لاُيدرك الإنسان حقيقة قوته٬ إلا عندما تكون القوة هي الخيار الوحيد المتاح أمامه. والنساء الناجيات من السرطان يدركن هذا الأمر بصورة أكبر بكثير ممن سواهن. وستؤكد معظم هؤلاء الناجيات أن ماُيميزهن عن الأخريات هو الاطلاع الدائم على معلومات موثوقة٬ والتواصل مع مجموعات دعم قوية. وكثيراً ما تجد النساء أن من الأسهل لهن البقاء على اطلاع بأحدث المكتشفات العلمية لمحاربة هذا المرض٬ ومعرفة طرق اكتشافه المبكرة، حسبما نقلت قناة "MBC".
وفي تقرير لها٬ أشارت مؤسسة «سرطان الثديالعالم العربي» أنه وعلى الرغم من وجود برامج توعية حول سرطان الثدي في المنطقة٬ إلا أن قليلاً منها فقط يعطي معلومات وافية عن المرض. ويبقى هناك الكثير مما يجب قوله عن كيفية تطوره٬ وانتشاره في جسم المريضة. وفي حالة سرطان الثدي المنتشر الكلام عنها٬ مع الأسف٬ ما يزال من المحرمات في معظم المجتمعات.
سرطان عنق الرحم
و«سرطان الثدي المنتشر» هو السرطان الذي ينتقل خارج منطقة الثدي إلى أعضاء أخرى في الجسم٬ بما فيها الرئتان٬ والعظام٬ والدماغ أو الكبد. وهو أكثر مراحل سرطان الثدي تقّدماً٬ وهو الذي يصل به إلى أعلى درجات الخطورة.
وعلى الرغم من هذه النسبة المرتفعة٬ إلا أن معظم حملات ونشاطات التوعية بسرطان الثدي في المنطقة لا تكاد تشير إلى «سرطان الثدي المنتشر». فهل سبق لك بأن سمعت٬ أو رأيت حملات تدعو إلى ضرورة التحرك بشأن هذا النوع من السرطان؟.
وأشارت دراسات «المركز الطبي الحيوي لصحة المرأة» إلى وجود انقطاع في التواصل عندما يتعلق الأمر بـ «سرطان الثدي المنتشر»٬ على الرغم من أن حوالي 30 %من المصابات بسرطان الثدي في مراحلة المبكرة سيصلن في نهاية المطاف إلى هذه المرحلة من السرطان.
وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا٬ يّتسم موضوع سرطان الثدي بالحساسية٬ وذلك لخوف كثير من النساء من الآثار المترتبة على هذا الأمر٬ وترددهن في طلب المساعدة في وقت مبكر من بدء الإصابة بالمرض. ولذا٬ ينبغي القيام بتحرك أكبر لرفع الوعي٬ وزيادة المعرفة المتاحة عن تشخيص «سرطان الثدي المنتشر»٬ وأثره على حياة المصابات به.
فما هو «سرطان الثدي المنتشر» إذاً؟
وبرغم أن حالات الإصابة بسرطان الثدي التي لم تصل إلى مرحلة السرطان المنتشر تعتبر أمراً إيجابياً يدعو للتفاؤل٬ إلا أن مواصلة الفحوصات الاعتيادية تبقى أمراً حاسماً وضرورياً٬ باعتبار أن كل اللواتي مررن بالمراحل المبكرة لسرطان الثدي٬
والتعايش مع سرطان الثدي٬ أو «سرطان الثدي المنتشر» بشكل خاص٬ قد يكون تجربة مخيفة تضطرب لها معظم النساء. وفي حين يترافق شهر أكتوبر مع التوعية بسرطان الثدي٬ إلا أن التركيز على سرطان الثدي المنتشر في هذه المنطقة يكاد يكون
.معدوماً. ولذا٬ ينبغي علينا كأفراد٬ وأعضاء في هذا المجتمع أن نعمل معاً على زيادة الوعي٬ وإتاحة المعلومات حول سرطان الثدي المنتشر٬ سعياً إلى تقديم الدعم للنساء المصابات٬ ومؤازرتهن٬ وسماع أصواتهن.