فإن إدارة دورتموند ستواجه حقيقة مؤلمة وهي الفشل في إقناع ثلاثة من أعمدة الفريق الأساسية بالبقاء مع النادي الذي يعد ثاني أكبر الأندية الألمانية بعد بايرن.
وحاولت إدارة دورتموند أن تتسم بالشجاعة لتخفيف حجم الإحباط الذي يعاني منه جماهير الفريق بالتأكيد على توفير البديل الجاهز لتعويض رحيل أي نجم.
وصرح الرئيس التنفيذي لدورتموند هانز يواخيم فاتسكه عقب رحيل هوميلس "لقد نجحنا في كل مرة أن نجد الحلول المناسبة لتعويض مثل تلك الخسائر، وسنتمكن من تكرار ذلك مرة أخرى".
في المقابل، مدد المدافع مارسيل شيملزر تعاقده مع دورتموند، ولكن لا يمكن القول إنه يمثل نفس الأهمية التي يشكلها النجوم الثلاثة الآخرون.
وعلى أقل تقدير، فإن جوندوجان لم يرحل إلى بايرن مباشرة مثلما فعل هوميلس، الذي بات اللاعب الثالث من دورتموند الذي ينضم إلى الفريق البافاري في السنوات الأخيرة بعد ماريو جويتزه العام 2013 وروبرت ليفاندوفيسكي العام 2014.
وأصبح وضع دورتموند الحالي يثير شفقة جميع متابعي الكرة الألمانية في ظل الرحيل المستمر لنجومه الكبار، وهو ما يسهل من مهمة بايرن للاحتفاظ بلقب الدوري (بوندسليغا) للموسم الخامس على التوالي في العام المقبل - غير أن التعاطف مع دورتموند لن يكون في محله.
وتضم قائمة دورتموند الحالية عددا قليلا من النجوم من أبناء النادي - مثلما هو حال بايرن ميونيخ ومانشستر سيتي اللذين يعتمدان على شراء بدلاء جاهزين.
ويسعى توماس توشيل مدرب دورتموند للتعاقد مع ميكيل ميرينو لاعب وسط الملعب في فريق أوساسونا الأسباني في الموسم المقبل، وذلك عقب تعاقد الفريق مع النجم الشاب عثمان ديمبيلي لاعب ستاد رين الفرنسي.
ويعتبر ديمبيلي أحد العناصر الشابة التي جذبت انتباه العديد من الأندية الأوروبية الكبرى، قبل أن يحسم وجهته نحو دورتموند، الذي أبدى اللاعب الفرنسي تحمسه الشديد لبدء مسيرته معه.
وقال ديمبيلي خلال توقيعه لدورتموند "إنني مقتنع تماما بالمفهوم الرياضي لدورتموند. لا يمكنني انتظار اللعب في بوندسليغا أمام أكثر من 80 ألف متفرج سوف يمتليء بهم ملعب سيجنال إيدونا بارك (معقل دورتموند) والركض في أرض الملعب في دوري أبطال أوروبا مع زملائي الجدد".
وخرج دورتموند خال الوفاض في الموسم المنقضي بعدما اكتفى بالحصول على المركز الثاني في ترتيب الدوري، قبل أن يخسر المباراة النهائية لبطولة كأس ألمانيا أمام بايرن بركلات الترجيح.
ويتطلع توشيل، الذي تولى تدريب دورتموند مطلع الموسم الماضي، لتحقيق انتصاره الأول على بايرن عقب فشل فريقه في تحقيق أي فوز على منافسه التقليدي تحت قيادته.
كما يأمل توشيل في قيادة دورتموند نحو منصة التتويج مجددا مثل سلفه يورجن كلوب الذي توج مع الفريق بلقب الدوري العامي 2011 و2012، إلا أن مهمته مازالت صعبة.
وبينما يعاني دورتموند من التعثر قبل بدء استعداداته للموسم الجديد بفقدانه هوميلس وجوندوجان، فقد تعززت صفوف بايرن باللاعب الشاب ريناتو سانشيز بالإضافة إلى هوميلس.
وبات يتعين على دورتموند التعامل سريعا مع وضعه الحالي إذا أراد الاستمرار في المنافسة على الألقاب والبطولات.